دائما كنت أقول : " ان في حياة كل إمرأة رجل يدفعها إلى ···· ! " وفي كل مرة تختلف الكلمة التي أتم فيها تلك المقولة ·· فحين أرى تصرفات - زوجي - معي أشعر أنني في حاجة إلى كل عقول العالم كي أفهمه ، رغم أنني - من قبل زواجي - كنت كاتبة وصاحبة قلم خصب وواع · والحقيقة ، أنني لا أجد تفسيرا لممارساته الغريبة معي ! مرة أقول إنها أنانية ، ومرة إذلال ·· وفي مرات أخرى تبدو لي غيرة من نوع خاص ، و إلا ·· فلماذا هذا الكره الذي يبديه تجاه حبي للمطالعة و الكتابة ؟ وللحق ·· إنه لم يوجه لي مرة كلمة أو عبارة يطلب مني بها الامتناع عن ممارسة هواياتي
هذه ، ولكن ·· ما يفعله معي أقسى وأدهى ! ففي هذا المساء ·· مثلا : جلست وزوجي في الصالة ·· هو يقرأ الجريدة وأنا على بعد مترين منه أنظر إلى التلفاز ·· الطفلتان نامتا بعد العشاء مباشرة ·· والهدوء يسبح بحرية في البيت · بين لحظة وأخرى أسترق النظرات إلى زوجي ·· كنت أتحرق لقراءة الجريدة · ترددت كثيرا ·· لأنني أعرف سلفا ما سيحدث ·· وفي النهاية قررت المغامرة · - هل آتي لأقرأ الجريدة معك ؟ أجاب بامتعاض : - تعرفين أنني لا أحب أن يشاركني أحد في القراءة · لم أيأس : - ما رأيك أن تقرأ بصوت عال ؟ - أحب القراءة الصامتة · أشرت بإصرار إلى الجريدة الثانية التي كان يضعها بجانبه : - إذا أعطني هذه الجريدة لأتسلى بها ؟ حدجني بنظرة شزرة وقال : - إعملي لي فنجان قهوة ! تماما ···· كما يحدث في كل مرة ·· وجد لي عملا بديلا على الفور ! ابتسمت ··· ثم ذهبت إلى المطبخ · " لن أدخل معه في نقاش عقيم لا فائدة منه ·· غدا صباحا - وكالعادة - بعد ذهابه إلى عمله ، و بعد أن أرسل الطفلتين إلى - الروضة - سأختلس من الزمن ربع ساعة أتصفح بها هذه الجرائد قبل البدء بأعمال البيت " · وضعت وعاء القهوة على النار ·· ووقفت أنتظر · فجأة ···· ثقبت ذهني ومضة كالشرر ·· تفجرت في خيالي قصة جلية التفاصيل واضحة كالشمس ، منذ بدايتها ، وحتى نهايتها · اكتملت القصة في رأسي ولم يبق إلا أن أكتبها · من أسوأ عاداتي النسيان ·· وإذا لم أستطع أن أكتب القصة الآن سأنساها سريعا ·· لا أعرف كيف جهزت القهوة ·· حملتها إلى زوجي ·· وجلست أمام التلفاز أنظر إلى شاشته دون أن أرى شيئا · أحسست وكأن روحي انفصلت عن جسدي لتعيش في عالم القصة التي شرعت أبوابها في خيالي ·· التفت إلى زوجي ·· ما زال مستمرا في القراءة · دمي مراجل تغلي ·· وأوصالي تهتز · " لو أخذت الآن قلما وورقة ، وكتبت أمامه ، لطلب مني أن أكوي له شيئا ليس بحاجته مطلقا ·· ولو ذهبت إلى غرفة النوم مدعية النعاس للحق بي بعد دقيقتين حين يرى النور ما زال مضاء ، وعندما يراني أكتب ، سيخترع لي عملا ما ·· وعمل يجر عملا آخر حتى أستسلم للتعب واليأس وأنام " · - آه ··· لو كنت أستطيع أن أكتب في الظلام ! · قدمي تصفع الأرض بعصبية ·· ويدي تنقر مقبض الكرسي بغضب · أحسست أنني إذا لم أكتب ··· فسأنفجر !! نهضت ·· واقتحمت غرفة النوم ·· فتحت الخزانة ·· وبسرعة فائقة ، أخرجت منها عدة ملابس مرتبة ، ونثرتها فوق بعضها ثم حملتها ··· وخرجت · - ما هذا ؟ أشار إلى كوم الملابس بين ذراعي ·· والاستغراب ينهض في عينيه كشرطي المرور ! ابتسمت : - تذكرت أن عندي عملا لم أنهه بعد ·· سآخذها إلى غرفة - المجلس - · - ولماذا لا تنهيه في غرفة النوم ؟ - سريرك مرتب ولا أريد أن أعيث فسادا فيه · دلفت إلى الحجرة ··· أغلقت بابها ورائي ·· ثم رميت بالملابس بعيدا ، وأخرجت دفتري الصغير من جيب ثوبي ، وبدون استراحات ·· تزحلق قلمي بلذة فوق بحر الصفحات المتجمد ··· شعرت أنني أكتب بحروف مسروقة ! مع آخر كلمة كتبتها ، انخفضت حرارتي إلى حدها الطبيعي ·· وعاد دمي إلى نزهته الهادئة في جسدي ، ورأسي تحرر من حمله الثقيل · عدت إلى الصالة ، حمامة خفيفة الخطوات ·· منتشية الروح · تأملني زوجي ، وفي عينيه سلال مليئة بالدهشة : - سأتابع العمل غدا ··· العمر ينتهي ، والعمل لا ينتهي ! ضحكت بسعادة ··· وأنا أرتشف قهوتي ···الباردة !!!
هذه ، ولكن ·· ما يفعله معي أقسى وأدهى ! ففي هذا المساء ·· مثلا : جلست وزوجي في الصالة ·· هو يقرأ الجريدة وأنا على بعد مترين منه أنظر إلى التلفاز ·· الطفلتان نامتا بعد العشاء مباشرة ·· والهدوء يسبح بحرية في البيت · بين لحظة وأخرى أسترق النظرات إلى زوجي ·· كنت أتحرق لقراءة الجريدة · ترددت كثيرا ·· لأنني أعرف سلفا ما سيحدث ·· وفي النهاية قررت المغامرة · - هل آتي لأقرأ الجريدة معك ؟ أجاب بامتعاض : - تعرفين أنني لا أحب أن يشاركني أحد في القراءة · لم أيأس : - ما رأيك أن تقرأ بصوت عال ؟ - أحب القراءة الصامتة · أشرت بإصرار إلى الجريدة الثانية التي كان يضعها بجانبه : - إذا أعطني هذه الجريدة لأتسلى بها ؟ حدجني بنظرة شزرة وقال : - إعملي لي فنجان قهوة ! تماما ···· كما يحدث في كل مرة ·· وجد لي عملا بديلا على الفور ! ابتسمت ··· ثم ذهبت إلى المطبخ · " لن أدخل معه في نقاش عقيم لا فائدة منه ·· غدا صباحا - وكالعادة - بعد ذهابه إلى عمله ، و بعد أن أرسل الطفلتين إلى - الروضة - سأختلس من الزمن ربع ساعة أتصفح بها هذه الجرائد قبل البدء بأعمال البيت " · وضعت وعاء القهوة على النار ·· ووقفت أنتظر · فجأة ···· ثقبت ذهني ومضة كالشرر ·· تفجرت في خيالي قصة جلية التفاصيل واضحة كالشمس ، منذ بدايتها ، وحتى نهايتها · اكتملت القصة في رأسي ولم يبق إلا أن أكتبها · من أسوأ عاداتي النسيان ·· وإذا لم أستطع أن أكتب القصة الآن سأنساها سريعا ·· لا أعرف كيف جهزت القهوة ·· حملتها إلى زوجي ·· وجلست أمام التلفاز أنظر إلى شاشته دون أن أرى شيئا · أحسست وكأن روحي انفصلت عن جسدي لتعيش في عالم القصة التي شرعت أبوابها في خيالي ·· التفت إلى زوجي ·· ما زال مستمرا في القراءة · دمي مراجل تغلي ·· وأوصالي تهتز · " لو أخذت الآن قلما وورقة ، وكتبت أمامه ، لطلب مني أن أكوي له شيئا ليس بحاجته مطلقا ·· ولو ذهبت إلى غرفة النوم مدعية النعاس للحق بي بعد دقيقتين حين يرى النور ما زال مضاء ، وعندما يراني أكتب ، سيخترع لي عملا ما ·· وعمل يجر عملا آخر حتى أستسلم للتعب واليأس وأنام " · - آه ··· لو كنت أستطيع أن أكتب في الظلام ! · قدمي تصفع الأرض بعصبية ·· ويدي تنقر مقبض الكرسي بغضب · أحسست أنني إذا لم أكتب ··· فسأنفجر !! نهضت ·· واقتحمت غرفة النوم ·· فتحت الخزانة ·· وبسرعة فائقة ، أخرجت منها عدة ملابس مرتبة ، ونثرتها فوق بعضها ثم حملتها ··· وخرجت · - ما هذا ؟ أشار إلى كوم الملابس بين ذراعي ·· والاستغراب ينهض في عينيه كشرطي المرور ! ابتسمت : - تذكرت أن عندي عملا لم أنهه بعد ·· سآخذها إلى غرفة - المجلس - · - ولماذا لا تنهيه في غرفة النوم ؟ - سريرك مرتب ولا أريد أن أعيث فسادا فيه · دلفت إلى الحجرة ··· أغلقت بابها ورائي ·· ثم رميت بالملابس بعيدا ، وأخرجت دفتري الصغير من جيب ثوبي ، وبدون استراحات ·· تزحلق قلمي بلذة فوق بحر الصفحات المتجمد ··· شعرت أنني أكتب بحروف مسروقة ! مع آخر كلمة كتبتها ، انخفضت حرارتي إلى حدها الطبيعي ·· وعاد دمي إلى نزهته الهادئة في جسدي ، ورأسي تحرر من حمله الثقيل · عدت إلى الصالة ، حمامة خفيفة الخطوات ·· منتشية الروح · تأملني زوجي ، وفي عينيه سلال مليئة بالدهشة : - سأتابع العمل غدا ··· العمر ينتهي ، والعمل لا ينتهي ! ضحكت بسعادة ··· وأنا أرتشف قهوتي ···الباردة !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق