اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بين المجانين والمشردين ...** بقلم جهاد الجفري


جهاد الجفري

سافرت إلى صنعاء وفي نقطة الحدود الشطرية من جهة الشمال كان التفتيش مريعاً ومرعباً ، كان في حالتي أكثر فظاظة خاصة إن شعري الطويل الكثيف كان مرفوعاً فطلبوا أن أفتحه ، استغربت : ما هذا ؟ما الذي يبحثون عنه في شعري ؟ماذا يمكن أن أخبىء فيه؟

الحدود بين الدولتين حدود قاسية ، ونظرات الجنود فيها ترقب وحذر ، وأنا لا أملك إجابات على ما يحدث ،كل الذي أملكه سخط يملأ نفسي تجاه هذه المعاملة القاسية ، المرأة التي كانت تفتشني في الحدود الشمالية لم تكن لطيفة، كانت مخزنة قات وكان منظراً مفاجئاً لي فقد جئت من عدن من الجنوب ولم يسبق أن رأيت امرأة تخرن القات ، ربما كان هناك نساء يمضغن القات لكن لم يسبق أن رأيتهن خاصة أن القات كان ممنوعاً في عدن ماعدا يومي الخميس والجمعة ، مسموح به داخل البيت فقط ، ممنوع مضغ القات في الأماكن العامة
نهرتني المفتشة بصوت حازم ومتغطرس : هيا اخلعي جزمتك !!?
فقلت لها :حتى الجزمة ؟
قالت بسخرية : أيوه
وكانت جزمة بوتي طويلة إلى منتصف القدم
فقالت : ماهي هذي ؟
قلت لها :جزمة
قالت : وليش هكذا طويلة ؟
قلت لها :من ربنا
قالت : كيف يعني ؟
قلت لها : قالوا صنعاء برد
تراجعت عن حدتها قليلاً و قالت :أيوه برد
خرجت من عندها وأنا أتنفس الصعداء ثم دخلت قريبتي للتفتيش ، فقد سافرت مع قريبة لي ،تم تفتيشها وعدنا إلى السيارة تحركت بنا السيارة إلى صنعاء وكانت تجربة فريدة من نوعها في سفرة فريدة من نوعها أيضا ووصلنا الى صنعاء ،بلد بارد ، انتظرت أن أرى عمارات كعمارات المعلا فلم أجد ،وانتظرت أن أرى شوارع كبيرة فلم أجد ، استغربت :صنعاء ليس فيها عمارات كالمعلا أوه لا شيء يشبه المعلا
كنت أشتاق المعلا كل لحظة كل ثانية ،وكنت أبكي لفراق أمي فقد أصرت على الفراق وطلبت مني الرحيل إلى صنعاء كي أكون هناك مع أختي وأبنائها ، كنت أمضي الليالي بكاءً وشوقا لأمي ولعدن ولزملائي ولذكرياتي وأُمَنّي نفسي بالعودة قريباً.لم تكن هناك وسائل اتصال غير مركز الاتصالات في التحرير جنب البريد ،كنت أذهب وانتظر طابوراً طويلاً لكي يأتي دوري حتى أتصل وأسمع صوت أمي
ذات يوم وأنا أنتظر وكعادتي وربما عادة أكثر العدنيات لابد أن نتعارف مع من تجلس بجوارنا وندردش كي يمضي الوقت سريعاً ونكتسب علاقات جديدة ،كانت بجانبي واحدة واضح جداً أنها عدنية ، كانت تبدو أكبر مني تقريباً بثمان سنوات أو أكثر ، فتحت معها الحديث : كم لك منتظرة ؟
قالت :لي ساعة ثم أردفت تسألني :من فين أنت ؟
قلت لها : من عدن ؟
قالت : من فين بالضبط
قلت : المعلا وأنت ؟
قالت : من الشيخ عثمان وأضافت : بس لي هنا من فترة ، ثم سألتني : أنت هنا مع أهلك ؟
قلت : لا فقط أخي وأختي وأولاد أختي
قالت أين أمك وأبوك؟
قلت لها : أمي بعدن
قالت : وأبوك ؟
قلت : أبي مات (اختصاراً بدلاً من أن أحكي لها القصة )
قالت :أنا أبي اختطفوه الرفاق واختطفوا خالي وظللنا نبحث عنهم زمنا ً طويلاً إلى أن عرفنا أنهم قتلوا خالي لكن أبي ..قاطعتها وقلبي يخفق بعنف : وأنا أنا أيضا أبي مختطف
قالت : ليه ما قلت؟
قلت :ما أحب أتكلم في هذا الموضوع
قالت : بحثتم عنه
قلت :نعم كثيراُ ولم نجده
قالت :هل أخبروكم بشيء
قلت : لا ،تعبنا نبحث سنين طويلة أما أمي مازالت تقول أبوكم سيعود ،أمي متعلقة بالأمل والوهم
قالت : دوروا عليه بين المجانين الذين ينامون في الشوارع أو في مستشفى المجانين،
صدمتني ، بل صرعتني وجننتني ، شعرت بغضب عجيب : ما هذا الذي تقولينه ؟ ما هذا؟
قالت : نعم دوروا عليه بين المجانين لقد لقينا أبي مجنوناً في الشارع !!!!!
لم تبال بنظرات الاستغراب في عينيّ وواصلت كلامها : اختطفوا أبي وهو ينزل من الباص ، اختطفوه أمام الناس وسجنوه وعذبوه ثم اختل عقله من التعذيب !
قلت لها : كيف عرفتم كل هذا ؟
قالت : صديق له كان معه في السجن هو أخبر عياله وبعد زمن أخبرونا
ثم كيف لاقيتوه ؟هكذا سألتها
قالت كان عمي يروح شقرة يشتري سمك وله ناس يزورهم فقال له واحد هناك شف المجنون الذي يجلس عند الجامع يشبهك حتى صوته مثل صوتك ، عمي استغرب لكنه قال له : دلني عليه ، ذهب به الرجل إليه وتفحصه عمي كثيراً وجده مقطوع اليد من المفصل وشعره طويل ومتسخ الجسد فأخذه إلى الحلاق وقص له شعره وأدخله المسجد لقد وجده حقيقة شديد الشبه به وبصوره قبل الاختطاف ، فجاء به معه وهربنا كلنا إلى صنعاء أخذناه للعلاج وتحسنت حالته قليلاً لكنه بقي كثير الصمت وكثير البكاء ونحن نعيش الحزن ونحن نراه بيننا لاحي ولا ميت
قلت لها :ما اسمه ؟
رفضت تخبرني وجاء دورها فذهبت لكبينة الاتصال تاركة لي بين حيرة ودهشة وألم ،حين خرجت من الكبينة كنت ما زلت في صدمتي ، التفتت إليّ وقالت : ابحثوا عنه بين المشردين في الشوارع والمجانين لا تيأسوا .


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...