اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لعنة الفراعنة ...**سمر الكلاس


لم يكن القتل مخصصا للكائنات الحية فحسب.. هناك عند موقف العبّارات في الأردن، متخصصون بارعون في قتل الوقت.. وصلنا في الصباح الباكر.. والحماس يرتفع أناشيد من أفواهنا.. الطابور طويل.. لا أحد يعرف الآخر . يفصل بيننا وبين مصر مسافة عرض
هذا الماء المالح.. لم يكن لسفاح الوقت وجودا في مخيلتنا.. لكننا بدأنا نشعر بنشاطه في المكان.. ملل وضجر وأنت تنتظر دورك و الإجراءات معقدة لكل عربي، . وصلنا نويبع على تمام الساعة السادسة صباحا.. ... رغم أنه لدينا تصريح على الجواز (دعوه يمر).إلا أن السفاح أميّ لا يعرف القراءة.. توقفنا كثيرا كغيرنا..أخيرا أخضعت سيارتنا للفحص الدقيق الشامل.. من الحشيش والمتفجرات.. إنه أشبه بالعمل الجراحي.. سيارتنا غولف حديثةَ عامها، أوتوماتيك..ألمانية الصنع.. اقتناها والدي بثمن زهيد.. من أمير خليجي يعمل بالسفارة، كان يعتقد أنها شؤم....ثم انطلقنا باتجاه الإسكندرية مرورا بصحراء سيناء، لا نريد التوقف من أجل الراحة.. يكفي ما أضعناه من الوقت..ونحن نسير.. قرأت لافتة تقول: احذر لعنةَ الفراعنة.. وبدأت أفكاري تتجول برأسي.. والأسئلة تتدلى كعناقيد تتحرك أمام عيني.. كيف تَحِلُ عليك لعنة الفراعنة؟.. كنت أعرف ألا وجود لهذه الأساطير.. وأن هناك تفسيرا علميا لكل الحوادث التي حصلت في مقابرها.. لكن لوجودها فلسفة في أعماقي.. ولأنني موهوبة بالكتابة، والكتابة خيال.. ولولاه لما أوجدت العقدة.. كنت أحاورهم في مخيلتي.. أذكر حين مرّ موكب فرعوني، كيف انحنيت إجلالا لسيدة هذا الموكب.. وحين سألت والدي عن تلك الأسطورة واللوحة.. أجابني: لا يوجد لافتة هو محض خيالك.. أما عن تلك الأسطورة.. الخيال اتكأ على وقائع حدثت في المقبرة.. اختلف الجميع على تفسيرها..نصف ساعة فقط بعد هذا الحوار.. ارتفعت درجة حرارة السيارة، في منطقة عامرة بالمهربين، والمجرمين.. شعرت بالقلق.. إذ توجب علينا الوقوف فيها من أجل تبريدها.. هذا الجرّاح فاشل في إعادة كل قطعة إلى مكانها.. وحدنا في هذا المكان.. تذكرت فيلم رشدي أباظة وعروس النيل.. بدأت أصرخ والصراخ يرتد إلى أذني.. أنادي بملء صوتي.. أيتها الفراعنة.. أنا هنااا.. وإني لأشهد بتاريخكم العظيم.. وأحب حضارتكم ولباسكم الفاخر.. أشعر بعدها بالراحة والسكينة. شيء غريب يعتريني.. صور غريبة متتابعة.. هلوسات متواصلة.. موت.. خلافات.. وسيارة تتدحرج في هذا الوادي.. وأنا على يقين أنه لم يكن حلما..هي مشاهد لهذيان ، اجتمعت _وهذه الصُدف الغريبة.. عجلة الدولاب النائمةو ارتفاع حرارة السيارة.. أمران يُشعرانك بالقلق.. مضى بنا الوقت، ونحن بين وقوف ومسير.. ولا تفتأ الحرارة ترتفع في كل مرة. و قد حان دوري في القيادة.. والدي متعب، عليه أن يغمض عينيه.. يجب أن نسرع، التوقف بهذا المكان أمر خطير.. أكره الخوف.. وأكره الشعور به.. كنت متوترة.. أرتاح عندما أستمع لصوت فيروز.. أراقب حرارة السيارة كل حين.. نصف ساعة مرت، وبعدها نصفٌ آخر ثم ساعة كاملة.. لا شيء يدعو للقلق.. غريب هذا الأمر.. لا أدري لِمَ خطر ببالي أنّ للفراعنة يداً في هذا.. أعرف أنها خرافة.. لكن هواجسها تطاردني.. ترى!.. هل لي صلة بالفراعنة؟.. وهل تحِلُّ لعنتهم على كل من ينكرهاا؟.. أتذكر تلك العبارة المكتوبة على باب الملك في المقبرة.. "إن الموت يضرب بجناحيه الساميين كلّ من يعكر صفو الملك".. أضحك لفكرة راودتني : إن الملك يحبني.. و يحيطني برعايته.. لست أفضل ممن عاش هلوستها على متن باخرة (التيتانيك). وكيف اعتقد الجميع أن غرقها لعنة المومياء المسروقة.. كم من أسطورة اختلقتها أفكاري.. وعزفت ألحانها على صوت فيروز.. الأمور على ما يرام.. نهض والدي ونحن على مشارف الاسكندرية.. أخذ عني حمل القيادة.. ما إن أمسكها حتى ارتفعت درجة حرارتها.. يالهذا الشعور الذي يتعمق بداخلي..لا سبيل لأن نتوقف، واللعنة تطاردنا.. من السهل أن تغرس الأفكار في رأسك فتنمو أشجارها وتمتد أغصانها.. خيالاتنا واسعة لاحدود لها.. علي أن أتقمص الشخصية، فهذه السيارة تحبني.. لو أن لدي لباسهم لكان الأمر ممتعا.. كلما أمسكتها سارت على ما يرام.. كيف للأشياء أن تحبنا؟.. جعلتني أحبها.. رأيتها تتدفق محبة وعطاء.. لي أنا وحدي.. وصلنا الاسكندرية.. ومن ثم إلى طبرق، بنغازي وطرابلس.. وهذه السيارة ترفض أن يقودها غيري.. تعلّقت بها.. كرهها والدي، أعطاني إياها.. وبقينا معا.. تغدق علي من فيض محبتها.. وكل من أراد قيادتها تغلق محركها ولا تسير.. كان الأمر عجيباً، ولكنه لا يستحق التفكير.. وحين سافرت.. تركتها لوالدي.. باعها لرجل قدمها لابنه هدية نجاحه.. توفي ابنه ساعة أول خروج له فيها إذخرجت عن سيطرته أثناء قيادتها.. الحادث مرّوع أودى بحياته وتحطمت السيارة.. وما كان من الأب إلا أن قدمها لشركة تدوير المعادن المصنعة للمعدات.. حين سمعت الخبرضحكت قهرا.. كنت أتباهى بمحبة السيارة.. عزمت على معرفة أخبار صاحبها الأول.. اتضح لي أنه ساعة خروجه الأول بها توفي بحادث مريب.. تحطمت السيارة الصادمة إثر وقوعها بالوادي.. والمدهش في هذا.. أن السيارة لم تصب بأي خدش لكن صاحبها توفي.. وكان أول من اشتراها نحن.. وتوالت الأحداث.. ويبقى السؤال عالقا..هي لعنة من أصابتهم.. ومحبة من أصابتني؟!.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...