⏬
على الممر الرئيسي المؤدي إلى سوق البلدة.وتحديدا بجوار مَجْمَعِ البنات الدراسي .
كانت هناك شجرة ضخمة وارفة الظلال يطال طولها عنان سقف ذلك المجمع المدرسي .
كنت كلما مررت عليها ........ ينتابني الشعور بالسعادة الغامرة حين أرى تلك العصافير المغردة صباحا تنسج من خيوط الشمس أعشاش الحياة.
وحينما إحتطبها صاحبها شعرت تماما بمأساة العصافير في فقدها لوطنها الجميل .
فأدركت حينها ..كيف يحيا المرء بحياة الأوطان .؟
في هذا الصيف لم أعد أرى عصافير مغردة قي ذلك المكان ، ولم أعد أشعر بحميميته المصاحبة لها.
وكلما مررت عليه يتبادر إلى ذهني
أصوات الأطفال في فناء المدرسة
مختلطا بشدو العصافيرعلى الشجرة في سنين خلت.
ترتسم في مخيلتي صورة معبرة ،
ويطوف في صدري طائف حزن ،
ولم يفارق ذهني ذلك المنظر البديع
لتلك العصافير على غصون تلك الشجرة ، وكيف تتدلى أعشاشها لتشعر ناظريها بجمال الحياة وبهجة الكون.!!
تماما.. كما لم يغب عن بالي مشهد أؤلئك الأطفال الأسر للقلوب وهم يجوبون تلك القطعة من الأرض في إحتفاء الشعبانية بملابسهم الملونة والجديدة كملائكة السماء ، والتي لاأزال أحتفظ بها وصورهافي ذاكرة القلب فضلا عن ذاكرة هاتفي بملامح لاتوصف وليس لها بديل في مصالح خاصة بالأطماع.
كونها تنسف مزاعم الطائفية في قلوب الأطفال في وطنِِ واحد..
حينها غشت علي رهبة ذلك المكان ، وجاش الحزن في صدري .
فسقطت الدموع الحائرة من عيوني ، وهمس في أذناي صوت هاجسي .. ليذكرني نشيد وطن ورايته المرفرفة في مدرستي مصاحبا لضحكة طفل يعدو بحركة درامية بطيئة بملابس زاهية تختلج السعادة كل شعوره البريء .
فتبرأت ممن يقتلع شجرة أحلامه بفأس الفرقة والإختلاف .
ويحتطبها بعنفوان الجهالة البغيض.
*جميل العبيدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق