أمام الزحف المتزايد للإعلام الالكتروني الذي دقّ آخر المسامير في نعش الصحف و المجلّات الورقيّة كان من الطبيعيّ جدّا أن تتراجع المبيعات و يخفت بريق اغلب الجرائد العريقة و نفقد بذلك عبق الورق، هذا الوضع خيّم على أهم المؤسسات الإعلامية و تهدّد مستقبلها بل دفع البعض منها إلى رمي المنديل و غلق المطابع للاكتفاء بنسخة الكترونية فقط ، مما دفع مثلا "عبد الباري عطوان " إلى فتح موقع الالكتروني جديد و التفويت في" جريدة القدس العربي" منذ سنوات قليلة و بعد أربعة عقود من الصدور الأوّل "جريدة السفير اللبنانية" لا ترمي المنديل تماما و لكنّها توقف الإصدار الورقيّ متّجهة نحو الاكتفاء بالجريدة الالكترونيّة ، أسباب كثيرة تضافرت لنسير نحو هذه الهاوية منها المتعلّق بالمعلومة في حدّ ذاتها و التي صارت بفضل مواقع التواصل الاجتماعي على قارعة الطريق محيّنة في كلّ آن و اقرب إلي القارئ أو المتابع من حبل الوريد ، بالإضافة إلى صعوبة مجاراة ذاك النسق من تواتر الأخبار السهلة في انتشارها الكترونيا باعتبار انتفاء الحدود الجغرافيّة بداخل هذه القرية المعولمة التي صرنا نعيش فيها و على وقعها ، الورقي إذا في هذا المضمار عجز على المنافسة مما دفع الإشهار أيضا الذي تعيش منه اغلب المؤسسات الإعلامية الورقيّة إلى توّجه هو الأخر إلى الالكتروني باعتبار أن أهدافه في امتلاك السوق أوسع و أيسر .
و لكننا كقرّاء أو كتّاب لا ننفي البتة علاقتنا الحميميّة بالورق و الإصدار الورقيّ برغم هذه الأزمة التي نعيش على وقعها ، و لكن أمام هذا الوضع لم يكن ممكنا أن نقف مكتوفي الأيدي خاصة مع وجود بدائل ممكنة ، و البدائل طبعا تتعلّق بالانخراط في الإعلام الالكتروني الذي يصفه البعض أيضا بالإعلام البديل حينما يرتبط بمشروع عضويّ كمشروعنا في تجربة موقع "أنتلجنسيا للثقافة و الفكر الحرّ" وهو موقع الكتروني فكريّ تنويريّ تونسيّ أطلقه كاتبه هذه السطور – الشّاعر التونسي جمال قصودة – في يناير 2016 و انخرطت ثلّة من الطاقات الشبابية المؤمنة و المتطوّعة فيه و التفت حولنا كوكبة من الكتّاب العرب بهدف واحد معلن وهو جعل الثقافة خبزا يوميا لجميع الشرائح الاجتماعية ، هذا المشروع ما كان لينجح في غياب الدعم و بلا إشهار لولا الإيمان الذي تسلّحت به الهيئة المشرفة على الموقع لأنها منذ الانطلاقة انخرطت في مشروع عضويّ لا أهداف ربحيّة له ، و لان المشاريع التي لا تحمل في تربتها بذرة التطوّر تحكم على نفسها بالبوار و الاندثار كان من الطبيعيّ أيضا أن تتطوّر تجربتنا نحو إصدار أوّل عدد تجريبيّ من "مجلّة أنتلجنسيا " وهي مجلّة الكترونيّة شهريّة تنويريّة تسير في نفس مجرى الموقع الملتزم بتقديم ثقافة تقدّمية منغرسة في واقعها ، منطلقة من همومها و منفتحة على المنجز الفكريّ و الإبداعي الكونيّ فكان القرار في هذا العدد الأول أن يتناول تجربة المفكر و الروائي الفرنسي " البير كامو" لتعرية ما استبطنه من ثقافة كولونيالية استعمارية و لتسليط الضوء بمقابل ذلك على مكامن الجمال في تجربته الإبداعية ، تضمن العدد 40 صفحة أمّن موادها و ورقاتها كاتب هذه السطور ، و "الدكتور عمر بن بوجليدة " و بشكل اكبر "المترجم الدكتور سعيد بو خليط " من المغرب و" الكاتب التونسي رياض عمايرة " ، و سهر على التنفيذ و الإخراج كاتب هذه السطور ، و لان المجلّة شهريّة فلقد حدد موضوع العدد القادم نوفمبر /تشرين الثاني مسبقا و أعلن عليه في العدد الأول من اجل استقبال المشاركات التي ستحتفي بتجربة المبدع و المناضل الفلسطيني غسّان كنفاني .
جمال قصودة
و لكننا كقرّاء أو كتّاب لا ننفي البتة علاقتنا الحميميّة بالورق و الإصدار الورقيّ برغم هذه الأزمة التي نعيش على وقعها ، و لكن أمام هذا الوضع لم يكن ممكنا أن نقف مكتوفي الأيدي خاصة مع وجود بدائل ممكنة ، و البدائل طبعا تتعلّق بالانخراط في الإعلام الالكتروني الذي يصفه البعض أيضا بالإعلام البديل حينما يرتبط بمشروع عضويّ كمشروعنا في تجربة موقع "أنتلجنسيا للثقافة و الفكر الحرّ" وهو موقع الكتروني فكريّ تنويريّ تونسيّ أطلقه كاتبه هذه السطور – الشّاعر التونسي جمال قصودة – في يناير 2016 و انخرطت ثلّة من الطاقات الشبابية المؤمنة و المتطوّعة فيه و التفت حولنا كوكبة من الكتّاب العرب بهدف واحد معلن وهو جعل الثقافة خبزا يوميا لجميع الشرائح الاجتماعية ، هذا المشروع ما كان لينجح في غياب الدعم و بلا إشهار لولا الإيمان الذي تسلّحت به الهيئة المشرفة على الموقع لأنها منذ الانطلاقة انخرطت في مشروع عضويّ لا أهداف ربحيّة له ، و لان المشاريع التي لا تحمل في تربتها بذرة التطوّر تحكم على نفسها بالبوار و الاندثار كان من الطبيعيّ أيضا أن تتطوّر تجربتنا نحو إصدار أوّل عدد تجريبيّ من "مجلّة أنتلجنسيا " وهي مجلّة الكترونيّة شهريّة تنويريّة تسير في نفس مجرى الموقع الملتزم بتقديم ثقافة تقدّمية منغرسة في واقعها ، منطلقة من همومها و منفتحة على المنجز الفكريّ و الإبداعي الكونيّ فكان القرار في هذا العدد الأول أن يتناول تجربة المفكر و الروائي الفرنسي " البير كامو" لتعرية ما استبطنه من ثقافة كولونيالية استعمارية و لتسليط الضوء بمقابل ذلك على مكامن الجمال في تجربته الإبداعية ، تضمن العدد 40 صفحة أمّن موادها و ورقاتها كاتب هذه السطور ، و "الدكتور عمر بن بوجليدة " و بشكل اكبر "المترجم الدكتور سعيد بو خليط " من المغرب و" الكاتب التونسي رياض عمايرة " ، و سهر على التنفيذ و الإخراج كاتب هذه السطور ، و لان المجلّة شهريّة فلقد حدد موضوع العدد القادم نوفمبر /تشرين الثاني مسبقا و أعلن عليه في العدد الأول من اجل استقبال المشاركات التي ستحتفي بتجربة المبدع و المناضل الفلسطيني غسّان كنفاني .
جمال قصودة
تونس
رئيس التحرير مجلة و موقع أنتلجنسيا
رئيس التحرير مجلة و موقع أنتلجنسيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق