الشئ المؤكد انه من الصعب ان يتحول المبدع الى أيقونة ابداعية من دون ان تقف خلفه مؤسسة سياسية او ثقافية, وقف الشيوعيون خلف الجواهري الكبير فأصبح شاعر العرب الاكبر ووقفوا خلف السياب إلا انه تركهم فتحولوا عنه الى البياتي وسعدي يوسف ووقف القوميون خلف سامي مهدي وحميد سعيد وعبد الرزاق عبد الواحد فتحولوا الى رموز شعرية كبرى, هكذا جرت الامور وهكذا تجري دائما, المؤدلجون هم الذين يحصلون على الجائزة وغير المؤدلجين يضيعون بين اغلفة الكتب, الان يعاد نفس السيناريو القديم ولكن هذه المرة مع الرواية ولكن بشكل سئ جدا فالمؤسسة اليوم لاتستطيع ان تميز الابداع الحقيقي من المزيف لذلك تمنح انصاف وارباع المبدعين الفرصة الكاملة وتحاول تصديرهم اعلاميا حتى اذا كان منجزهم الابداعي الركيك لن يصمد طويلا, مشكلتهم انهم لايستطيعون أدلجة المبدع الحقيقي فيكتفون بما تحت أيديهم وهكذا سيضيع الخيط والعصفور وستطفو الركاكة على السطح وتعلن تمثيلها للواقع رغما عن أنف الجميع.
*
سعد عودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق