اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قصة الطوفان منقولة حرفيا عن ملحمة جلجامش السومرية

اغتسل بالماء

⏪ الأدب البابلي والكتب المقدسة.
⏪ ملحمتا الإلياذة والأوديسا تحتويان على الكثير من النماذج المتشابهة في أساطير الشعوب.
في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1872 أعلن سيدني سمث نجاحه في جمع القطع المتناثرة من ملحمة جلجامش بعضها إلى بعض،
مكتوبة في أثني عشر لوحاً، ومحتوية على قصة الطوفان في لوحها الحادي عشر، وحسب هذه الملحمة فإن جلجامش انطلق في رحلته للبحث عن الخلود، وقابل اوتنباشتيم (أتراحسيس في النسخة البابلية) الذي منحته الالهة الخلود، فروى أوتنباشتيم قصة الطوفان لجلجامش وجاء في القصة أن الآلهة غضبت من البشر وآثامهم، (وفي رواية أخرى أن الآلهة غضبت من ضجيجهم) فقررت إفناءهم، وأثناء نوم أوتنبشتيم، أوحت له الآلهة بأن يبني سفينة ويضع فيها من كل صنف من المخلوقات زوجين اثنين لكي تستبدل الآلهة الخلق بخلق جديد. فامتثل اوتنبشتيم للأمر، ثم أرسلت الآلهة جميع أنواع العواصف وأفنت جميع المخلوقات، وفي اليوم السابع نظر أوتنبشتيم حوله فرأى الشمس وقد نجا هو ومن معه من العواصف، ثم أرسل حمامة للبحث عن اليابسة وعادت الحمامة ثم أرسل سنونو فطار ثم عاد، ثم أرسل غرابا فطار ولم يعد.
معروف أن أبا الأنبياء إبراهيم كان في مدينة أور العراقية، ثم غادر هاربا من بطش النمرود وغزا فلسطين، ومن نسله جاء بنو إسرائيل ويقول المؤرخون إن التوراة كتبت بعد ملحمة جلجامش (هناك من يقول إنها كتبت في القرن العاشر ومن يقول القرن الخامس قبل الميلاد) ولكن التشابه بين التوراة وملحمة جلجامش التي كتبت في القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، يشير إلى أن مصدر قصة الطوفان هو ملحمة جلجامش التي سبقت التوراة بعشرة قرون على الأقل.
إن تطابق التفاصيل بين قصة التوراة وجلجامش ليس غريبا، إذ أن الحضارات المختلفة بما فيها اليونانية والرومانية والفرعونية والهندية تجتمع في نزعتها إلى تصور نماذج كبرى لما وراء الطبيعة، وهو ما أطلق عليه العالم السويسري كارل يونغ archetypes وهذه الصور تشكل مواضيع متكررة في أساطير الشعوب كالخلود والموت والسعادة وصراع الخير والشر والحب والحرب لذا تكثر الصور أو الشخصيات التي تمثل النماذج الكبرى، فهناك الآلهة والأنبياء والعقاب والجنة والنار والرجل الحكيم والمرأة الساحرة والأفعى والبطل القاهر والمرأة البارعة الجمال واللغز الذي لا يفكه سوى الأبطال وإكسير الحياة والخلود والقرابين وما إلى ذلك مما تحمله حكايا الشعوب.
من الطبيعي إذن أن نجد قصة الطوفان منقولة حرفيا عن ملحمة جلجامش السومرية، وقد وردت الملحمة نفسها في الحضارة البابلية ولكن اسم اوتنبشتيم اختلف وصار أتراحسيس، وفي النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد كتب أحد الكهنة، ويدعى بيروسوس، تاريخ بلاده باللغة اليونانية في ثلاثة أجزاء وحوى الكتاب على قصة الطوفان وتقول إنه كان يعيش ملك اسمه أكسيسو ثووس؛ هذا الملك رأى في المنام أن الإله يحذره من طوفان يغمر الأرض ويهلك الحرث والنسل وأمره أن يبني سفينة يأوي إليها عند الطوفان. فبنى سفينة كبيرة جمع فيه كل أقربائه وأصحابه، فضلاً عن الكائنات الحية من الطيور وذات الأربع. وغرقت الأرض.. ونجت السفينة على جبل حيث نزل وزوجته وابنته وقائد الدفة، وسجد الملك لربه وقدم القرابين .. الخ.
هذه ليست القصة الوحيدة التي تشبه ميثولوجيا الشعوب، إذ تحتوي ملحمتا الإلياذة والأوديسا على الكثير من النماذج المتشابهة في أساطير الشعوب. وأبرزها البطل الذي جاء ثمرة زواج بين إله وامرأة من البشر، وجلجامش نفسه أمه من البشر وأبوه إله، كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية أن زيوس كبير الآلهة تزوج أميرة اسمها ليديا فأنجبت هيلينا أجمل نساء الأرض التي قامت بسببها حرب طروادة، وغير ذلك من أنصاف الآلهة.
كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية أن بروميثيوس (آدم في الأديان) هو أصل البشر وقد تحمل العناء في سبيل البشر وسرق من السماء النار لكي يدفئ البشرية، فغضب زيوس وأرسل باندورا إلى الأرض ومعها صندوق الشرور والآثام، ولم يكن البشر يعرفون الإثم قبل ذلك.
إن فكرة كارل يونغ عن النماذج الكبرى تمثل اللاوعي البشري collective unconsciousness أي الأفكار الدفينة في وعي البشر جميعا، والتي تطرح أسئلة عن الوجود وحقيقة الحياة، فيضع كل شعب وكل حضارة تصورا خاصا بهم للإجابة عن الألغاز المحيرة في الحياة مستخدمين فيها خيالهم لما يجري وراء الطبيعة.
كانت ملحمة جلجامش معروفة لدى العالم الإنجيلي وقد وجدت نسخ منها في مدينة مجدو في شمال فلسطين ومدينة مسكنة في سوريا وشمال الأناضول ونينوى (دولانسكي: الإنترنت).
وقد اشتركت جلجامش مع الإنجيل بالكثير من المواضيع ومنها أن الحلم إلهام إلهي ومنها حلم يوسف بأن الكواكب تسجد له (التكوين 37:5-11) وهذا مواز لأحلام جلجامش ومنها:
يا أمي لقد رأيت الليلة الماضية حلماً
رأيت أني اسير مختالاً بين الأبطال
فظهرت كواكب السماء
وقد سقط إحداها إلي وكأنه شهاب السماء (آنو)
أردت أن أرفعه، ولكنه ثقل علي
وأردت أن أزحزحه فلم أستطع أن أحركه
تجمع حوله أهل بلاد أوروك
ازدحم الناس حوله وتدافعوا عليه
واجتمع عليه الأبطال …
ورفعته ووضعته عند قدميك
فجعلته تحت قدميك (باقر، 1980، ص86).

Gilgamesh Butchery
المواضيع والنصوص تتشابه بالنظر إلى أنها تبحث في قضايا الإنسان
وتحتوي ملحمة جلجامش الكثير من المتشابهات مع الإنجيل، ومن أبرزها قصة الطوفان وسفينة نوح (سفر التكوين 6-9) ولكن هناك متشابهات أخرى كامتلاك جلجامش لعشبة الخلود، ولكن الأفعى أحبطت الخلود عندما أكلت العشبة (التكوين -3) ثم مصارعته طوال الليل مع بطل يدعي أنه قاهر جميع المخلوقات (التكوين 32: 23-32) ومن ثم يتعلم أن الخلود هو أن يعيش الإنسان بمقتضى إنسانيته، ويفعل الخير للإنسانية في سفر الجامعة (Eccl 9:7-10).
وثمة تواز آخر بين القصتين، وهو يتعلق بأنكيدو الذي لم يتمكن أحد من تدجينه سوى امرأة، وهذا ينطبق على آدم الذي أغوته امرأة فأصبح إنسانا، كما أن وصف مكان أنكيدو يشبه الجنة إلى حد بعيد. كما أن الفكرة واحدة وهي أن ثمن المعرفة كانت المشقة، فصار على الشخصين أن يعملا ويزرعا ويحصدا ويرتديا ما يغطي عوراتهما. وفي نهاية ملحمة جلجامش يبدي أنكيدو ندمه على تخليه عن المكان الذي كان فيه. ويكاد يكون تفجع أنكيدو على المكان الذي تركه نسخا حرفيا عن سفر الجامعة.( Eccl 1:6, Eccl 1:14, Eccl 1:17, Eccl 2:11, Eccl 2:17, Eccl 2:26, Eccl 5:16) إذ يقول أنكيدو "الإنسان يعد أيامه وأيما كانت إنجازاته فهي لا شيء سوى الريح." (اللوح 3) وفي بداية قصة جلجامش مع أنكيدو قال جلجامش لأنكيدو وهو يقنعه بصداقته "الحبل ذو الثلاثة خيوط من الصعب أن تقطعه". (اللوح الخامس من النسخة البابلية لجلجامش) ونجد هذا النص حرفيا في سفر الجامعة "حبل بثلاثة خيوط لا ينقطع سريعا" (Eccl 4:9-12). كما أن هناك تطابقا بين سفر الجامعة (9: 7-9) ومشهد من جلجامش حيث تنصح فتاة المقهى سيدوري جلجامش فتقول:
"الحياة التي تبحث عنها لن تجدها
حين خلق الآلهةُ البشر،
جعلوا الموت للبشر
واحتفظوا بالحياة في أيديهم
وأنت، يا جلجامش، املأ بطنك!
رفّهْ عن نفسك ليلاً نهاراً
كلّ يوم احتفلْ بالعيد.
في النهار والليل إرقص والعب.
لتكن ملابسك نظيفة ورأسك مرفوعاً.
اغتسل بالماء،
تأمّل طفلك بين يديك
ولتفرح زوجتك على صدرك."
بقي أن نعلم أن ملحمة جلجامش كتبت في الفترة الواقعة بين (2750 و2350) قبل الميلاد، أما الإنجيل، فيقدر المؤرخون أنه نزل في الفترة ما بين القرن 11 و5 قبل الميلاد.
بالطبع فإن التشابه لا يقتصر على العهد القديم والجديد من التوراة، فالمواضيع والنصوص تتشابه بالنظر إلى أنها تبحث في قضايا الإنسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن مقالة للدكتورة شونا دولانسكي - جامعة كارلتون – أوتاوا - كندا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...