يا مدينة الصلاة والقامات
الشامخة بالعنفوان
أحن إلى شوارعك وحاراتك
ونبع سلوان
إلى أشجارك الخضراء الباسقة
إلى مزارع الليمون والزيتون والبرتقال
أيا سيدة الاشتياق
لا المعابر ولا الأسلاك ولا الجدار
تمنعني من نزف البكاء حين يغرقني
الحنين وتغتالني المسافات
منذ سبعين عاما وكنعان يشهد
أنني في الحلم من بيت لحم
وحتى تخوم جنين
تأخذني الروح إليك كل يوم
من يدلني على رقمي في قائمة العشاق
أنا الغارقة في حبك حتى النخاع
وقلبي يحن إليك مجفول الخطوات
أحن إليك يامدينة الشجعان والطاهرين
والأنبياء
أحن إلى قبة الصخرة وأصوات الحمام
فوق مآذن الأقصى
يناغي هديله أروع الأشجان
إلى الزعتر البري والزنبق والحبق
والريحان
أنا العاشقة للساحات والكنائس
لكل حجر وغصن شجرة أعطى إشارة
التحية للنساء القديسات
ماذا اقول ياجميلة الجميلات
ليلة الميلاد
نحن المغربون وراء البحار في الشتات
من غيرك يعيد لنا الكرامة والهوية والأبجدية
التي وثقها الأجداد في السجلات
ها أنا اليوم أعاتب الزمن المجهول وأرسمه
جنة فرح وحديقة فراشات
إن كنت نسيتك على مر الزمان
فلتسحب الروح مني وتنهشني العقبان
فأنا لست من حجر صوان ولامن خشب
فحضورك في صدفة الذاكرة يرهج
كالضياء في السماء
فيا أمواج البحر في يافا وحيفا وغزة
ثوري وتمردي
وأغرقي المحتل بالطوفان
أغرقيه إلى القاع
ثم إلى القاع
لأكتب مجدك في دفتري
أبيات شعر ساحقة
ينشدها العشاق في محطات العناق .
*ناديا ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق