هذا هو العنوان الشهير لتلك القصة التي سمت بالحب إلى أعلى درجاته... الحب العذري الذي جمع عاشقين لم يلتقيا يوما إلا على أوراق الرسائل كانا من أشهر الكتاب العرب لكنهما لم يكتبا تفاصيل هذا الحب، إنما القدر هو من كتب هذه المرة و جعلهما أبطال روايةٍ واقعية تحمل عطر الشغف و سحر الغموض و وجع الانتظار...
مي زيادة الكاتبة اللبنانية الشهيرة ذات الأصول الفلسطينية و التي كانت تقيم في مصر و جبران خليل جبران الكاتب اللبناني الذي عاش في المهجر... سبعة آلاف ميل كانت المسافة بينهما،
لم يلتقيا يوما... كانت مي معجبة بكتابات جبران و بدأت بمراسلته بعد روايته الأجنحة المتكسرة عام 1912 ، ..
ويتضح لنا لدى التأمل في بعض الرسائل برغم ضياع بعضها أن الصلة بين جبران ومي توثقت شيئاً فشيئاً لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ الى التودد , ومن الأعجاب الى صداقه حميمة , ومن ثمَ الى حب عام 1919م ما أن بلغ ذروته حتى عكرت صفوه سلسة من الخلافات بينهما التي عبّر عنها جبران مرةً " هي معاكسات التي تحوّل عسل القلب ألي مراره " وقال" ان الغريب حقاً في هذه الصله تأرجحها بين الحب الجامح والفتور , بين التفاهم التام الذي كان يضفي عليهما شفافية روحيه تغمرهما بالسعادة ,وبين سوء التفاهم الذي كان يؤلمهما ويؤدي الى القطيعة احياناً ,," ولكن شدة ولع كل منهما الآخر كانت تدفعهما للتصالح مجددا، كانت تلك الحروف المتبادلة بينهما حمائم عشق حتى أصبح جبران حب مي الأبدي، مي التي عاشت عزباء، لأن روحها مرتبطة بذلك البعيد... كتبت له ذات مرة قائلة : " ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير. كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري. الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به، لأنك لو كانت الآن حاضرا بالجسد لهربتُ خجلا بعد هذا الكلام، ولاختفيتُ زمنا طويلا، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.."
فيرد جبران قائلا :" ياميّ عيدك يوم ** وأنتِ عيد الزمان
ما أغرب ما تفعله كلمه واحد في بعض الأحيان , إنها تحوّل الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت .. تقولين إنك تخافين الحب ! لماذا تخافينه ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مدّ البحر ؟ أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟ لماذا يا ترى تخافين الحب ؟
أنا أعلم أن القليل في الحب لا يرضيكِ , كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني , أنتِ وأنا لا ولن نرضى بالقليل , نحن نريد الكمال ..الكثير , كل شيء !
لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي , علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة , ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة .."
كانت مي أرزةً لبنانيةً... كان يعشقها كعشقه لبلاده...
عشرون عاما من الحب هي في القاهرة و هو في أمريكا.. كانا عاشقين باريّن بالحب خلقا لنفسيهما فضاءهما الخاص و تعانقت أرواحهما على السطور، إلى أن كانت الفاجعة بوفاة جبران عام 1931 و الذي عقب وفاة والدها، لتبقى مي وحيدة في هذا العالم، تدهور وضعها الصحي و أدخلها أقاربها أثناء إحدى زياراتها إلى لبنان لمشفى الأمراض العقلية و اتهموها بالجنون مما أثار غضب الصحافة فرفع الحجر عنها، لكن الحزن بقي ملازما لها حاولت أن تعاود النهوض، لكنها لم تجد ذاك العشق الذي اتكأت عليه سنوات طويلة من عمرها، حتى غادرت تلك العاشقة العزباء الحياة عن عمر يناهز الخامسة و الخمسين عام 1941 لتنتهي تلك الأسطورة، و لم يبق منها إلا ما كتبه شواهد عصرهم و كتاب " الشعلة الزرقاء" الذي جمع سبعا و ثلاثين رسالة حب كتبها جبران لنابغة الأدب مي زيادة ليبقى هذا العشق خالدا حتى بعد موت أصحابه
*خلود قدورة
مي زيادة الكاتبة اللبنانية الشهيرة ذات الأصول الفلسطينية و التي كانت تقيم في مصر و جبران خليل جبران الكاتب اللبناني الذي عاش في المهجر... سبعة آلاف ميل كانت المسافة بينهما،
لم يلتقيا يوما... كانت مي معجبة بكتابات جبران و بدأت بمراسلته بعد روايته الأجنحة المتكسرة عام 1912 ، ..
ويتضح لنا لدى التأمل في بعض الرسائل برغم ضياع بعضها أن الصلة بين جبران ومي توثقت شيئاً فشيئاً لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ الى التودد , ومن الأعجاب الى صداقه حميمة , ومن ثمَ الى حب عام 1919م ما أن بلغ ذروته حتى عكرت صفوه سلسة من الخلافات بينهما التي عبّر عنها جبران مرةً " هي معاكسات التي تحوّل عسل القلب ألي مراره " وقال" ان الغريب حقاً في هذه الصله تأرجحها بين الحب الجامح والفتور , بين التفاهم التام الذي كان يضفي عليهما شفافية روحيه تغمرهما بالسعادة ,وبين سوء التفاهم الذي كان يؤلمهما ويؤدي الى القطيعة احياناً ,," ولكن شدة ولع كل منهما الآخر كانت تدفعهما للتصالح مجددا، كانت تلك الحروف المتبادلة بينهما حمائم عشق حتى أصبح جبران حب مي الأبدي، مي التي عاشت عزباء، لأن روحها مرتبطة بذلك البعيد... كتبت له ذات مرة قائلة : " ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير. كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري. الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به، لأنك لو كانت الآن حاضرا بالجسد لهربتُ خجلا بعد هذا الكلام، ولاختفيتُ زمنا طويلا، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.."
فيرد جبران قائلا :" ياميّ عيدك يوم ** وأنتِ عيد الزمان
ما أغرب ما تفعله كلمه واحد في بعض الأحيان , إنها تحوّل الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت .. تقولين إنك تخافين الحب ! لماذا تخافينه ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مدّ البحر ؟ أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟ لماذا يا ترى تخافين الحب ؟
أنا أعلم أن القليل في الحب لا يرضيكِ , كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني , أنتِ وأنا لا ولن نرضى بالقليل , نحن نريد الكمال ..الكثير , كل شيء !
لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي , علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة , ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة .."
كانت مي أرزةً لبنانيةً... كان يعشقها كعشقه لبلاده...
عشرون عاما من الحب هي في القاهرة و هو في أمريكا.. كانا عاشقين باريّن بالحب خلقا لنفسيهما فضاءهما الخاص و تعانقت أرواحهما على السطور، إلى أن كانت الفاجعة بوفاة جبران عام 1931 و الذي عقب وفاة والدها، لتبقى مي وحيدة في هذا العالم، تدهور وضعها الصحي و أدخلها أقاربها أثناء إحدى زياراتها إلى لبنان لمشفى الأمراض العقلية و اتهموها بالجنون مما أثار غضب الصحافة فرفع الحجر عنها، لكن الحزن بقي ملازما لها حاولت أن تعاود النهوض، لكنها لم تجد ذاك العشق الذي اتكأت عليه سنوات طويلة من عمرها، حتى غادرت تلك العاشقة العزباء الحياة عن عمر يناهز الخامسة و الخمسين عام 1941 لتنتهي تلك الأسطورة، و لم يبق منها إلا ما كتبه شواهد عصرهم و كتاب " الشعلة الزرقاء" الذي جمع سبعا و ثلاثين رسالة حب كتبها جبران لنابغة الأدب مي زيادة ليبقى هذا العشق خالدا حتى بعد موت أصحابه
*خلود قدورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق