اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الإطار الزمكاني للفولكلــــــــــــور ...**بقلم د. لامية مراكشي

محاضرات في الأدب الشعبي
الإطار الزمكاني للفولكلــــــــــــور :
يعد الباحث الإنجليزي وليم جون تومر William Jhon Thoms أول من صاغ مصطلح " فولكلور" في مجلة "ذي اثنيون The Athenacum" في سنة 1846 م . وقد اعترفت جمعية الفولكلور الإنجليزية بهذا المصطلح سنة 1877 م . وقد جاء هذا الإصطلاح ليخلف عبارة "الآثار الشعبية القديمة (الأثريات) التي كانت تستخدم في دراسة المأثورات والعادات والتقاليد.
يتألف اصطلاح فولكلور من مقطعين Folk ويعني الناس وLore ويعني معرفة أو حكمة ، وتعني الكلمة بذلك معارف الناس أو حكمة الشعب
المادة الفولكلورية :
لعل الإهتمام بالمادة الفولكلورية يعود إلى تلك الكتب التي كتبت حول بعض الأجناس البشرية والشعوب والأقوام مع نهاية العصور الوسطى مثل كتاب – جرمانيا-
GERMANIA لتاسيتوس الذي نشر في القرن الخامس عشر (15) ، ولقي اهتماما كبيرا من طرف الدارسين الألمان وأعيد طبعه عدة مرات . وحذا الدارسون حذوه ، فظهرت عدة دراسات ترمي إلى وصف سكان بعض المناطق وتؤرخ لحياتهم مثل كتابات سبستيان فرانك SBASTIAN FRANK الذي توخى فيها وصف الأحياء والمدن الألمانية في القرن السادس عشر ، وقد استمر الإهتمام بالمواد الفولكلورية في القرون التالية . ونضج هذا الإهتمام في ألمانيا على يد الأخوين ياكوب جريم وفلهلم جريم في منتصف القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، واتسمت معالجاتهم للمادة الفولكلورية بالمنهجية العلمية فعملا على تحليلها وتصنيفها وشرحها .
لقد يسر الأخوان جريم للناس الإطلاع على المادة الفولكلورية وقاما بتبسيطها لتكون في متناول الجميع ورغم أن علم الفولكلور اليوم لايسمح بإجراء تعديلات مشابهة لتلك التي أجراها الأخوان جريم على المادة الفولكلورية ، فلا شك أن لهما فضل لفت الأنظار إلى أهمية هذه المادة وتقريبها إلى نفوس الناس وتخليدها في منشورات ظلت تلقى إقبالا كبيرا من طرف القراء إلى يومنا هذا.
ولم يكتف الأخوان جريم بعملية الجمع والتنظيم والتصنيف ، بل تجاوزها إلى محاولة التنظير فقالا بانحدار الحكايات الأوروبية من التراث الهندو أوربي ، وأن الحكايات الموجودة في عصرهم ما هي إلا بقايا أساطير مندثرة وإذا كانت مثل هذه النظريات لم تبق مقبولة إلى الآن ، فإنه كان لها فضل إثارة نقاشات واسعة أمام الدارسين لإكتشاف نظريات مجدية في تحليل المادة الفولكلورية إلى جانب جهود الأخوين .
وقد أسهمت المجلات المحلية التي ازداد عددها في القرن التاسع عشر في مجال الدراسات الفولكلورية ويلاحظ أن الألمان في هذه الفترة وجهوا عنايتهم للثقافة المادية وما يتعلق بالتقاليد والأعراف وأهملوا إلى حد ما الأدب الشفاهي ، غير أن هذه الحركة العلمية سرعان ما اتسعت وغطت مختلف المجالات مع بداية القرن العشرين فظهرت دراسات إريس شميدت Erich Smidt "وجون ماير John Meir وفلهلم بسلر Vilhelm Passler وأدولف شبامر Adolf Spamer الذين تناولوا تاريخ الفولكلور ووصفوا أنواعه ودرسوا المخطوطات القديمة وفسروا كثيرا من النماذج الفولكلورية ، وقد اهتم الألمان بوضع الموسوعات الفولكلورية وتجميع الأنماط المتشابهة والتعليق عليها ووضع الحواشي ، وقد أصدر كورت رانكه Kurt Ranke مؤسس الجمعية الدولية للقصص الشعبي موسوعة ابتداء من سنة 1950 م للحكايات الشعبية ، وموسوعة ثانية للحكايات الخرافية بهدف تغطية مختلف أقطار العالم ، كما يعتبر أرشيف الأغنية الشعبية الألمانية في فرايبورخ Freiburg المركز الرئيسي لدراسات الأغنية الشعبية وتتمتع فهرسته بشهرة عالمية كبيرة.
ويعد كتاب فريدريش زايلر Friedrich Seiler عن الأمثال الشعبية الألمانية من أفضل الدراسات في هذا المجال .
أما في فينلندا فقد كانت عملية جمع ملحمة الفاليفالا نقطة البداية في الإهتمام الجاد بالمواد الفولكلورية الفنلندية ،حيث قام إلياس لونروث بجمع مختلف الروايات الشفهية من قصص شعري يتداوله الناس غناء متنقلا من منطقة إلى أخرى رغم قساوة الطبيعة وعدم توفر طرق المواصلات ، وقام بتنظيمها ثم نشرها لتصبح الملحمة الوطنية للشعب الفنلندي عملا وطنيا بالدرجة الأولى ، وقام الدارسون بتنظيم عملية الجمع والفهرسة والنشر، وأسسوا أرشيفا ومعهدا للدراسات الفولكلورية لازال إلى اليوم يعتبر من المعاهد العالمية .
إن الدارسين الفلنديين هم الذين قدموا لنا "المنهج التاريخي الجغرافي" الذي اشتهر في القرن 19 ولا زالت له قيمة تاريخية حتى اليوم . وقد كان اهتمام الدارسين الفنلنديين يالمادة الأدبية الشفهية طاغيا .
وبعد مرحلة التركيز على "الكاليفالا" بتأثير العالم "الياس لونروث" إتسع مجال اهتمام الدارسين الفنلدنيين فراحوا يهتمون بمختلف أنواع المأثورات ، ومن أبرز هؤلاء الدارسين كارل كرون الذي أصدر سنة 1886 م الجزء الأول من كتابه - الحكايات الشعبية - فضمنه "حكايات الحيوان" ليلحق به بعد ذلك حكايات الملوك سنة 1893م . وقد اكتملت المنهجية العلمية في عملية الجمع والتدوين عند هذا الدارس الذي اعتمد على المادة التي أخذت من الناس مباشرة دون إجراء أي تعديل أو تغيير .
وقد توجت الأعمال العلمية لكارل كرون بحصوله على أول منصب أكاديمي لتدريس الفولكلور في جامعة هلنسكي سنة 1898 م ، وهو بذلك يعد أول من شغل منصب الأستاذية في هذا العلم في العالم . أكد كارل كرون في مؤلفاته على الطبيعة الفنية للفولكلور ، كما أكد طبيعته العالمية . وواصل الباحث الفنلندي الشهير أنتي آرن جهود كارل كرون وأغنى مكتبة التراث الشعبي العالمي بـ " فهرس أنماط الحكايات الشعبية " الذي نشره سنة 1910 م ، وقام بتنقيحه الباحث الإنجليزي ستيث تومسن ، وأعيد نشره بالإنجليزية تحت عنوان Type indexe of folk tales ، ويعد هذا الفهرس أساسا لمعظم الدراسات الفولكلورية تحتذيه فهارس الحكايات الشعبية في مختلف أرجاء العالم . وقد ظهرت في فنلندا عدة جمعيات فولكلورية من أهمها جمعية أصدقاء الفولكلور التي تأسست سنة 1907م ، وأصدرت سلسلة من الدوريات نشرت فيها مواد فولكلورية وأبحاثا وتعليقات حول هذه المادة .
ويحتوي أرشيف الفولكلور الفنلندي على ما يقرب مليونين ونصف مادة فولكلورية مسجلة على بطاقات وأشرطة بالإضافة إلى المخططات التي خلفها رواد الدراسات الشعبية في فنلندا . ويضم الأرشيف مكتبة ضخمة وقاعات للدراسة وقاعات للندوات والتسجيل الصوتي ، ويحتوي على أكبر قدر من الدراسات العالمية حول الفولكلور بجميع لغات العالم . ويجد فيه الزائر عددا كبيرا من الخبراء في الفولكلور الذين يتقنون عددا من لغات العالم ويقومون بتسهيل مهمة الباحثين الذين يقصدون الأرشيف .
إن ملحمة الكاليفالا تعد مصدر اللغة الفنلندية الحالية وركيزة الأدب الفنلندي ، وقد لعبت دورا مهما في توحيد هذه اللغة وهذا الأدب ، وشدت من تماسك الشعب الفنلندي بحيث أصبحت موجودة في كل بيت فنلندي إذ ينشأ الأطفال على سماعها ، وقد دخلت أشعارها في البرامج الدراسية في جميع مستويات التعليم وأصبحت دراستها جزء رئيسيا في دراسة الأدب واللغة الفنلندية .
بدأ الإهتمام بالمادة الفولكلورية في بريطانيا متأخرا ويشير مؤرخي الدراسات إلى بدايات الإهتمام بالمادة الفولكلورية البريطانية إلى كتاب وليم كامدن William Kamdem عام 1605م ، غير أن الدراسات الفولكلورية البريطانية عرفت دفعا جديدا في منتصف القرن الثامن عشر مع انبعاثات الحركة الرومانسية ، وكان للألمان تأثير كبير في هذا المجال على الدارسين البريطانيين ، وقد عرفت هذه الفترة أعمال الباحث الإنجليزي "توماس بيرسي Thomas Percy" ، كما قام السير ولتر سكوت Sir Waltir Scott بجمع مجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية القصصية BALLD والأشعار الشعبية ، غير أنه كان كثيرا ما يعدل ويجري بعض التغييرات في الصياغة ، فقد كان شاعرا يقدم المادة الفولكلورية بأسلوب شعري ولا يتروع عن إضافة أبيات من عنده. ونهج تلميده روبرت شامبرز Robbert Chaumbers نفس النهج فنشر سنة 1825 م كتابا عن التقاليد السائدة في "أدنبرة" ، وكتابا آخر عن الأشعار الغنائية السائدة في اسكتلندا .
ويلاحظ على هؤلاء الدارسين الذين تشكلت أذواقهم في ظل الإتجاه الرومانسي ولعهم بالعناصر الفولكلورية التي تعود إلى عهود غابرة في التاريخ ، كما شغفوا بالمظاهر الشاذة والعجيبة والطريفة ، وخاصة منهم أولئك الدارسون المستكشفون الذين رحلوا إلى المناطق المستعمرة في إفريقيا وآسيا وسجلوا عادات الشعوب المستعمرة وتقاليدها وشيئا من تراثها .
وقد نشطت في هذه الفترة حركة الجمعيات المحلية التي كان يترأسها أفراد من الفئات الأرستقراطية في جمع مواد فولكلورية تتعلق بالأثريات الشعبية والعادات وبعض الصناعات القديمة وتقاليد الإحتفالات والأمثال والألعاب الشعبية واللهجات المحلية . كما أن المجلات والصحف البريطانية أصبحت تخصص صفحات لنشر المواد الفولكلورية ، وقد ازدهرت هذه الجهود في منتصف القرن التاسع عشر وحل مصطلح "فولكلور" في بريطانيا كبديل لمصطلح "الأثريات الشعبية" بعد أن استعمله وليم جون تومز في مقالاته المنشورة بالمجلات .
وقد توجت هذه الجهود بتأسيس جمعية الفولكلور الإنجليزية سنة 1878م . إن الدارسين البريطانيين في القرن التاسع عشر وبداية هذا القرن جعلوا من العادات والتقاليد المحور الأساسي الذي تقوم عليه الدراسات الفولكلورية ، وقد دعا مجموعة من الباحثين وعلى رأسهم جورج لورانس جوم Sir George L Gomme إلى تطوير مظاهر الحياة القديمة لتتأقلم مع ظروف حياة معاصريهم ، غير أنهم سرعان ما تخلوا عن هذه الفكرة ، ليسعوا من أجل بناء حياة ما قبل التاريخ من خلال مخلفات هذه العهود الموغلة في القدم فركزوا اهتمامهم حول تراث البدائيين ومعتقداتهم وأنماط حياتهم .
وتعد كتابات إدوارد تايلور EDWARD TAYLOR من الأبحاث البارزة في هذا المجال خاصة كتابه - الإنسان البدائي- المنشور سنة1871 م ، ولا شك أن النصف الثاني من القرن التاسع عشر يعد الفترة الأكثر ازدهارا في تاريخ الدراسات الشعبية البريطانية ، إذ ظهرت فيها دراسات مجموعة من الباحثين كان لهم فضل كبير في تطوير الدراسات الفولكلورية ، ليس فقط على مستوى بريطانيا ، بل في العالم من أمثال أدوين سيدن هارتلاند EDWIN SIDNY HARLAND وأندرو لانج ANDREW LANG وألفريد نت ALFRED NUTT ، وكان يمكن أن تؤتي هذه الجهود ثمارها في هذا القرن لو احتضنت الجامعات البريطانية الدراسات الفولكلورية ، وهو ما لم يحدث وما كان له أترسلبي على هذه الدراسات إذ بدأت تأفل مع أفول نجم الإمبراطورية البريطانية مع بدايات هذا القرن .
وقد عرفت الدول الأوربية الشرقية نفس الإهتمام بالمادة الفولكلورية في القرن التاسع عشر ، وازداد هذا الإهتمام بعد انتصار الثورات الإشتراكية فيها ، إذ أصبح لتراث الجماهير والشعب العامل حضوة خاصة واهتماما خاصا من طرف المؤسسات العلمية والجامع .
مناهـــــج دراســـــة الفولكلور :
يتمثل هدف علم الفولكلور في دراسة الجوانب المادية والروحية عند الشعوب ، ويعود ذلك إلى الظروف التاريخية والإجتماعية التي مرّ بها هذا العلم وتنوع موضوعاته والخلفيات الثقافية لرواده . ومن هنا تعددت النظريات واختلفت الإتجاهات والمذاهب ، ثم تركزت هذه الأبحاث مع مرور الزمن واعتمدت على مناهج واضحة .
ويعتمد علم الفولكلور على مجموعة من المناهج الأساسية هي : المنهج التاريخي والجغرافي والإجتماعي والنفسي والوظيفي والبنائي ، وقد ساعدت كل منها على تفسير العلاقات القائمة بين الشعب والثقافة الشعبية .
- المنهج التاريخي :
يعد المنهج التاريخي أقدم مناهج الفولكلور لأنه ارتبط منذ بدايته بالدراسات الأدبية واللغوية . ويقوم هذا المنهج على الكشف عن أصول النصوص الشعبية وتحديد علاقاتها بالظروف التاريخية التي مرت عليها من خلال تبادل الثقافات المختلفة ، ويساعد هذا المنهج على معرفة مظاهر الإتفاق والإختلاف بين النصوص الشعبية في المراحل الزمنية المتعاقبة من أجل الوصول إلى فهم التطور الذي قطعته عناصر الفولكلور ، والتعرف على العوامل المحلية والأجنبية التي أدت دورا هاما في تشكيل المادة الشعبية في مرحلة محددة ، ومن هنا يفيد هذا المنهج في إجلاء الغموض الذي تتعرض له عناصر الفولكلور ، ولكن الغلو في استعمال هذا المنهج قد يجر الباحث إلى الخوض في مشكلات فرعية ، ولذلك اعتبر علماء الفولكلور الجمع بين النظرة التاريخية والنظرة الجغرافية ضرورة ملحة .
- المنهج الجغرافي :
إذا كان المنهج التاريخي يسعى إلى تحديد البعد الزماني للظاهرة الشعبية فإن المنهج الجغرافي يهتم أساسا ببعدها المكاني .
يتوقف تنظيم البيئة على الموقع الجغرافي الذي يثير بدوره عند الجماعة كثيرا من الإحتياجات البشرية ويعمل على إشباعها . وتتشكل عناصر الفولكلور طبقا لهذه الإحتياجات ، ويظهر هذا المنهج في ارتباط عناصر الفولكلور بالظروف الجيولوجية والمناخية والإقتصادية ... وتختلف علاقة عناصر الفولكلور بالبيئة الطبيعية من حيث الضعف والقوة . إن الصلة القائمة بين بعض عناصر التراث الشعبي والظروف الجغرافية محدودة كالأغاني والأمثال والألغاز والحكايات الخرافية والأعمال الدرامية الشعبية ، بينما تظهر أهمية المنهج الجغرافي في الجانب المادي من الفولكلور ، إذ يتعذر دراسة أدوات النشاط الزراعي والحرفي إلا في نطاق البيئة المحلية .
إن للموقع الجغرافي أثر على تشكيل عناصر الفولكلور وصياغته ، لأن أكثر النماذج الشعبية ليست نتاجا طبيعيا وحسب ، ولكنها وليدة إبداع العقل البشري للإنسان الذي يعيش في المكان .
- المنهج الإجتماعي :
يسعى المنهج الإجتماعي إلى دراسة ظروف المجتمع وطبيعة العلاقات والنظم الإجتماعية ، ويهتم أصحابه بالجماعة التي تحمل الفولكلور باعتباره انعكاسا مباشرا لأساليب حياتها وتفكيرها.
إن تعرض الجماعات الشعبية إلى التفكك وإعادة ترتيبها بعد أن كانت متميزة بالتماسك والعزلة ظاهرة شائعة في المجتمعات النامية ، ومن هنا جاء الإهتمام أكثر بالدراسة الإجتماعية للفلكلور .
يحاول المنهج الإجتماعي أن يحدد رصيد الطبقات الإجتماعية من الفولكلور بجميع مياديه : الأدب الشعبي ، العادات والتقاليد ، المعتقدات ، الفنون والمنتجات المادية الشعبية ، كما يتناول المنهج الإجتماعي التفاوت القائم بين الجماعات الشعبية في الريف والمدينة من الفولكلور سواء أكان من حيث الكم أم النوع . ولا يتمثل هذا الإختلاف في رصيد الفئات من عناصر التراث الشعبي فقط ، ولكن في ثراء العناصر الشعبية أو فقرها ودرجة السلوك الشعبي عند هذه الفئات ، ويبين المنهج الإجتماعي الدور الذي تقوم به هذه الجماعات المتنوعة في حمل هذا التراث الشعبي وتناقله عبر الأجيال والعمل على الإبداع فيه وتعديله بالحذف والإضافة . كما يهتم بإبراز تميز الفئات أو الطوائف بأنواع من عناصر الفولكلور وذلك من حيث العمر والجنس .
ويركز المنهج الإجتماعي كذلك على دراسة حركة التراث الشعبي داخل البيئة الإجتماعية ، ورصد التغيرات التي تطرأ على المادة الشعبية . فمركز الفرد في المجتمع وسلوكه فيه يكشفان عن قوانين ومشكلات إجتماعية هامة ، كما تساعد عناصر الفولكلور على تصور أبعاده هذه المشكلات الإجتماعية ومدى تأثيرها على السلوك الفردي.
- المنهج النفسي :
ارتبط موضوع الأرض الأم بالدراسات النفسية للشعوب ، ويعني الباحثون بذلك تلك الأرض التي نشأ عليها الإنسان البدائي بتصوراته ، وتبحث مدرسة علم النفس التركيبي التي يتزعمها يونغ عن العناصر الشعبية التي تكون اللاشعور الجمعي . وقد أطلق يونغ على هذه البقايا العقلية البدائية التي تعيش مع الإنسان المتحضر حتى اليوم مصطلح النمط الأصلي ، ومن تم تركز المنهج النفسي حول الكشف عن التجارب النفسية ذات الطابع الجماعي ومغزاها وعلاقتها بالأصول الأولى للحضارات .
وينصب الحديث عن المنهج النفسي في تحديد طبيعة مواد التراث الشعبي ودوافع التمسك بها والمستويات المتميزة بها .
- التحليل السيكولوجي لمواد الفولكلور :
إن الشعب هو موضوع الدراسة في علم الفولكلور وقد ذهب بعض الباحث هوفمان كراير إلى أن الشعب هو أولئك الناس الذين يتميزون بنوع من الفكر البدائي ، وبأنهم لا يبتكرون الثقافة بل يتداولونها نقلا عن الجماعات أكثر تطورا اجتماعيا وفكريا .
وجاء مفهوم ريتشارد فايس عن الثقافة التقليدية يؤكد أن في داخل كل إنسان يوجد سلوك رسمي وسلوك شعبي ، ولذلك يصبح كل إنسان في المجتمع موضوعا للدراسة في علم الفولكلور . ويمكن أن تمثل الأبعاد النفسية إسهاما هاما في فهم الإنسان ، ولكن الإقتصار عليها يمكن أن تهمل الطبيعة الشاملة للإنسان ومقومات تميزه .
وحاولت المدرسة الفلندية في ميدان القصص الشعبي أن تربط منهجها التاريخي الجغرافي بنظرة سيكولوجية إلى المادة الشعبية . وليست الأساطير في نظر بعض رواد هذه المدرسة مجرد حكايات عن الآلهة وحسب وإنما مستودعات التجربة الإنسانية .
- المصادر النفسية للفلوكلور :
يرتبط اهتمام الدراسة للتراث الشعبي بالعوامل النفسية التي ساهمت في صياغة عناصره التي مازالت تعيش فيها وتؤثر على حياتها . إن الموقف النفسي الذي صدر عنه العنصر الشعبي في يوم من الأيام قد لا يكون واضحا عند الإنسان الشعبي في الحاضر ، وقد ينكر حامل التراث الشعبي المعاصر ارتباطه به.
حاول أدولف باخ أن يفسر العوامل الأساسية في نشأة عناصر الفولكلور كالحاجة إلى التسلية واللعب . إن الحكاية الخرافية في نظره تروى منذ البداية تحت تأثير التسلية . وكان الباحثون القدامى ينظرون إلى أحداثها باعتبارها محاولة لتقليد مختلف الأحداث التي تطرأ على العالم الطبيعي بظواهره المتعددة ، وإذا كانت بعض الحكايات الخرافية تتضمن بعض التصورات الدينية القديمة ، فإنها تحتوي مع ذلك بعض الأفكار ذات طبيعة أخرى حاول البعض تفسير الألغاز باعتبارها رواسب لإختيارات الحكمة القديمة ، بينما رأى الباحثون الآخرون أن اللغز نشأ منذ العهد القديم تعبيرا عن رغبة الإنسان في اللهو .
ليست جميع العناصر الشعبية نقلا مباشرا لبعض الأشكال الدينية والسحرية القديمة ، ولكنها من إبداع الفنان أو الفرد الشعبي العادي . إن المرح وحب الفكاهة والميل إلى اللهو والدعابة من المصادر النفسية لظهور بعض عناصر الفولكلور .
- المستويات السيكولوجية في الفولكلور :
ينصب الإهتمام هنا على تحديد المستويات السيكولوجية المتنوعة التي يمكن أن تندرج ضمن تراث الشعوب ، أو بمعنى آخر تحديد مدى التزام بعض عناصر الفولكلور بأساليب أو خصائص الثقافة الكلاسيكية . وتتناول هذه الدراسة كذلك السمات البدائية العامة في ثقافة شعب معين ، كما تعد العلاقة بين الثقافة والشخصية من ميادين البحث في علم النفس الذي يتناول تأثير الإنسان في الثقافة أو تأثره بها . وما يؤخذ على هذا المنهج عموما هو مغالاة أصحابه في البحث عن أعماق الإنسان الشعبي ، فتتحول دراسة الفولكلور إلى سيكولوجية .
- المنهج البنائي :
تمثل المدرسة البنائية أبرز النظريات في ميدان العلوم الإجتماعية واللغوية وعلم الفولكلور ، وقد حاولت هذه المدرسة أن تطور أسلوبا جديدا في تناول التراث الشعبي . وقد شغلت النظرية البنائية في العصر الحديث كافة فروع المعارف البشرية واعتمدت أساسا على الإحصاء والرسوم البيانية .
ويتعرض هذا المنهج في نظر العلماء لدراسة الشكل بوصفه كلا بعد تحليله إلى عناصره الصغيرة بهدف وضع هذا الشكل في التصنيف المناسب له وعلاقته بالبيئة الحضارية التي يعيش فيها .
إن الأبحاث التي تناولت الأدب الشعبي من خلال المنهج البنائي متنوعة ويمكن حصر اتجاهاتها في نوعين :
اتجاه فلاديمير بروب واتجاه كلود ليفي شتراوس.
- بروب والتحليل المورفولوجي للحكايات الشعبية
دخل المنهج البنائي في الدراسات الشعبية على يد فلاديمير بروب في كتابه مورفولوجية الحكايات الخرافية الروسية ، وكان يعني بها تلك الأنماط التي ظهرت في تصنيف آرن طومسون من رقم 300 إلى 749 ، ولما ترجم الكتاب رأى الباحثون أن التحليل المورفولوجي الذي قام به بروب ينطبق على أكبر عدد من القصص الشعبي العالمي .
عرف بروب التحليل المورفولوجي بأنه : " وصف للحكايات وفقا لأجزاء محتواها وعلاقة هذه الأجزاء بعضها ببعض ثم علاقتها بالمجموع " . ويهدف اتجاهه إلى وصف النظام الشكلي للحكايات الشعبية وفقا للتتابع الزمني للأحداث . معنى هذا أن منهج بروب في التحليل يسير في اتجاه أفقي . وقد أطلق على هذا الإتجاه (تحليل البناء التركيبي .
درس بروب بناء الحكاية الذي يتكون من مجموعة الأحداث التي تؤدي وظائف مستقلة ، وينتهي بروب إلى أن بناء الحكاية قائم على وحدات خاصة تتمثل في الأحداث التي تؤلف الثوابت ، ويمكن التعرف عليها عن طريق الشكل دون المضمون ، وتتمثل الثوابت عند بروب في الوظائف دون الظروف ، أما الشخصيات وأبعادها فهي ليست وحدات نمطية ، فالمهم هو الحدث ووظيفته ، أما معرفة فاعل الحدث أو وسيلته فإنها لا تدخل في بناء الحكاية .
يبلغ عدد الوحدات الوظيفية التي تسيطر على الحكايات إحدى وثلاثين ، وإذا كانت هذه الوظائف لا تورد في كل حكاية فإنها لا تخرج عن حدودها .
يورد بروب في مقدمة الحكاية قائمة من الوظائف ويرى أن هذه الوظائف السبع مجرد تمهيد .
- غياب (تغيب أحد أفراد الأسرة عن البيت ) .
- تحريم أو منع (تحذير البطل من فعل شيء محدد ) .
- ارتكاب المحظور أو انتهاك التحريم (عدم الإستجابة للتحذير ) .
- استدلال (يبذل الشرير محاولة للإستدلال أو الإستطلاع ) .
- الحصول على معلومات (يتلقى الشرير معلومات عن ضحيته ) .
- خداع (يحاول الشرير خداع ضحيته ليأخذ مكانه أو ممتلكاته ) .
- مشاركة لا إرادية في الجريمة (وقوع الضحية في الشرك ومساعدتها الشرير دون قصد) تبدأ الحركة الفعلية في الحكاية من الوظيفة الثامنة التي يعتبرها بروب ذات أهمية خاصة ) .
- نذالة (يحدث الشرير الضرر بأحد أفراد الأسرة ) .
- استدعاء للعون أو اانجدة (التعرف على الضرر وأمر البطل بإصلاحه ) .
- إبطال الفعل (قبول البطل إصلاح الضرر ) .
- رحيل (يترك البطل منزله أو يغادر موطنه لأداء المهمة ) .
وتؤدي الوحدات 8- 9- 10 -11 إلى مرحلة التأزم في الحكاية .
- اختبار (يخضع البطل لإمتحان من أجل الحصول على أداة سحرية أو مساعدة من الشخصية المانحة ) .
- رد فعل البطل (يستجيب البطل للمساعدة التي قدمتها له الشخصية المانة ) .
- الأداة السحرية (توضع الأداة السحرية تحت تصرف البطل ) .
- انتقال من مكان لآخر أو من مملكة إلى أخرى (ينتقل البطل إلى العالم المجهول حيث تكون حاجته ) .
- صراع (المقابلة أو المواجهة بين البطل والشرير في معركة ) .
- علامة (يرسم البطل بعلامة أو إمارة أي يصاب البطل بجرح نتيجة هذا الصراع ) .
- انتصار (يهزم البطل الشرير فيهرب منه أو يقتل على يده ) .
- اصلاح الضرر (زوال خطر الشرير ويحصل البطل على حاجته ) .
- عودة (يعود البطل ويتخذ طريقه قافلا إلى بلده أو بيته ) .
- مطاردة (يقتفي الشرير أثر البطل ) .
- انقاذ (يهرب البطل من المقتفين لأثره ) .
- الوصول متخفيا (يصل البطل إلى بيته أو إلى بلد آخر دون أن يتعرف عليه أحد ) .
- تزييف (يدعى البطل المزيف القيام بالعمل غير الموجود ، وغالبا ما يكون هذا البطل المزيف أخا للبطل الحقيقي ) .
- مهمة صعبة (يكلف البطل بعمل صعب الإنجاز أو التحقيق ) .
- تنفيذ (ينفذ الابطل ما اقترحه عليه ) .
- تعرف (يتم التعرف بالبطل ) .
- افتضاح (يكتشف أمر البطل المزيف ) .
- تحول في المظهر (يظهر البطل في شكل أو وضع جديد ) .
- عقاب (يعاقب البطل المزيف ) .
- زواج أو تتويج / زواج وتتويج (يتزوج البطل أو يتزوج ويعتلي العرش معا ) .
إن دوائر هذه الوظائف متشابهة في الحكايات الشعبية .
- اتجاه ليفي شتراوس :
ويمثل الإتجاه الثاني في النظرية البنائية العالم الفرنسي كلود ليفي شتراوس ويسمى تحليل البناء النموذجي
اقتحم ليفي شتراوس ميدان الدراسة البنائية للأدب الشعبي بمقال يحمل عنوان الدراسة البنائية للأسطورة .
ويقوم منهج ليفي شتراوس على استخلاص الوحدات المتعارضة من النص بقصد الكشف عن البناء الإجتماعي الذي تعيش الأسطورة في كنفه ، وهو يعني مجموعة الألفاظ التي يجمعها اشتقاق واحد ، كما يعني مجموعة الألفاظ ذات الطابع المتجانس في المعنى ، وإن ظهرت متعارضة مثل الحب والكراهية والفرح والحزن ، بمعنى مجموعة من التراكيب أو الألفاظ ذات دلالات ذهنية أو نفسية مترابطة كالمترادفات مثل الحياة والموت .
نظر ليفي شتراوس إلى النص من الداخل لا من الخارج ، كما استخدم النظام العمودي في ترتيب عناصره معارضا في ذلك بروب .
ويمكن هذا التحليل من الربط الوثيق بين الوحدات الأساسية للحكاية والنظام الإجتماعي الذي تعيش الحكاية في نطاقه .
إن خروج البطل إلى المغامرة ثم عودته إلى عائلته بعد أداء مهمته ، والتحريم الذي يرفض عليه والضرر الذي يعود عليه بسبب ارتكاب المحظور عوامل تكشف نظاما اجتماعيا محددا .
يعد منهج بروب تجريبيا قابلا للتطبيق على الأنواع الأدبية الشعبية الأخرى . بينما يعد منهج كلود ليفي شتراوس تأمليا ولكنه من الصعب تطبيقه على الأشكال الشعبية الأخرى منها الأسطورة ، وهو السبب الذي يفسر النتائج التي حققها أنصار منهج بروب وعلى رأسهم ألان دندس و ميهاي بوب . بينما تميزت أعمال أنصار منهج ليفي شتراوس بالتعقيد والنتيجة المحدودة .
المنهج الوظيفي :
لم تكتسب كلمة الوظيفية دلالتها ذات الطابع التخصصي إلا في القرن 19 في الرياضيات أولا ثم في البيولوجيا وبعد ذلك في العلوم الإجتماعية . وتطورت انطلاقا من فكرة أن المجتمع كلّ ومتصور في شكل مؤسسة والدور الذي تؤديه أجزاؤه إحداها مقابل الأخرى أو تجاه الكل .
ارتبطت الوظيفة بمجموعة من المفاهيم الأساسية التي استعملتها من سبنسر Spenser إلى دوركايم .
إن المدرسة الوظيفية تمثل ظهور الأنتروبولوجية الإجتماعية الأنجلوسكسونية التي يمثلها كل من مالينفسكي malinowski براون Brown جديرة باهتمام خاص ، وقد شاركا في تدعيم النظرية الوظيفية في ميدان الأنتروبولوجية وعلم الإجتماع .
من الضروري التمييز في البداية بين الوظيفية العلمية في ميدان علم الإجتماع والأنتروبولوجية التي تدعو إلى دراسة الظواهر الثقافية والإجتماعية ، والوظيفية في ميدان الفولكلور التي تتمثل في دراسة عناصر المادة الشعبية .
تميزت الوظيفية في ميدان الفولكلور بمجموعة من الباحثين منهم فرانز بواس وفان جنب Van Gennep ووليام باسكوم W. Bascom .
ويعد فرانس بواس أحد الرواد الأوائل للنزعة الوظيفية الذين ساهموا في دراسة الفولكلور والثقافة وإقامة العلاقة بين الأدب الشعبي والأسطورة والفلسفة والدين من جهة ، والحياة اليومية للشعوب باعتبار أن هذه العلوم الإنسانية تعبير منظم عن الأفكار والموفق والقيم الشعبية .
ويحدد وليام باسكوم أركان الدراسة الوظيفية للفولكلور بثلاثة عناصر أساسية هي :
- السياق الإجتماعي للفولكلور :
وينصب على دراسة موقع العناصر الشعبية في الحياة اليومية ، كما يهتم بزمان رواية مختلف أشكال الفولكلور ومكانها وطبيعة الرواة وجمهورهم والأساليب والوسائل التي تستعمل في هذا الشأن .
- السياق الثقافي للفولكلور :
ويقصد به العلاقة القائمة بين عناصر الفولكلور وبقية جوانب الثقافة ،وكذلك مدى انعكاس عناصر الفولكلور ثقافة الجماعة كاللغة والشعائر الدينية والنظم والأساليب التقنية والمعتقدات والإتجاهات السائدة والعادات .
- وظائف الفولكلور
ويبين هذا الركن أداء مختلف العناصر الشعبية لوظائفها في الثقافة . فالأساطير مثلا تضفى الشرعية على الممارسات السلوكية . ويعد مالينوفسكي و جيمس فريزر و راد كليف براون من رواد الدراسة الوظيفية ، ويمكن إبراز جوانب هامة من هذا المنهج من خلال عقد مقارنة موجزة بين الباحثين الثلاثة .
يتفق مالينوفسكي مع فريزر في وعيهما بالطبيعة الإنسانية المعقدة ، ويتميز مالينوفسكي بالحرص الشديد على المنهج الوظيفي وتوضيح الأسس التي تقوم عليها .
ويتفق مالينوفسكي مع براون في معارضتها للمنهج التاريخي وفي أن كلا منهما طور المنهج الوظيفي ، ولكن الباحثين يختلفان في مدى الإهتمام بالعمل الميداني . إذ اعتمد مالينوفسكي على النشاط الميداني ، وقدم من خلال الإتصال المباشر بالجماعات الشعبية والمعايشة الفعلية لها ، صورة واضحة عن مظاهر حياتها الإجتماعية والسيكولوجية والفنية ، بينما كان الحس الشعبي غائبا عند براون .
ارتبط عند مالينوفسكي بالنجاح في العمل الميداني بالجانب النظري ، وتعد هذه الدراسة النظرية أن سلوك الإنسان البدائي مزيج من العقلانية والخرافة . إذ يكتسب الإنسان الشعبي نوعا من المعرفة العملية ويستخدمها بطريقة عقلانية لمواجهة احتياجات حياته . ولا يمكن أن يتحقق هذا الهدف إلا عن طريق المنهج الوظيفي .
وتتضمن الوظيفة في نظره على معان مختلفة تبعا لاختلاف مسنويات البناء الإجتماعي . ويختلف مالينوفسكي مع فريزر في مفهوم السحر والدين والعلم ، وفي وظيفة كل منها في البيئة البدائية والحضارية ، فقد نظر فريرز إلى هذه الجوانب الثلاثة باعتبارها نشاطات مستقلة يؤدي كل منها دورا في مرحلة حضارية مختلفة بينما نظر مالينوفسكي إلى السحر والدين والعلم على أنها نشاطات متداخلة في حياة الشعوب ...

*د. لامية مراكشي


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...