أنت أيها العام الجديد ...*عبد المجيد محمد باعباد

⏪⏬
كانوا ينظرون إليك من نافذة الدهر ويرمقونك من شرفة الأيام ويحدقون نحوك بعيون المستقبل وأنت طيف من الأحلام لم تنجل ورقم
من الأرقام لم تسجل بعد ولم تولد بل كنت جنينا في بطن الزمان أبوك من بني جمير وأمك بنت جلاء صاحبة المتاعب وقرينة الشقاء قابلتك أم شقعم وجارك أبو العجب وخليلك الفتى الذي ما فتأ منذ أشرقت المنيرة على كوكب المعمورة نعم وأنت قاموس الحسبان وجدول الأكوان وذاكرة الإنسان وتاريخ الزمان يا ترى من يكون ؟وأنتم تبعثون الرسائل لقدومه تهنئون لوصوله تباركون لحلوله ترحبون لدخوله تستقبلون موعده وهل تعلمون من هو وطالما كم قد حلم به الحالمون وتنبأ به العالمون وكتب عنه الدارسون والباحثون أنه عامكم الجديد هذا هو فتى دهركم الجاري وميقات زمانكم الساري وتاريخكم القادم وميعادكم الحالي أنه عامكم الأتي عام 2020 فيما مضى كان حلما واليوم أصبح حقيقة فيما مضى كان نظرة بعيدة واليوم بات لمحة قريبة وبعد أن كان صورة محتملة اليوم بانت صورته واضحة تملأ عيون الإنسان والجان وكان مجرد رؤية حالمة منذ زمان واليوم أضحى دقائق قادمة وأنتم ضيوفه الأجلاء من بعد هذه الأوآن وقبل هذا الأان هلا تفكرت به يا إنسان كيف انقضى عمرك وبما افنيته وهل حققت شيئا في حياتك في الأعوام السابقة أم ما زلت تحلم بأن القادم أجمل وحتى إذا جاءك الحاضر صار ماضيا وتذكرته وتقول في نفسك كان وكان ما أحلى تلك الأيام وأنت يومها لم تتقه ولا تحملته نفسك حتى تفارقه ويصير الماضي جميلا بظنك والحاضر كئيبا بينما كان الماضي كئيبا بظنك حينما كنت فيه جهولا هلا عقلت يا إنسان أم أن الأمل يفنيك والتمني ينهيك وأنت ما زلت تصدق ما بك من الأماني حتى إذا داهمتك الأماني كنت فيها خسران ألا يسعك الآن أن تبادر بالعمل قبل أن يداهمك الأجل فلا تفكر بالمستقبل فأنه سيأتك لا محاله بل أعمل لأجله كأنه يومك ولا تفكر في الماضي فإنه سيغويك ما عليك إلا أن تفكر بحاضرك وتعمل لأخرتك فهي هي الفلاح فهلا عقلت ورشدت أيها الغافل تمضي بك السنوات تلو السنوات وأنت أنت كما كنت وما زلت هكذا مكبلا بقيود العجز ومتأخرا بعقلية الماضي وباليا بثوب العصر لا متحضرا بفكر اليوم ومتحجرا بفكر الأمس والناس تتغير بافكرها بين الأوآنة والأخرى أما علمت أن التفكير بعقلية الماضي هو فشل ورجوع إلى الوراء وعجز وأنت في ليلك الحالك لا ترمق إلى الفجر المشرق فهو الأمل المنشود والنجاح المحفول فعليك بحسن العمل حتى لا يلهيك الأمل ولا تكن ممن يتغنى بماضيه فهو عجز ونقص وكأن العرب فهمت فلسفة الزمان حينما سمت كان اسم ماضي ناقص نعم أيها الإنسان أغتنم حاضرك واعمل لأخرتك فذنك هما الفلاح المنشود والفوز المبين ..أيها القراء الأعزاء هلا تفكرتم في زمانكم هذا هل تدبرتم بعامكم هذا هل حلمتم به من غابر الزمان في عام 2020 سأكون وأكون ويكون وأكون وسأبلغ وأنال وهل تحقق شيئا مما حلمتم به أم كان مجرد أحلاما منعتها حوادث الزمان وحجبتها صروف الحدثان ووأدت بها مكائد الإنسان أم نسفتها سنن السنون وابتلعتها ريب المنون وصادمتها سوء الظنون وأعاقتها أفكار الجنون وهكذا الإنسان جبل على حب التطلع للبعيد والتشوق للمستقبل والحلم بالغد المشرق والانتظار للموعد الذي رسمه أن كان صاحب هدفا يرجوه ويريد تحقيقه وكم من الذين رسموا أهدافا لحياتهم لكن للأسف الشديد لم يصلوا إليها لأنها الأقدار مكتوبة والزمان يجري بها إلى الغد الذي لا ندري به أفلا تعقلون ..