بدا الوضع في المركز الثقافي مُريعاً، أدري ولنْ أعتذر عن الفعل العفوي ولستُ آسفة..
كان عليها أنْ لا تخدعنا وتسيء إلى الأدب العربي، لسنا في وقت يسمح للمزيد مِن الترهات..
سابقاً سمعتُ منها قصّة في مركز ثقافي آخر والآن ستقدم قصّة جديدة..
تعذب الناقد أحمد، قرأ السطور بعناية وكتب صفحتين نقد على الرغم مِن ظروفه الصعبة كونه ترك بيته في المُخيّم ونزح إلى جرمانا مع أمّه المريضة..
نحن أيضاً كي نصل في الوقت المُحدد عانينا ويلات الطرق مِن ازدحام وحواجز وعرق وغبار
كثيرون تركوا أعمالهم كي يحضروا أمسيّة تضيف لحظة مُتعة أو فائدة جديدة وإذ بنا نشاهد سرقة علنيّة تلبس ثوب الأدب.
أذكر يومئذ كيف عدت إلى البيت مُتعبة أكلت وجبة سريعة وغفوت ساعات قليلة ثمّ نهضت وعلى بالي كوب ساخن يُعطيني بعض دفء في هذا اليوم الشتوي..
مع كأس الشاي خطر على بالي أن أقرأ، أقول لي وأنا أتناول مِن عبّ مكتبتي الصغيرة هذه المجموعة القصصيّة أهداني إياها مركز أُشد في حي لوبية في اليرموك كتكريم لنشاط قدمته مع لوحة جميلة
لخريطة فلسطين الحبيبة..
فتحت المجموعة راغبة ونفسي مفتوحة حيث تذكرت لحظات جميلة وسط فتيات وشباب قدّموا فنوناً متنوعة في بُرهة مخضوضرة.
على الصفحة الأولى قرأت اسم المجموعة، في الثانية جميع الحقوق محفوظة للمؤلف مع موافقة اتحاد الكتاب، تأملّتُ جميع العناوين واخترت قراءة قصّة ( الطبيبة) التي أهداها الكاتب الفلسطيني إلى كلّ وزارات الصحّة في العالم مَا عدا وزارة الصحّة الإسرائيلية لضلوع حكومتها في نقل وباء الإيدز إلى مدينة القاهرة على أساس الحرب بينها وبين العرب..
شدّتني كلمة الإهداء وبدأت في شرب كلمات القصّة على مهل..
بعد أسبوع ونيّف أسمع القصّة ذاتها مِن مدعية فن الكتابة، فقط غيرت العنوان وكل القصة هي لكاتب المجموعة التي كانت بين بيدي منذ أيام..
أصابني إحباط مُمضّ مِن مرحلة غريبة وصل إليها الوسط الأدبي، لا أعرف توصيف لحظتي اليوم غير أنني حزينة لمَا نحن فيه مِن ضلال..
لا أدري لحظتئذ كيف واجهتها بجرأة أمام الجميع وأخبرتها: - القصّة التي سمعناها منك هي للكاتب فلان، يا إلهي حتى لمْ تكلفِ نفسك بتغيير طريق السرد أو كلمة أو حتى حرف واحد.
سكتت المُدعيّة بُرهة مُحرقصة، بان على وجهها الارتباك ودهشة لبست الجميع..
أشفق المرشد الثقافي الرزين على وضعها وأظنّه أحبّ أنْ تنتهي الأمسية بسلام كمَا هي أغلبية أمسيات المركز الجميل.
يقول المرشد الثقافي: - لا داع لهذا الحديث هنا صديقتي.
أرد بعصبيّة واضحة: - أين نطرح مثل تلك المواضيع إذاً.
يقول: - في اتحاد كتاب العرب.
أحد الشعراء يربت على كتفي بلطف قائلاً: - ما عهدت فيك القسوة عرفناك عذبة رقيقة، ما الذي يحصل معكِ، خجلت المسكينة من مواجهتك اتركيها حرام راح تجلطيها.
كنت أودّ أنْ أقول: يكفينا تعبنا وثمّة شيء أثقل لساني فالحق مهزوم هذه الأيام.
أقفُ لحظات ساكتة مُمتعضة أتأمل صفحات الوجوه بلا أيّ جواب وفي ساحات رأسي تتصدّع قيّم..
كان عليها أنْ لا تخدعنا وتسيء إلى الأدب العربي، لسنا في وقت يسمح للمزيد مِن الترهات..
سابقاً سمعتُ منها قصّة في مركز ثقافي آخر والآن ستقدم قصّة جديدة..
تعذب الناقد أحمد، قرأ السطور بعناية وكتب صفحتين نقد على الرغم مِن ظروفه الصعبة كونه ترك بيته في المُخيّم ونزح إلى جرمانا مع أمّه المريضة..
نحن أيضاً كي نصل في الوقت المُحدد عانينا ويلات الطرق مِن ازدحام وحواجز وعرق وغبار
كثيرون تركوا أعمالهم كي يحضروا أمسيّة تضيف لحظة مُتعة أو فائدة جديدة وإذ بنا نشاهد سرقة علنيّة تلبس ثوب الأدب.
أذكر يومئذ كيف عدت إلى البيت مُتعبة أكلت وجبة سريعة وغفوت ساعات قليلة ثمّ نهضت وعلى بالي كوب ساخن يُعطيني بعض دفء في هذا اليوم الشتوي..
مع كأس الشاي خطر على بالي أن أقرأ، أقول لي وأنا أتناول مِن عبّ مكتبتي الصغيرة هذه المجموعة القصصيّة أهداني إياها مركز أُشد في حي لوبية في اليرموك كتكريم لنشاط قدمته مع لوحة جميلة
لخريطة فلسطين الحبيبة..
فتحت المجموعة راغبة ونفسي مفتوحة حيث تذكرت لحظات جميلة وسط فتيات وشباب قدّموا فنوناً متنوعة في بُرهة مخضوضرة.
على الصفحة الأولى قرأت اسم المجموعة، في الثانية جميع الحقوق محفوظة للمؤلف مع موافقة اتحاد الكتاب، تأملّتُ جميع العناوين واخترت قراءة قصّة ( الطبيبة) التي أهداها الكاتب الفلسطيني إلى كلّ وزارات الصحّة في العالم مَا عدا وزارة الصحّة الإسرائيلية لضلوع حكومتها في نقل وباء الإيدز إلى مدينة القاهرة على أساس الحرب بينها وبين العرب..
شدّتني كلمة الإهداء وبدأت في شرب كلمات القصّة على مهل..
بعد أسبوع ونيّف أسمع القصّة ذاتها مِن مدعية فن الكتابة، فقط غيرت العنوان وكل القصة هي لكاتب المجموعة التي كانت بين بيدي منذ أيام..
أصابني إحباط مُمضّ مِن مرحلة غريبة وصل إليها الوسط الأدبي، لا أعرف توصيف لحظتي اليوم غير أنني حزينة لمَا نحن فيه مِن ضلال..
لا أدري لحظتئذ كيف واجهتها بجرأة أمام الجميع وأخبرتها: - القصّة التي سمعناها منك هي للكاتب فلان، يا إلهي حتى لمْ تكلفِ نفسك بتغيير طريق السرد أو كلمة أو حتى حرف واحد.
سكتت المُدعيّة بُرهة مُحرقصة، بان على وجهها الارتباك ودهشة لبست الجميع..
أشفق المرشد الثقافي الرزين على وضعها وأظنّه أحبّ أنْ تنتهي الأمسية بسلام كمَا هي أغلبية أمسيات المركز الجميل.
يقول المرشد الثقافي: - لا داع لهذا الحديث هنا صديقتي.
أرد بعصبيّة واضحة: - أين نطرح مثل تلك المواضيع إذاً.
يقول: - في اتحاد كتاب العرب.
أحد الشعراء يربت على كتفي بلطف قائلاً: - ما عهدت فيك القسوة عرفناك عذبة رقيقة، ما الذي يحصل معكِ، خجلت المسكينة من مواجهتك اتركيها حرام راح تجلطيها.
كنت أودّ أنْ أقول: يكفينا تعبنا وثمّة شيء أثقل لساني فالحق مهزوم هذه الأيام.
أقفُ لحظات ساكتة مُمتعضة أتأمل صفحات الوجوه بلا أيّ جواب وفي ساحات رأسي تتصدّع قيّم..
*هدى محمد وجيه الجلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق