اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بويتيقا الإبداع الشعري الحساني "نموذج التبراع لعالية ماء العينين " ...* حليمة داحة – المغرب

⏪⏬
لقد شكلت المرأة عنصرا جوهريا في الذات المبدعة لكون لها أحاسيس ومشاعر تجعل لها صيت وافر للتعبير عن هذا الشعور ، فهي
الجمال والرونق وهي البهاء والرقي تسحرك بكلامها وتجعلك محطة انبهار ناهيك إن كانت ذاتا شاعرة تحول ذلك الإبداع إلى جمالية فوق الحسن والبهاء الجميل .
إن دراستي لهذا الكتاب التبراع جعلني أنبهر بهاته الذات الشاعرة المتجسدة في الشعر النسائي الحساني الذي تبرز فيه المرأة الحسانية دور المبدعة ونكتشف في خضمه خبايا بويتيقية جمالية فوق الانبهار إلى درجة إحساسك بكونك في جمالية لا نظير لها.
إن التبراع يجسد نوعا من الشعر الخاص الذي تمتاز به النساء الحسانيات وهو أيضا يمتاز بمصطلح خاص المعروف عندهم بلغن.
ومن أهم القواعد التي تمتاز بها هاته القصيدة الحسانية من حيث أوزانها وأبحرها الموسيقية نجد اعتبارهم للكاف أصغر وحدة شعرية في القصيدة تليها الطلعة ثم أخيرا التهدينة .
ومن بين التعريفات التي أعطيت للتبراع نجد ما قدمه أحمد بابا مسكه في تقديمه للوسيط إذ يقول: "التبريعة قصيدة قصيرة من شطرين بنفس الروي وكانت تعبر بها الفتيات العاشقات عن أحاسيسهن المصادرة اجتماعيا عندما يكن منفردات بعيدا على "غرد" بعيدات عن آذان الفضوليين – إنهن يحملنها بوحهن الساذج عوما وغير المدروس والبعيد عن فكرة النشر أو الإعلان عنه وتناقلته الألسن في إطار من السرية.
وبالتالي فهو نمط متميز عن لغن ومتأخر عنه ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
- أن الشكل الفني للتبراع هو من الأشكال الفنية في لغن الذي هو نظام الشطر وحساب الحركات.

- أن الشكل الفني للتبراع يشبه شكل لبتوت التي تكونت في المرحلة الثانية بعد المرحلة الأولى (التهيدين) .
- أن لغن بلغ أوجه من ناحية النضج الفني من أجل التوسع في البناء العام للأشطار ، في حين أن التبراع ما زال فنيا من هذه الناحية.
ومن المعروف أن التبراع هو شعر غزل النساء بالرجل فكيف عبرت هاته المرأة الحسانية الشاعرة عن حبها لرجل من خلال هذا التبراع؟ هل هو حب خالص؟ أم أن تأثرها بالغزل في الأدب الفصيح هو الذي جعلها تفصح عن هذا الحب إلى درجة التغزل بالرجل؟.
ومن الموضوعات التي نجد التبراع يعالجها للتعبير عن هذا الحب نجد مايلي:
1- التعبير عن حالة عاطفية مجردة أقرب إلى العذرية وإلى الحوار مع الذات ، بحيث نشعر أننا أمام حب له إحساس خاص لا ينشد المقابل ولا يطلب الاعتراف به مثل:
وأنـــــــــــــا فــــــــــــــؤادي طـــــاري لُ شــــــي ماه عـــــــادي
إن الفتاة من خلال هذا البوح تشعر أن فؤادها طرأ عليه أمر غريب ودائما في نفس الإطار أي الإحساس بعاطفة الحب التي تغزو القلب في أول تجربة بقولها:
ونـــــبــــــــــــان ذا لـــعـــــام تعــــلـــمـــنا مـــــعنــــــى الـــغـرام
(يبدو أننا هاد العام تعلمنا معنى الغرام).
وأمثلة أخرى نجد:
الــنـــــاس ثـــبات ركــــــود وأنا نـــتخــمـــــم فــــلـــمـــجحــــود
(الناس نيام وأنا ساهرة أفكر في حبيبي الذي لا يعلم به أحد)
حـــــاولـــت الــــــنـــــسيان غير الـــبـــــال الــلــيلـــة حـــــيران
وشــــــبي مـــــــا نــــنــساه لا يــــــعـــــلـــــمــــــــه إلا الــلــــه
( السبب في عدم قدرتي على النسيان لا يعلمه إلا الله)
2- الحب تجربة عاطفية واقعية وتظهر في الاعتراف أو الجهر بالحب بأسلوب مباشر وواضح مع الحديث عن التجربة وآثارها في هذا الإطار تبدي الشاعرة رغبة أكبر في تجاوز الإطار الخجول الذي قد يؤدي بها إلى ثورة على القيم والقيود الاجتماعية ، ومن بين هاته الإشارات التي تبرز التجربة العاطفية القائمة بين الشاعرة والمحبوب مثلا:
تمني لقاء الحبيب:
وان شــــــــنــــــــــــواس دونــــو لـــبحر عـــوم كـــاســــي


(ماذا أفعل وحبيبي دونه بحر تصعب السباحة فيه)
الرغبة في الوصال المباشر :
مــــصــــاب بـــــيـــــت ما يـــــتــحـــــرك مــــا مـــسيــت
(ليتني حمالة تبغه التي لا تفارق رقبته حتى يلمسني كلما قام بحركة)
ران لـــــك يذاك مغــــيـــرن ذاك لــــمــــــــــســواك
(يجب أن تفهم أنني أغار من عود السواك الذي في فمك)
الرغبة في الوصال المباشر:
حـــــكــــــل يـــا خـــي عــــــود أكــرب ل مــــن ذاك شـــوي
( بحق الله ، كن أقرب لي مما أنت عليه الآن).

الصبر والمعاناة لشوق الحبيب:
ولا صبرا يالبال ذ لتــــبــــــغ مـــــشيـــشر مزال
( اصبر يا قلبي فحبيبك مازال غرا)
لوعة الفراق:
لـــيلت وداع كـــــــلب ولـــــــســـان مــاراعو
( لم يستكن قلبي ولا لساني لحظة واحدة ليلة وداعه).
ومن الخصائص الشكلية والإيقاعية التي يمتاز بها التبراع نجد:
1- الإيجاز: يحضر الإيجاز بكثرة في التبراع ومن النماذج التي نجد أن التبراع يعطي فيها رسائل بدون زيادة ولا نقصان نجد مايلي:
عــــز لحبايب كـــــال ان فـــــــــي أنـــــاذايـــب
(قال أغلى حبيب.. أنه ذائب في..)
أنــــا ما كديت نـــــبغ راجــــل خــــاطيك تـــليت
(أنا لم أعد أقوى على حب رجل آخر بعدك..)
يابال صبرا إن مـــــــع الــــــعـــــسر يـــسـرا
(يا قلبي ، اصبر إن مع العسر يسرا)
قـــرار لوحد انـــــك أنــــــــت أو لا أحــــــــــد
(قراري النهائي ..أنت أو لا أحد).
2- التشبيه: بالنسبة للصور البيانية نجد قلة النماذج في التشبيه مقارنة مع الأخرى كالاستعارة والكناية . ومن نماذج التشبيه نجد:
لبحر تكلاب حـــــجـــل احـــــمـــد وصـــحــاب
(تقلب أمواج البحر..، يذكرني بأحمد وأصدقائه)
ران لك يذاك مــــغـــيــرن ذاك لـــمــســـــــواك
(اعلم يا هذا ،أنني أغار من عود السواك..)
3- الاستعارة:إن الشاعرة حاولت أن تعدد في أوجه هاته الاستعارة إذا استطاعت أن تخلق صورا تصل حد الاندهاش أحيانا خصوصا في إطار الاستعارة التخييلية التصريحية وهي : " ما كان المستعار غير محقق لا حسا ولا عقلا بل هو صورة وهمية محصنة لا يشوبها شيء من التحقيق كالتشخيص مثلا:
الصبر بظل غــــــيــــــر حـــــن مــــرين بـــــل
(للصبر نتائج خير .ولم نجدها بعد..)
سقم يكطع بيه كـــــعـــــد عـــــند واحــــكــم بيديه
(قاتل الله حبه.. فقد أقام عندي وتمكن مني بيديه)
4- الكناية: حظيت الكناية بالنصيب الأوفر من الاهتمام عند الشاعرات:
تقول الشاعرة:
مـــــــصاب أركاج يــــمــــــش كـــــيفـــــت لــميســـاج
( ليت الأشخاص يبعثون مثل الرسائل القصيرة..)
في هذا الصدد تتمنى لو بالإمكان أن يبعث الإنسان مثلما تبعث الرسائل القصيرة عبر الهاتف كناية عن رغبتها في أن يأتي الحبيب بنفسه بدل أن يبعث إليها برسائله.
5- التورية: نجد أن التورية مثل الكناية ، فهي حاضرة بشكل واضح في التبراع من خلال صورة مدهشة تقول الشاعرة:
ألايكدر ينعاف لـــخــــطـــار فــــعيمــــان لجـــفــاف
( لا أحد يمكن أن يكره منظر الخضرة .. أيام الجفاف)
هنا نجد أن هذه التبريعة هي صورة طبيعية إذ لا أحد يكره منظر الخضرة في أي أوان فكيف بأيام الجفاف؟ فالمعنى المراد هنا نجده بعيدا تماما عن الصورة البسيطة فاللون الأخضر في الحسانية يفيد السمرة فيصبح المعنى المتواري هو التغزل في حبيب أسمر اللون.
6- المقابلة: من الأمثال التي نجدها واضحة في التبراع من خلال المقابلة نجد:
الناس تباث ركود وان نـــتخــــمـــــم فـــــلمجـــــــحود
(الناس نيام وأنا أفكر في من أخفي خبره عن الناس)
سقمك ذ لفريد ألا يــــــدرس ويــــــعـــــود جـــديـــد
(حبك الفريد.. كلما تقادم به الزمن أصبح جديدا..)
أما من خلال خصائصه الإيقاعية نجد الدكتور إدريس نقوري يحدد الجمالية التي يمتاز بها الشعر الحساني فيما يلي:
"إن للشعر الحساني أبحر مثل بحور الشعر العربي وأول بحر كبير في الشعر الحساني هو: كر الذي يقابل الوافر ويوجد في نفس الدائرة "سيني كر" وهو يشبه البسيط في الشعر الفصيح.
أما التبراع فإنه في صيغته الحالية مبني على خمس متحركات في الشطر الأول أو مايسمى با: "التافلويت" وثمانية في الشطر الثاني.
ونجد الحسن ولد الشيخ قد أورد نماذج لتلك الأوزان:
نبغ مناد كـــطر كـــطـــر ويــــســيل الــــواد
أربع متحركات - - ثماني متحركات –
أظحك مناد وظحكن نحن زاد
أربع متحركات - - سبع متحركات-
وبهذا يمكن القول إن الشعر النسائي الحساني تمكن من أن يضع بصمته البويتيقية الجمالية على كل المستويات سواء الفنية أو الشكلية أو الإيقاعية أو المضمونية ليخلق فضاءا لجسر عميق يكشف عن عواطف إبداعية لذات مبدعة المتمثلة في المرآة الحسانية لتتجاوز كل القيود الاجتماعية المتعارف عنها وتفصح عن حب عفيف طاهر لرمز المحب الذي تجعل منه رفيق الدرب بلمسة جمالية إبداعية تجاوزت حدود الغوص والاكتشاف في بويتيقا الإبداع الجمالي.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...