كان. مدرسا. ولكن؟
كثير هم المدرسون الذين مروا بحياتي ولم يتركوا أثرا يذكر حتى أسماؤهم غابت عني ولم أعد اتذكر منها شيئا
غير أن مدرسا واحدا كان أقوى من النسيان وهو الذي ترك في شخصيتي أثرا بالغا وربما هو الذي وضع قدمي على طريق الكتابة الادبية
كنت أيامها طالبا في دار المعلمين الابتدائية في مدينة السويداء ايام الوحدة بين سوريا ومصر
لقد سبقته سيرته. إلينا قبل. ان نراه
كلن مختلفا. تماما
طويل القامة. عربي. السمات ذو راس. تكاد تخلو من الشعر يحني ظهره قليلا بسبب طوله بسيط في لباسه يتكلم. بهدوء وثقة. لغة لاافصح. ولا أوضح ولا أنقى ولا اصفى
كان في الخمسين ولم يتزوج
هذا المدرس. كسر القاعدة التي عهدناها. لدى المدرسين
كان إذا دخل علينا. عصر جبينه. وسرح بنظره بعيدا. بعد فترة من الصمت والتأمل. ثم راح يسرد علينا من عيون. الأدب. شعرا وقصة و رواية مايجعلنا نشنف الأذان
بأسلوب. جذاب كأنه خرير الساقية
سرد علينا كثيرا من القصص العالمي والعربي ونقلنا ألئ. حدائق غناء ماكنا نحلم. بدخولها
كان بارعا. في. إلقاء الشعر. وفي السرد
قل إن تجد طالبا في الفصل لايصغي اليه باهتمام ولايتمنى ان. تطول. الحصة ليسمع منه المزيد. على. عكس. الأخرين من المدرسين هه
كان موسوعيا في ثقافته يحفظ. كثيرا من سور القرآن الكريم رغم انه. لم. يكن مسلما ويكثر من الاستشهاد بها
يتقن اللغة الفرنسية وقد ترجم منها إلى العربية. الكثير من كتب الادب
كان لايتقيد بالمنهج ولا يعيره اهتماما كبيرا ولا. يكترث. بملاحظات الإدارة عليه
فإذا كان المنهج جدولا فإن الاستاذ. كان نهرا متدفقا
كم كان يعجبني في الشتاء عندما كان يدخل علينا وعلى. راسه كوفية وعقال
نعم تأثرت به كثيرا. حتى. إنني نقلت ماسمعت منه. إلى طلابي فيما بعد محاولا ان احافظ على المستوى المعقول في الإلقاء والاسلوب وان اسرد عليهم كل جديد وطريف وبكل تواضع اقول. كنت. قارئا. نهما
وقد لقي هذا. تجاوبا كبيرا. من قبل طلابي نطقت به. عيونهم قبل السنتهم
كان لهذا المدرس تأثير بالغ على شخصيتي الأدبية فهو الذي حبب الي. القراءة والاطلاع والبحث. عن عيون الشعر والادب في لغتنا وغير لغتنا
سلام. لروحك استاذي. صياح. الجهيم ولك من كل من عرف. قدرك السلام
والله من وراء القصد
*محمود مفلح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق