لم تلتفت خلفك ، لم تأبه لحلول الظلام ، لم تخجل من لحظة الضعف و رعشة الخوف في عيني وكنت تعلم تشبثها بك وقت الانهيار
ذهبت قبل أن أملي عليك آخر كتابتي بحبر المسافات
قبل أن أتلو عليك ما تيسر من آيات العشق وما تبقى من أحاديث القوم وتهم الحب وأعمال الشعوذة والساحرات ،
قبل ان ألقي عليك خطابي في الوصية العاشرة ،
لم تعطيني فرصة لأطلعك على آخر بيت من قصيدة الوجع ،
ذهبت قبل أن أرقيك بتعويذات ما قبل النوم . كنت مسرعا ولم تتفقد باقي الذكريات التي لم تتسعها حقيبتك .
كنت على عجل من أمرك وانت تتخطى الساعات فرحا وأنا تلدغني عقارب الوقت كلما اقترب موعد الفراق ..
لم تنظر في عينيي الذابلتين حين أخفيت عنك الدمع واعتصرت آلآما معتقة في جوفي منذ سنوات ، و بدلتها بابتسامة على مذبح الكبرياء لم يؤلمك تركي أصارع الموج في بحور ذاكرتي الحمقاء
ذهبت ولم تتفقد خطوط وجهي التي طرزها الزمن وعجزت انت عن ترميمها ،
ولم تطمئن على صحتي في الغياب ،
لكنك لا تدري
بأني وضعت في حقيبتك " قبضة يد " وأبقيت عندي جسدا أمسى شبحا يطارده الخيال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق