اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

جنون العبقرية ...**د.عبدالمجيد محمد باعباد


أيها المتشككون دائما تسيئون الظن على مدى الزمان تتفنون بنقدكم وتتحلون بحقدكم وتتوقحون بأفواهكم وترفلون خلف أهوائكم الواهمة وحججكم الواهية التي نسجتموها بخيوط الوهن فأنتم على مدى الزمان تحسنون البحث على عيوب الآخرين ولا تبحثون عن
عيبكم التي أقعدتكم سنين من العمر في هوة المسخرة وأتخذتكم السخرية أبناء لها وأرضعتكم حليبها القهقري الكامل الدسم حتى خضتم في أحاديثكم ما لا يخصكم وتجرأتم بألسنتكم الفضولية على علماء الزمان وجهابذة المعارف وعباقرة الدهر ونوابغ الأقلام وأدباء الأمم وهذا هو شأنكم دائما وأبدا تتذمرون على علماء العصور وتتقربون من ملوك القصور لأنكم لا تساون شيئا وقيمتكم صفرا في معادلة حسبها الزمان ونقلها الدهر وكتبها القلم وقرأها الثقلين لماذا لا تعرفون حجم كل عالم قدم للإنسانية ثمارا عظيمة مع أنه عاش بينكم ولم تعطونه قيمة بل هو من أعطاكم جهوده العلمية التي هي اليوم ثمرة من ثماره البحثية أو فكرة من أفكاره الخيرية مع أنه عاش بينكم مهتما ببنات أفكاره لا يهمه بنات داره بل يدور في مداره العلمي على نطاقه العالمي الذي يعد مترا واحدا من أمتار المكان وأميالا كبيرة في طول الزمان الذي لا يقاس بأمتار معينة بل يقاس بقيمة الوقت وقيمة كل دقيقة وثانية قضاها في منفعة العلم حتى رفع رآية العلم فوق جبال شامخة من الجهل فدكها بالعلم وساهم في تطوير الأمم وقدمها ثمارا عظيمة خدمة لهذا الإنسان الذي يجهل نفسه ولا يستطيع معرفه ما حوله إذا جهل قدر نفسه ساء الظن بغيره وتوهم بالآخرين سوئا وجهلا أخي القارئ إياك وسوء الظن فإنه فشلا وجهلا منك ..لكن عليك بحسن الظن وليكن الظن العلمي السليم فالظن له معاني يأتي بمعنى اليقين ويأتي بمعنى الشك ويأتي بمعنى الإيمان ويأتي بمعان كثيرة فكن متفكرا بكل شيء يحيطك فطبعية المعتقدات لها ثوابت وطبيعة الأشياء لها إستثناءات وطبعية المشاعر لها متغيرات وطبيعة النفوس لها مزاجات تتغير في كل وقت وحين ومشاعر النفس البشرية ليست مستقرة والمبادئ المعنوية ليست ثابتة بل لها إستثناءات فالتذلل في طاعة الله عباده والالحاح عند مناجاته فلاح كذلك من الذل رحمة عندما يكون في طاعة الوالدين ومن الخوف شجاعة في مواقف الحذر ومن الشجاعة خوفا عند الخطر ومن الكذب منجاة في موقف الحرب ومن الكذب حقيقة في مواطن يجوز فيها الكذب إن كان من دواعب الحب أو كان شعرا منسوجا بلغة الأدب ومن الصدق مهلكة في بعض الأحوال ومن السحر حلالا عندما يكون في لغة البيان ومن العلم جهلا إذا إنطوى على الكتمان كذلك السكوت كلاما في لغة القبول والصمت كلاما في لغة الأحاسيس والإشارة إيحاء في لغة المشاعر والكلام يتجاوز عن معناه إذا أصبح هذيان وفي نظر العينان كلاما في لغة العشاق ومن ظواهر الطبيعة كلاما مفهوما عندما يكون صوت رعد وزمجرة برق وموج بحر وزفير مطر وخرير ماء ولكل مظهر من هذا المظاهر لغته الخاصة التي يتكلم بها فالجماد ينطق وله لغات نسمعها ولا ندركها حتما أضف إلى ذلك من العزم هزيمة إن كان وسيلة مؤدية إلى الانهزام ومن النجاح فشلا إن زاد عن حد النضج فهناك ثمرة بازغة وثمرة ناضجة وثمرة يانعة فالبزوغ لا زال في أول مرحلة من مراحل النجاح والينوع آخر مرحلة من مراحل النجاح فالوصول إلى مرحلة الينوع هو في الحقيقة فشل وفساد لأنه زاد عن الحد الطبيعي له فكم من ثمرة يانعة يرمى بها في الكداديف وكم من فكرة ناضجة جاوزت حدها فتحولت إلى فكرة متتطرقة وكم من شهوة وصلت إلى حد الترف وكم من نجاح وصل إلى درجة الشرف ثم تحول إلى فشل معترف به أمام مجتمعات تقترف الجهل بوسيلة العلم وتحارب العلم بوسائل الجهل فكل نجاح ليس نجاحا كما تظنه إذا جاوز الحد الطبيعي له وهو النضوج لذلك ليس كل شيء تظنه بعقلك هو هو كما ترى لا بل حتى من الجنون عقل ودهاء وذكاء وهو جنون العبقرية سؤال إليكم لماذا إذا رأيتم رجلا يمشي في الطريق منفوشا شعر رأسه ومتسخا لبسه شاردا في نظره منشغلا بخاطره قد لبس معطفه على القفا وسار بغير هدى قلتم أنه (مجنون )وقد يكون مجنونا ولكنه قد يكون فيلسوفا أو عالما أو شاعرا أو رياضيا أو عبقريا وإذا سمعتم أن رجلا لا يفرق بين السراويل والقميص ولا بين الجمعة والخميس وقلتم إنه مجنون ولكن (أناتول فرانس) والعهدة على الراوي (جان جاك روسو) دعي إلى وليمة يوم الأحد فذهب يوم السبت ولبث ينتظر متعجبا من تأخر الغداء ولبثت ربة الدار تنظر متعجبة من هذه الزيارة المفاجئة ثم لم يرض أن يصدق أنه يوم السبت فهل كان (أناتول) نابغة قومه في البلاغة وباقعة العصر مجنونا؟؟ وإذا شاهدتم رجلا يعتزل في كوخ أو ينفرد في غار ولا يقبل على الدنيا ولا يكلم الناس قلتم إنه (مجنون) ولكن الغزالي عاف الدنيا وقد اجتمعت له والمجد أقبل عليه والرياسة أتته منقاده تسعى إليه وحبس نفسه في أصل منارة الجامع الأموي في دمشق فهل كان الغزالي حجة الإسلام وعلم الأعلام مجنونا وهل كان ابن خلدون مجنونا حينما أعتزل بنفسه في قلعة ودون تأريخه العبر في أخبار من غبر ومقدمته المشهورة والتي أصبحت اليوم مرجعا هاما لجامعاتنا وإذا بلغكم أن إنسانا نسي اسمه قلتم إنه (مجنون) ولكن الجاحظ نسي كنيته وطفق يسأل عنها حتى جاءه ابن حلال بالبشارة بلقياها فقال له:أنت أبو عثمان فهل كان الجاحظ عبقري الأدب ولسان العرب مجنونا؟ ونيوتن ....وقد كانت في داره قطة كلما أغلق عليها بابه وفد إلى كتبه ومباحثه أقبلت تخرمش وتبخشش الباب وتخشخش بأظفارها فتشغله عن عمله حتى يقوم فيفتح لها فلما طال عليه الأمر كد ذهنه وأطال بحثه فاهتدى إلى المخلص ...ففتح في أسفل الباب فتحة تمر منها فاستراح بدلك من شرها ..ثم ولد لها ثلاث قطيطات ففتح لكل واحدة منها فتحة لم يستطع هذا العقل الكبير الذي وسع قانون الجاذبية أن يتسع لحقيقة صغيرة هي أن الفتحة تكفي القطة الأم وأولادها.. وأمبير ..وقد كانت له مسائل في الطريق فلا يجد قلما لها وورقا فحمل معه حوارا فكلما عرضت به مسألة ورأى جدارا أسودا وقف فخط عليه ..فرأى مرة عربة سوداء واقفة فجعل يكتب عليها أرقامه ورموزه ومعادلاته واستغرق فيها حتى سارت العربة فجعل يعدو خلفها وحواره بيده ولا يدري ما يصنع ...وهنري بوانكاريه ..وقد دعا قوما إلى وليمة في داره وضرب لها موعدا ..فلما حل الموعظ وجاء القوم وكان منشغولا .فدعوه وقام بعد ساعتين فأم غرفة المائدة فرأى الصحون فارغة والملاعق المستعملة وبقايا الطعام فجعل يفكر هل أكل أم لم يأكل ثم غلب ظنه أنه قد أكل فعاد إلى عمله والعالم الأديب عز الدين التنوخي قد دعا للبحث في إعداد مهرجان المتنبي من سنين جمهرة أدباء البلد إلى المجمع العلمي في دمشق انذآك وكان أمين سره فلما جاءوا وجدوا المجمع مغلق الباب فذهب بعضهم إلى دار الأستاذ يسأل عنه خشية أن تكون به مرض وإذا هو يشتغل بتحقيق كتاب أبي الطيب اللغوي وإذا هو يحدثهم عن الكتاب أما حكاية الدعوة فقد نسيها من أساسها ....
أفكان هؤلاء وفيهم كل عبقري علم وكل نابغة إمام ..أكانوا كلهم مجاني؟؟
..أما في رأي العامة فنعم ذلك لأن القافلة تمشي فمن سايرها عده أهلها عاقلا ومن تقدم عنها يسلك طريقا جديدا قد يكون أقرب وآمن عدوه مجنونا كمن تأخر عنها ليتيه في مجاهل الصحراء ..لكن ذاك جنون العبقرية .وهذا جنون المارستان ..إن العبقري شغل العلم فكره كله فلم يبق منه شيء لفهم الحياة فصار عند أهلها مجنونا ... وبين جنون العبقرية وجنون المارستان نوع ثالث ألا وهو جنون الغرام ..وكل إنسان مجنون ولكن على قدر الهوى اختلفت الجنون .والهوى ...يا ويح الهوى ما أكثر شعابه وما أضل أوديته ..ومنذا الذي لم يته في واد من أوديته ولم يسلك شعبا من شعابه.. من لم يهو الغيد الحسان هوي في الرياص والجنان أو الأصفر الرنان ومن لم تفتنه العيون التي في طرفها حور فنته الشهرة واستهواه الجاه ..كل الناس مجنون ولكن أخطر المجانين ..مجانين الغرام ....وهل في الحياة أشد جنونا ممن ينكرالحياة ويعرض عنها لا يريد يبصر وجهها ويراها سوداء في عينه لا تثيرها الشمس ولا يضوئها القمر كل ذلك لأن (امرأه) لم تمنحه قبلة ..أما عرفتم مجنون ليلى هذا الذي زهد في المجد والجاه والعلم والمال والجنة ..واجتنب حياة البشر وهام مع وحوش في البرية وملأ أيامه حسرة وكآبة وغما ..لأن الله خلق عيني ليلى سودواين فتانتين وجعل أنفها رقيقا دقيقا وبرأ فمها أحمر كالوردة وحلوا كالسكر صغيرا لا يعرف إلا لغة القبل نعم إنه جن لأن الله لم يخلق ليلى هذه قبيحة شوهاء لقد كان يعيش قبل أن يعرف ليلى كما كان يعيش سائر أبناء آدم وكانت حياته كاملة سعيدة من غير ليلى فاشتهى يوما أن يدنو من امرأه كما يشتهي كل رجل فقادته المصادقة إلى ليلى فأردها فلم يصل إليها فجن ..ولو كان عاقلا لرأى في كل امرأة في الدنيا غناء عن ليلى ...إن مثله كمثل رجل أراد أن يدخل بيتا له مئة باب فطرق بابا منها وعالجه فلم يفتح له فوقف يبكي وينتحب شوقا إلى الدخول ويضرب الجدار برأسه والأبواب التسعة والتسعون مفتوحه أمامه وإن لكل رجل ليلى ..كل يغني على ليلاه متخذا ليلى الناس أوليلى من الخشب فإنه فاتته ليلى الناس أجزأت عنها ليلى الخشب فما بال قيس أو لم يخلق الله في النساء جميلة إلا ليلاه ..أو ليست المصادقة هي التي ألفتها بين يديه ولو كان رأى سعدى أو سلمى لكان مجنون سلمى أو سعدى ؟؟؟ لا يسعني الوقت لاسرد لكم عن جنون العبقرية إنه بحثا شرعت في جمعه الليلة وسأورده لكم وقتا آخرا نسجته مع قصصا ونماذجا ومصادرا تطرقت عن جنون العبقرية..وفي الختام سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...