اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

دفء غير عادي من امرأة القطب الشمالي ...*عطا الله شاهين

1
موقفُ أب لاقى احترام الجميع

ذات يوم أتى شابٌّ إلى بيت فتاةٍ كان قد تعرّف عليها في وقت سابق، بينما كانت عائدة من مدرستها، لطلبتها من والدها، وحينما جلس ذاك الشّابّ، بمعية الدته، وبعد أن تعرف والد الفتاة على الشاب وُأمّه، دار حديث قصير بينهما عن أحوال البلد، وبعد مرور وقت قصير قال الشّابّ لوالد الفتاة: نتشرف أن نناسبكم، وأنا أتيت لطلب يد ابنتكَ، فابتسم الوالد، وقال
لهما: لي شرف أن أناسبكم بتزويجي ابنتي لكَ، لكنها ما زالت طفلة قاصر، وهي ما زالت طالبة في المدرسة، وأنا ضد الزواج المبكر، مهما كانت الأسباب، وأنت شابّ لم تتجاوز العشرين عاما، فيؤسفني أن أردكم بلا موافقة، فقام الشّابّ وأُمّه من مكانهما، وشكرا والد الطفلة على حسن الضيافة، وخرجا عائدين إلى بيتهما، وفي الطريق قال الشابّ لأُمّه: أنا لم أزعل يا أمي على والد الفتاة، لأنّه رفض تزويج ابنته لي، بالعكس كان موقفُ الأب أكثر من رائع، ويحترمه الكثيرون من الناس، مع أنني ضد الزواج المبكر، فهي طالبة مدرسة، ولكنني تسرّعت في طلب يدها، فقالتْ الأمّ: لا تزعل، فالزواج قسمة ونصيب يا ولدي، فرّد عليها صحيح يا أُمّي، لكن الفتاة حينما تكون ناضجة أفضل من أن تكون طفلة قاصر، فهي لا تفكر إلا في اللعب مع صديقاتها في المدرسة، وحينما علم أهل الحيّ لاقى موقف والدة الفتاة احترام الجميع..

2
لغةُ الشّفاه لا يفهمها إلا العشّاق

لا يمكن لأي إنسان أن يفهم لغة الشفاه، إلا حينما يقدم عاشقان على لمسِ جنون الشّفاه الصامتة بصخبٍ.. ثمة شفاه لا تحبُّ الصّمت البتة، فاللشّفاه لغة غريبة، لغة البوح واللمس للنار المشتعلة على أفواه العاشقين، فما أجمل لغة الشّفاه، لأن الشفاه حينها تبوح بكل شيء رائع .. فأنا مثلا خفتُ أول مرة من الدّنو من أي شفاهٍ لنساء ساحرات، حينما كنت شابا، لأنني كنت أرتجف حينها حُبّا غريبا لم أعهده من قبل ..
ثمة شفاه تسلبني عقلي، حينما أكون صامتا بصخب، ولا أسرّ إلا من شفاه لا تهدأ البتة من كلماتٍ عن الحب ..
أتوقُ لشفاهٍ مجنونة بصخبها، والتي تبدد هدوئي، ولا تجعلني إلا أنْ أظلّ عاشقا لشفتي امرأةٍ، لا تريد إلا الهمسات الدافئة في عتمةٍ صامتة..

3
دفء غير عادي من امرأة القطب الشمالي

لم يكن يعلم بأن سيارته ستتعطّل في ذاك اليوم، حينما كان يقود سيارته في طريقٍ نحو القطبِ الشمالي.. كان الجوُّ حينها عاصفاً، والثّلجُ لم يتوقّف عن الهطول، وبصعوبةٍ تحرّكت سيارته على الطّريق، لكنّ عُطلا أصابَ سيارته فجأة، فنزلَ منها ليرى سببَ توقّفها، حاول تصليحها، لكنّه عجز عن إصلاحها، فراحَ يخطو تحت ندف الثلج، فلم يرى أمامه أي شيء سوى مساحات شاسعة من الأرض مغطاة بالثّلوج، وفجأة رأى شجرة كبيرة، فاحتمى تحتها.. كان يرتجف من شدة البرْد، وفجأة رأى من بعيدٍ إنسانا يخطو، لكنه لم يعرف بأنها امرأة، إلا عندما دنتْ منه.. لم تكلّمه البتة، وحاولَ التحدث معها، لكنها بقيتْ صامتة، فاعتقدَ بأنّها بكماء.. كانت ترتدي معطفا أبيض، فغطّته به.. نظرتْ إليه بنظراتٍ مجنونةٍ وعانقته حتى بدأ يهذي من دفءٍ غير عادي.. وفجأة اختفتْ المرأة.. فقال في ذاته: أنا لا أحلم، كانت هنا امرأة للتوّ، فأين اختفت؟ وبعد أن توقّف سقوطُ الثّلج، راحَ يخطو صوب الطريق، التي غطتها الثّلوج، لكنّه لمْ يشعر بالبرْد حينها، وقال في ذاته: ما هذا الدفءُ الغير عادي من امرأة القطب الشمالي، ربما هي امرأةٌ من كونٍ آخر، وراح يخطو على الطريق العامّ علّه يجد سيارة لتقلّه إلى بيته..

4

امرأة سقتني حُبَّاً

لم أدر بأن الحبَّ يروي كالماء، إلا حينما التقيتُ بامرأةٍ ذات زمن ولّى، بينما كنتُ في ذاك الزمن مراهقا وطالبا في إحدى الجامعات في بلاد تشتاق للشمس.. في مقهى صاخب تعرّفت عليها، ومنذ البداية قالت: أتريدُ حُبَّا فقط؟ فقلت لها: لم تحبّني أية امرأة من قبل.. فقاطعتني، وقالت: إذا كنت تريدني كسلعة تستخدمها فأنت تكون مخطأ، فقلت لها: لا تقتحميني بحبكِ، فقالت ألا تريد حبّا فقط، فرددت عليها بينما كانت النادلة تنتظر طلباتنا أنا لم أقع في أيّ حُبِّ، ودار حوار بيننا، وقالت: لقد أحببتكَ حينما رأيتك أول مرة قبل أسابيع في مقهى آخر، وأنت كنت تنظر صوبي بإعجابٍ، لكنكَ على ما يبدو نسيتَ نظراتي، فقلت لها: فعلا لا أتذكركِ عذرا..

خيّم الجو الصاخب في ذاك المقهى الذي أحببت الذهاب إليه لاحتساء القهوة، وبعدما أنتهينا من احتساءِ الكوكتيلات الغريبة خرجنا من المقهى، فالموسيقا فيه أزعجتنا وبتنا لا نسمع بعضينا.. وعلى مدخل المقهى شعرت بأنني بدأت أنجذبُ لامرأةٍ سحرتني بعينيها.. فعيناها كانتا ساحرتين لدرجة الجنون، لم أر في حياتي عينين كعيني تلك المرأة، التي مع مرور الزمن سقتني حبّا فقط.. جعلتني أعيش في بحرٍ من حُبٍّ.. كانت تسقني الحُبَّ كالماء، لم أعطش حبّا فيما بعد، فحبُّها كان يروي قلبي الذي لم يدق لامرأةٍ أخرى، لكنّ أسبابا كثيرة جعلت الحُبَّ يقف على مفترق طرق، وككل عاشقين افترقنا، لكنني قلت لها ذات مساء عاصف: لم أدر بأن الحُبَّ طعمه حلو، فابتسمت لي وقالت: كنتَ شاعريا معي لدرجة الجنون أيها الشّرقي السّاحر..

5

امرأة في غرفتي المكركبة

حينما رأيتها تخطو في غرفتي المكركبة والصامتة التي كبّلها الصمت بصراخه الصامت، وأنا كنت منشغلا ذات ليلة في كتابة نصّ عن امرأة تهت عنها ذات زمن، عندما فقدتها لسببٍ تافه، فقلت لربما نسيتُ إغلاق الباب الخشبي المخلّع وظلّ مفتوحا.. كنت حينها لا أصدق ما رأته عيني من اقتحام امرأة لغرفتي على سطح بناية قديمة، وقلتُ ماذا تفعل هذه المرأة في غرفتي؟ اعتقدتُ في البداية بأنني أهلوّس أو أنني كنتُ أهذي من جنون الصّمت، الذي احتلّ الغُرفةَ بسماجته الثّقيلة، فقلتُ لها: أتبحثين عن شيء أيتها المرأة؟ لم تردّ عليّ، وكأنها لم تشاهدني حينها، وأنا بقيتُ جالسا على أريكة ممزقةٍ أنقّح نصوصي بهدوء تامٍ وفي صمتٍ صارخ في غرفةٍ لا تحبّ الصّمت، وما زاد الصّمتُ جنونا تعطّل الستيريو الذي كان يظل يصدح بأغانٍ شرقية وغربية حتى الصباح، عندما كان يأتي إلي الأصدقاء ذات زمنٍ لقتلِ الضّجر برفقةِ صديقاتهن، اللواتي كنّ يعشقن ارتداءَ تنانير قصيرة تحت المعاطف في أجواءِ الشتاء الباردة، فنظرتُ صوبها وشاهدتها تبحث عن شمّاعة كنتُ قد أزلتها من مكانها ذات مساءٍ لترتيب الغرفة المكركبة رغم أنني لم أرتبها بعدّ، لكنني نسيت إعادتها إلى مكانها، مع أن الغرفة أ{اها أجمل بكركبتها فقالت لي: تناول منّي المعطف لماذا أنتَ صامت؟ أين الموسيقا وأين روحكَ المفعمة بالضحكات التي تعودنا عليها، فقلت لها من أنتِ؟ فردت ولو، لا تعرفني أنا تلك التي كتبتَ عنها نصّا صاخباً قبل سنوات، أنسيتَ بهذه السرعة؟ فقلت أعذريني، لقد هرمتُ أو أنّ الخرفَ قد أصابني، فقالتْ يا مسكين معقول أتاك الخرفَ، أتدري تذكرت كتابتكَ عن الغربة، وعن الحياة في بلدٍ طبيعته ساحرة بأشجارها وناسها وثقافاتها، ولهذا أتيتُ لزيارتك على حين غرّة، وحين دنوتُ منها تخيّلت أنني أعرفها، فقلت لها: يا لقد هرمتِ مثلي، فردت كلا، دعنا نتذكر بصمتٍ كل شيء رائع عشناه سويةً، فلم أرد عليها حينها، وصمتُّ في غُرفةٍ ظلتْ مكركبة بالحُبِّ بمعيةِ امرأةٍ لم أتذكّرها، ولكنني كذبتُ عليها، وساد الغرفةُ صمتا صارخا وفوضى عارمة من الصمت والكركبة في الغرفة المليئة بنصوصٍ سردية عن امرأة تتوق للحُبّ

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...