اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المرأة الشاعرة بالأندلس ـ حفصة بنت الحاج الركونية أنموذجا | عماد عشا

انثال الشعر على ألسنة الأندلسيين انثيالا، فقد أنشده المترفين كالملوك والأمراء ومن حظهم من الثراء محدود، و عامة الناس الذين لا عراقة في النسب لديهم، و كان للمرأة حظ وفير منه وهذه حسنة فاق بها أهل الأندلس باقي أرجاء الدولة الإسلامية، ونجد المقري التلمساني أفرد فصلا كاملا من كتابه نفح الطيب لشاعرات الأندلس و هذا بشير خير وينم على المرتبة التي احتلتها المرأة الشاعرة في هذه البيئة، وإن كنا لا يخالجنا أدنى شك أن الكثير من الشاعرات أسقطت أشعارهن أو تم غض
الطرف عنهن بقصد أو غير قصد من طرف المؤرخين وأصحاب التراجم.
وفي هذا الصفحات قصدت الإحاطة ببعض أخبار شاعرة من شاعرات الأندلس، وهي شاعرة مجيدة قالت الشعر، وجاهرت بمكنون الهوى ووردت ندوات الأدب وواجهت ضواغط الحياة والتقاليد، إنها حفصة بنت الحاج الركونية صاحبة الكلمة القوية في مواجهة الرجال الأقوياء.
إذن فمن هي حفصة بنت الحاج ؟
و ما علاقتها بأبي جعفر ؟
و هل لها إنتاج شعري لم تأت عليه عوادي الزمن ؟

إن من ينظر في تاريخ الحضارة الأندلسية وفي طبيعة الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك لن يحتاج أدنى جهد في تبين الفارق في المنزلة التي حظيت بها المرأة في الأندلس مقارنة مع مثيلتها في المشرق، فبينما كانت المرأة في المشرق و ما تزال مغلولة بقيود التقاليد و الأعراف وراضخة للنسق الثقافي الفحولي الضارب في القدم، استطاعت المرأة الأندلسية أن تحصل لنفسها على قدر وفير من الحرية يعينها على التعبير عن مكنونات صدرها و خلجات نفسها، وهذا التقدم الذي أحرزته المرأة الأندلسية بصفة عامة والمرأة الشاعرة بصفة خاصة لم يأت من فراغ بل ساعدت في تحققه مجموعة من العوامل التي تميزت بها البيئة الأندلسية عن نظيرتها المشرقية.
وسنحاول في هذا العرض أن نتبين صورة المرأة الأندلسية الشاعرة فيما حفظته لنا الكتب من أشعار حفصة بنت الحاج الركونية، هذا دون أن نغفل أن هناك شاعرات أخريات تركن بصمتهن في الأدب الأندلسي وأثرنا اهتماما كبيرا لدى الدارسين وغير الدارسين كولادة بنت المستكفي.
حفصة بنت الحاج :
هي "حفصة بنت الحاج الركوني من أهل غرناطة، فريدة الزمان في الحسن والظرف والأدب واللوذعية"1 و يقول عنها ابن دحية " من بشرات غرناطة، رخيمة الشعر، رقيقة النظم"2
لا يقدم لنا المؤرخون معلومات وفيرة أو قليلة عن نشأة حفصة وطفولتها، وحتى الذين ذكروا لمحات مقتضبة عنها في مؤلفاتهم كالتلمساني، وابن الخطيب و ابن دحية و ياقوت لا يعرفون بها تعريفا وافيا بل يجودون علينا ببعض الإشارات فقط من قبيل أنها كانت تعيش في غرناطة وأنها من أسرة غنية و شاعرة مجيدة، ويذكرون أشعارها، لكن هذا لا يمنعنا من جمع ما توفر عندهم من معلومات عنها، و ما حفظته بعض كتب التراجم من أخبارها.
يصعب تحديد تاريخ ميلاد حفصة بشكل مضبوط، لكننا نعرف أنها ولدت في غرناطة وفيها أمضت شبابها في ظل حكم المرابطين، و أنها كانت كغيرها من بنات غرناطة ذهبت إلى المدرسة أو جاءها المعلمون إلى البيت، فالأندلسيون اهتموا بتعليم بناتهم كما هو الحال في جميع البلاد المتحضرة بغية ترقية عقلياتهن وجعلهن محببات إلى النفوس، و يبدو من قول ابن دحية أن حفصة كانت "تنشد الشعر و تكتب النثر في رشاقة"3 إلمامها من كل شيء بطرف و سعة ثقافتها، مع أن نثر حفصة لم يصل إلينا منه شيء إلا أننا سعداء بما وصلنا من أخبارها وشعرها، ولو تم تجاهلها كباقي النساء الأخريات ما استمتعنا بأشعارها و ما قرأنا عن قصة حبها الخالدة.
قصة حب :
رغم أن حفصة لم تنحدر من بيت ملكي، و لم تحظ بما حظيت به ولادة من دراسة و شهرة إلا أنها كانت أديبة شاعرة، جمعت بين الجمال والحب والمال والفصاحة، وهذه الصفات مجتمعة جعلت منها امرأة يتمناها كل الرجال و يبذلون ما في وسعهم للدنو منها، لكن رجلا واحدا من رجال الأندلس استأثر بها و شغفته و شغفها حبا و دخل معها التاريخ و هو أمير من أمراء الأندلس اسمه أبو جعفر أحمد بن عبد الملك ابن سعيد، و نحن نجهل كيف التقيا، و لا أين؟، فليس صعبا أن يلتقي شاعر و شاعرة في مجتمع يطرب للشعر وينزل الشعراء منازلهم، و يهزه الإنشاد الجميل.
كان أبو جعفر أميرا ألف حياة اللهو و الطرب و لم يكن يحس في نفسه أنه أهل للإدارة أو الحكم، ويحدثنا التلمساني أنه "لما استبد والده بأمر القلعة حين ثار أهل الأندلس بسبب صولة بني عبد المومن على الملثمين اتخده وزيرا، واستنابه في أموره، فلم يصبر على ذلك"4، لكن حياته عرفت تغيرا جذريا بعد أن انتقل الحكم للموحدين، و بعث الخليفة الموحدي في مراكش ابنه السيد أبا سعيد أميرا على غرناطة، و حتى يكسب ود ساكنتها منحهم حق اختيار وزير من خيرتهم، ووقع الاختيار على أبي جعفر و قبل الوزارة على مضض، ثم سرعان ما وقع خلاف بين الأميرين أدى إلى عزل شاعرنا أسوأ عزل، ونقرأ في نفح الطيب أن حفصة لما "تولع بها السيد أبو سعيد ابن عبد المومن ملك غرناطة، وتغير بسببها على أبي جعفر ابن سعيد، حتى أدى تغيره عليه أن قتله"5
أحببت أن أشير إلى هذه العلاقة بين الشاعرين لأن أغلب شعر حفصة يرتبط بقصة حبها مع أبو جعفر
وفاتها :
"توفيت بحضرة مراكش، في آخر ثمانين أو احدى وثمانين وخمسمائة"6
وشعر حفصة متفرق في كتب الأدب الأندلسية فنحن نجد بعضا منه في ،الاحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب، وفي نفح الطيب للمقري، وفي المطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية..
رغم أن كتب التراجم لا تقدم لنا معلومات وفيرة عنها تمكننا من التعرف عليها أكثر، وهذا ليس بالشيء العجيب عند أصحاب التراجم العرب فقد كانوا بوعي أو بغير وعي يترجمون للرجال أكثر من النساء، وهذا بلا شك سيكون قد ضيع علينا تراثا كبيرا وإبداعات نسوية ربما كانت لتعادل في أكثر الأحيان ما أبدعه الرجال.

1-ابن الخطيب،،الإحاطة في أخبار غرناطة،الجزء الثاني،تحقيق بوزياني الدراجي،دار الأمل،ص6
2-ابن دحية ، المطرب من أشعار أهل المغرب،تحقيق حامد الأبياري،حامد عبد المجيد،مراجعة الدكتور طه حسين،دار العلم بيروت لبنان،دت،ص10
3-ابن دحية،المطرب من أشعار أهل المغرب،ص10
4-المقري التلمساني،نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب،تحقيق إحسان عباس،المجلد الرابع،دار صادر بيروت،ص179-180
5-نفح الطيب،المجلد الرابع، ص173
6-ابن الخطيب،الإحاطة في أخبار غرناطة،الجزء الثاني، ص67

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...