ثلاثة من الرجل ، يتهمون إمراة بالأجرام .
زوج وزوجتة .
المحقق يتابع في صمت .
..
أبتسم الرجل الحاذق صاحب النظرة الثاقبة ، مؤيدا بعض الأراء من الرجال التي أنبعثت ، بعد الضجيج والصراخ في تهالك قوة
وهمس ، فاضت أقوالهم نهاية زهق الأنفاس ، تشبثوا بكلمة معوجة الظل الأسود ، قائلين بنفس واحد : مجرمة.... مجرمة.... مجرمة .
نظرهم المحقق الحاذق بنظرة واثقة من خلف الغاية لها ظن ، حتي خرج زوج المتهمة عن وعية الموصوم قائلا بصوت فقد إتزانة ورفاعتة بالأقرب الي التراجيدية : سحقا إيها الأقوام انا صاحب الحدث ، وأتنكر لكم بالكيد من عفاف زوجتي ، انا الزوج ، اللذين تقولون عنه : يغفوا غفوة النائم إنما لا انا هنا واعي بكامل إرادتي ، وأقول لكم ، هل من أثبات؟!
هل من برهان ؟!
تزبحوا به بتلات الطهر منها ، وجدها تحيا مثل الملكة ، عشرون عاما ياحضرات القانطين في ظلمكم وانا لا أري منها غير الإنكسار والطاعة في عيونها ، ال وهو الحب ، لم أفقد لحظة بل اخذت منها كل اللحظات ، تعاتب الظن بي حتي ادميت قلبي ، ابدا بلا رأفة بكم وان كان للمجال متسع وحسبان سماح ، ساقفل بوابات الرحمة في وجوهكم أيها المعتدون علي الأشراف مثلِ وزوجتي ومليكتي ، منكم البغض ومني السحق والعقاب لكم .
...............
خرجت الزوجة من خلف سياج حديدي وهي تنظر في وجوة الرجال الثلاثة بقوة وحسبان يأنس وضعها بالتربص وهي تدبر بالظن مكيدة ، قائلة بقصد منها ترويض و تستغل اللحظات :
مالي أراكم اخوتي تنتظرون اللوم عليكم .
يردد الرجال ف صوت واحد : مجرمة.... مجرمة.... مجرمة .
تستكمل الزوجة لأحدهم رجلآ قسماته تدر عن الحقد والخوف والتردد ، يحاصرها بغمزة من عيناة وهو يقول بحزر : مجرمة ....مجرمة.... مجرمة .
تعاودة الزوجة بالإنحاء نحوه وهي تقول : اهلا سيدي ، أعرفك نعم أعرفك ، ملامحك بالنسبة لي مألوفة ، هل أنت الأب المثالي لكل من ابناءك المحببين لقلبك .
يجيب الرجل في تردد : نعم ولكن ما شأنك انتِ ؟!
تقول الزوجة بثقة ودراية : لا ادري لكني مؤخرا رأيت العديد من الحوادث ، الا تدري لماذا ؟!
الرجل يستأنف كلماته بزعر من وجس: لا ادري .
تقول له في عتاد نية : انما انا ادري .
يفهم الرجل المقصد ، يقول متوسلا ، وكأنه تجرد من قوته وسلطانه ، وعاد الي سابق الكهولة التي تناسها : نعم ياسيدتي ، تذكرت واللهي تذكرت ، وانكِ إمراة من أشرف الناس وانزه المخلوقات وربي ، وان استطاعت لنعتك بالحسن يامولاتي .
نظرتة الزوجة نظرة الظن المطلق ، في براح التنكر للنصر قائلة : حقا سيدي اراك ترجعت عن اقوالك .
يردد الرجل : حقا لم اقل اقوال قبل الأن .
تبتسم المراة وتنظر زوجها بالتغلب علي رجلأ من الرجال الثلاثة ، تذهب للرجل الثاني وهي تقترب منه ، حتي هاج وماج الرجل قائلا بجهر صوتة : مجرمة ....مجرمة ...مجرمة وكاد يخور .
حتي قالت لة المراة هامسة: لا ترهق نفسك ، فما أبسط اللذين يرحلون رحيل الفاجعة .
يبهت الرجل ويتلثم فيما بين كلماته المتحجرة ، حتي يعود لرشدة قائلا : وهل انا قلت غير انك من الافاضل ياسيدتي .
تضحك المراة ويبدو عليها النصر قائلة وهي تشير لزوجها : ان بعض الظن اثم .
يعرب زوجها عن الموافقة باستمالة من راسة .
حتي يراها الرجل الثالث وقبل ان يتفوة يتقهقر قائلا : نعم هزمنا جميعا ، خدعتني نفسي باقولهم عنك وعلمت انك الأشرف من بين النساء ، بل اشرف النساء ، تالله ياسيدتي الكهولة ابنة النسيان .
قالت المراة للجميع : اذا الكل يعود عن اقوالة ؟!
يردد الرجال الثلاثة في الجهر: بل انت اشرف النساء .
في الهمس : مجرمة ....مجرمة ....مجرمة .
ترحل المراة مع زوجها وهو يقبل يدها ، بينما المحقق الحاذق ، يبتسم قائلا : اليوم تغلبت النساء بكيدهن ، غدا سيحكمون بسلطة فوق الرجال الهزلاء علي عرش الزعر يتربعون .
ينزل الستار ويردد اللفظ : مجرمة ....مجرمة ......مجرمة .
تمت
*عبير صفوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق