(( قد تنكر العين ضوء الشّمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم .. البوصيري ))
لمن تدَّعي الطُهْر والإيمان
اعلمي بأني غسلت فمي
بعد الحديث عنكِ
وتوضأت لما رأيتكِ ,
واستغفرت
ومن الشيطان الرجيم
ومنكِ استعذت
*
يا من في العِرْض خاضتْ
وفي الدين قد جهُلتْ
حتى أفرَختْ وباضتْ
فكانتْ أجهل من دابة
لذا عليكِ أعلنت الحرب
*
أنا لا يضيرني نبح الكلاب
وجهلكِ عليَّ إن جهلتِ
وهل يضير السماء
طنين الذباب
أو عوىُ الذئاب
ونبح الكلاب
*
أنا أنا , وأنتِ أنتِ ...
فيا ليتكِ سكتِ ,
وما تكلمتِ
يا من عليَّ جهلتِ
ولفضلي عليكِ تنكرّتِ
وأنكرتِ
*
فهل عني سألتِ
أنا الدُّر .. أنا الماس ..
أنا الِتبر أنَّى ذكرتُ
فمن تكونِي .؟! , ومن أنتِ ..؟!..
صَهٍ , بربكِ
نقيضان أنا وأنتِ ..؟
*
شتانَ ما بيني وبينكِ .
أنا الثرى , أنا النور
أنا الهُدى , أنا البحر
أنا البدر , وأنتِ الدُجى
يا من عليَّ قد جهلتِ
*
فمن تكوني .؟!. ومن أنتِ ...؟!
خبريني بربكِ يا هذهِ ...؟
متى , وأين , وكيف وُجدتِ ..؟
زَبَدٌ , نكرةٌ , لا شيء أنتِ
نبت شيطان خرجتِ .!
فخبّريني بربكِ يا هذهِ ...؟
متى , وأين , وكيف وُجِدتِ ..؟
*
تطاولتِ مثل طُُفيلٍ , تملَّقتِ ,
تسلَّقتِ , تعلَّقتِ , فعلَّقتِ ,
فعلوتِ , فغويتِ , فهويتِ ,
فترديتِ
نفخوكِ فانتفختِ , خدعوكِ فانخدعتِ
أثنوا عليكِ جوقة فاغتررتِ ,
وعليَّ تجرأتِ
وظننتِ أنكِ تملكين جناحين فطرتِِ ,
فسقطتِ في الغواية وهويتِ
وظننتِ أنكِ الأوحد الوحيدةُ
كذا خلتِ فتخايلتِ ,
فاستكبرتِ ,
فهرفتِ بما لا تعلمين وخرفتِ
*
أنا وأنت نقيضان ,
ضدان لا يجتمعان
طريقان لا يلتقيان مهما حاولتِ
فهَلاَّ سكتِ , وهلّا اختفيتِ
فهَلاَّ عن وجهي غرُبتِ
*
فأنا ابن الأكرمين
يا من قدْري جهلتِ
فلا ينكر الفضل إلا لئيم
وأنتِ ...!
فإليك عني فإني منكِ قد مللتُ
ووجودكِ في حياتي قد سئمتُ
*
فأنا الشمس طالعةٌ
والماء الرقراق الذي شربتِ
والهواء الذي بفمكِ لوثتِ
أنا أغنية للحياة
وأنتِ لها شدوتِ
فإليكِ عني فإني منكِ قد قرفتُ
وزهقتْ روحي منكِ
وزهقتُ
*على السيد محمد حزين
طهطا ــ سوهاج ــ مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق