اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة في القصّة القصيرة جداً " تربيع " للكاتب عصام الشب ... بقلم د. زهير سعود

قراءة في نصّ مظلوم:
 (تَرْبِيْع صنَّفونَا إلى ثلاثِ شُعَبٍ، آثرَتْ الأولى الطَّرح، أشادتْ الثانية بالجمع، هلَّلتْ الثّالثة لِلضرب. رَقصتْ القِسمةُ على شَفيرِ الجذور .. عندما وَحَّدوا المقامات).
ليس من حق الكاتب أن يملي على القارئ ما يريده كيفما اتفق، وليس من حق القارئ أن يفهم كيفما شاء. النصّ الأدبي الرمزي رسالة أراد به كاتبه إيصال فكرة عبر الصورة التعبيرية التي
حملت فكرة الكاتب، والقارئ لا يبني تصوّره عن النصّ وفهمه له من خلال علاقة خاصّة بالكاتب (قل ماذا تريد؟). هذا يعني أن النصّ بنية مغلقة تضمنت مفرداته اللفظية ونسقه الكتابي دوال ووحدات دلالية ينبثق عنها المداليل والمعاني. ونصّ القصّة القصيرة جداً حوى عنواناً لا يكشف النصّ (بالتأكيد) لكنه دال عليه، وتضمن إشارة لمعنى النصّ بعلاقة خفية تبيحها معاني اللفظ الدلالي أو الصلات النسقية للسرد، فيما تضمّنه من شروح حملتها ظلال التركيب اللغوي الخاص، وفي خاتمة نصّ القصة القصيرة جداً ثنائية التأويل والتي تبيح القراءة السطحية والعميقة للنصّ، ما يبعث لارتكاس الدهشة والارتباك والصدمة... دعونا نتأمل النصّ الذي حمل عنوان تربيع إذاً، ولنبدأ بقراءة منفتحة على تنوّع التأويل (دون عصبية الاستحسان أو الرفض).. تربيع لفظة جمعها ترابيع مصدر ربّع أي ماكان مربّعاّ ( تربيعة الوجه.. إشارة حميدة ) وتربيع القمر شكله في الربع الأول والثالث من الشهر القمري.. ( إشارة حميدة ) والتربيع في الزراعة السقية الرابعة ( إشارة حميدة ) والتربيع في اللغة الرياضية هو العدد مضروب بنفسه ينتج عنه عدداً أكبر، ولو كان العدد سلبياً فتربيعه يصبح إيجابياً ( إشارة حميدة )، بقي في معنى اللفظ تربيع الدائرة وهو إشارة لمسألة لا حلّ لها، ولعل الكاتب أراد لفكرته أن تتسلل تحت هذا المحتوى الدلالي فما بقي هو اكتشاف الصلة والسنن في وحدة النصّ(الشرط الجوهري لاعتماد السرد نصّاً ).. فلنذهب إلى جسم النصّ والذي بدأ بجملة (صنّفونا إلى ثلاث شعب) صنّف: قسّم ورتّب في نظام، قسّم إلى طوائف تبعاً لنواحي مشتركة ( تخصّ الشعب ـ ولفظة النصّ صنّفونا تشي بإحالة لغائب قام بتصنيف جماعة بشرية إلى ثلاث مجموعات (شعب) ومن خصائص المجموعات أنها شعب والشعب فروع من أصل، فالموضوع تقسيم الجماعة لثلاث جماعات لها أصل واحد (ربما كان التصنيف حميداً وربما رديئاً.. هذا ما يقودنا لمعرفته بيانات النص). هكذا مهّد الكاتب لنصّه فماذا أضاف لإكمال الحكاية؟.. ( آثرت الأولى الطرح )؟.. آثرت مصدر إيثار وآثره جعله يتبع أثره ولفظة الإيثار خلوقة تذكرنا بالآية ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) حشر٩، الطرح أخذ كمية من كمية أخرى وهي لفظة تستخدم للخلاص من الفاسد كطرح الفضلات أو تشي بالخلاص من بعض أفراد الجماعة (الشعبة)، فلا وجود لاشتباك بين الشعب ذات الأصل الواحد ولم نكتشف (حتى الآن على الأقل) ما يوحي لمن صنّفونا بفعل ماكر استهدف النزاع، فالتصنيف والشعب والتربيع أفعال لا تملك إشارات النزاع، والتصنيف جعل كل شعبة قائمة بذاتها تمارس أفعالها الخاصّة تبعاً لبيانات السارد الذي ربما أخفى أمراً ( تطلقه قفلة النصّ فتعيدنا لقراءة جديدة، هذا من إبداع هذا الفن اللغوي ). الجماعة المصنّفة هنا تؤثر الطرح وتكسب ثواب الإيثار (رسخ بالذاكرة التطهير الذاتي والخلاص من الفساد ).. هذا عمّقه ماسبق وتلا من النصّ.. فلنكمل (أشادت الثانية بالجمع) أشادت رفعت وأعلت ونوّهت، بالجمع وهو إضافة شيء إلى أخر، فهذه الشعبة تعلي شأن الوفاق وتجمع فلا تطرح وفعلها أقوى من الإيثار الذي أشار للوهن، فالغلبة للجمع وفي لغة السياسة كفى الأقوام شعبة من ثلاث شعب تشيد بالجمع حتى يأتلف الجمع ولكننا هنا أيضاً نرصد شعبة مصنّفة فهي مستقلة عن غيرها بخصائصها التي اشترطت التصنيف. لنذهب مع السارد إلى الثالثة (هلّلت للضرب) هلّل: ابتهج وفاض سروراً، الضرب مسّ بعنف وأصاب وصدم.. هذه الجماعة مغتبطة للصدام الذي جعلته مهنتها فهل أرادت ضرب أعداء الأصل الذي صنّفت منه الشعب أم لعلها منشغلة بالصدام الذاتي وكيف لها أن تهلل وتغتبط؟. نحن مدركين في تقويمنا للعمل القصصي أن نصّ الكاتب أوشك الصدم فقفلة النصّ باتت خلف نقطة النهاية. وبها سنعيد ترتيب حساباتنا بطرق مغايرة، والنص حتى الآن جعل للتربيع ظلاً ظليلاً فالغائب الفاعل صنّفنا لشعب ثلاث اختصت الأولى بالطرح دون اشتباك فهي خصلة التطهير؟.. والثانية بتجميع القوى؟.. والثالثة بالضرب الذي ربما عنى صراعاً داخلياً أو اختصاصاً بالدفاع عن الأصل الذي نشأت منه الشعب؟.. ( رقصت القسمة على شفير الجذور.. عندما وحّدوا المقامات )..!!.. ماذا فعلت يا صديقي الكاتب الرائع؟. لعمري كان النصّ جميلاً وهو محبوك بعناية فائقة فلم تنقصه سوى لمسة الحركة الرابعة ليشبع بفكرة التربيع الذي عنى دائرة مستحيلة الحلّ، وهل لأزماتنا حل؟. وهل من تدّخل في تصنيفنا لشعب ابتغى حلّاً؟.. كانت اللمسة المنشودة تبعد الإيثار عن الطرح والإنشاد عن الجمع وتحيي اشتباكاً بين الشعب لم نعثر على إشارة له في فضاء السرد. كنت أترقب الخاتمة التي صعب عليها (الانفراج) فماذا أضافت دهشة القفلة وهي فعلاً (صادمة)؟. قدّم الكاتب النتيجة على المقدمة وهذه تقنية بلاغية جميلة مضافة لجمالية السرد من حيث خلوّه من الأغلاط النحوية وحقق إيقاعاً شاعرياً جميلاً وجملاً سردية اتصفت بفعلية الجملة وقصرها، كما ضبطت فيه الحبكة لإذكاء التوتر وتفعيل الحركة. ولكن ضاعت الفكرة بسبب عدم دقة اختيار الألفاظ وهذه الخاتمة (عندما وحّدوا المقامات). استخدم الكاتب ببراعة اللغة الرياضية في نصّه وحمّلها رموزاً اجتماعية وسياسية لكن براعته لم تحقق الفكرة المبتغاة من النصّ بسبب غياب إشارة النص للاشتباك بين الشعب وهذا كان بالإمكان بلوغه فيما لو ترك علامة الحذف بعد استعراضه حال الشعب المصنّفة ليترك لنا فضاء التأويل بإضمارات النصّ، أضف لذلك أن خصائص الشعب لا تشي بالخلاف وخصالها حيادية ما دامت خارج تفعيل الأزمة بينها (فالتصنيف لشعب إنما يقوم على سمات تخصصت بها الشعب). يبدو أن استخدام اللغة الرياضية الذي ضغط على حبكة السرد أوقع النص بالابتعاد عن مشروعه وأفشل النصّ في إيصال مبتغى الكاتب. توحيد المقامات عمل رياضي لازم لإنهاء العملية الحسابية التي تتضمن الكسور وهي ليست فعلاّ يشي بانقلاب الوجهة ومنح منطق دلالي نقلب فيه ما قادنا إليه السرد الذي جاء وصفاً غنيّاً بالرمز الرياضي والاجتماعي (دون ثنائية التأويل) فالفعل الإيجابي بتوحيد المقامات والذي يشير لتوحيد الوجهة الدينية والفكرية والرياضية جعل قسمة الأصل والشعب المصنّفة ترقص طرباً على أطراف الجذور التي عنت (الأصالة والثبات والرسوخ). وهذا جعل النصّ حكاية مرمّزة ذات بعد أحادي، والجذور فقدت الدلالة للموروث الفاسد بل هي أساس أصالة (ساقها السرد). لو أنهى الكاتب نصًه (بنقاط الحذف ثم رقصت القسمة من وقع الجذور).. لأعاد إلى نصّه جذوة تجعله من النصوص المائزة في عالم السرد القصصي للققج. وجعل تربيعه للدائرة مع جذور فاسدة (مستحيل الحل). لماذا شفير وماذا أراد الكاتب هل القسمة وقفت عند حافة الجذور ولم تطل بعدها وامتدادها للقصد (أخذوا من التاريخ طرفه الفاسد ولم يوغلوا في عمقه) وربما تعمّد اللفظة للمقاربة بحافة الهاوية وشفير جهنم وكل ذلك رغم جمالية التشبيه والاستعارة لم ينقذ النصّ من أحادية الوجهة التي تلغي عنه الثنائية كركن هام من أركان الققج. القسمة تعني القدر والنصيب كما تعني باللغة الرياضية تقسيم الشيء لأجزاء متساوية، فالمراد تأكيد حال التشرذم الذي وصلت لها الجماعة (لكن كيف). النص رغم جمالية تقنيات الاستعارة وبلاغته ودقّته النحوية لم يحقق مبتغى الكاتب فلفظة تربيع التي قمنا بتحليلها لم تجد لها معبراً في فضاء السرد إلا في ذهن الكاتب ومن تعاطف مع النص باللجوء تارة للتأويل الرياضي وأخرى لإنتاج معان تطلقها الألفاظ من خارج نسق النص اللغوي. فتأويل النص كما أشرت إنما يقوم على إشارات أطلقتها البنية النصيّة، فعيوب النصّ يمكن تكثيفها بثلاث ركائز طالت أقسام الحكاية -انعزال العنونة عن مقتضيات السرد -اعتماد اللغة الوصفية وافتقاد الحبكة وإشاراتها لوحدة الحدث المنتج للثنائية -عدم انسجام القفلة وإنتاج التناقض الكتابي بين مرمى الكاتب وما أنتجه النصّ من دلالات عارضت مشيئة الكاتب.. مع ذلك وبمقارنة النصّ مع غيره فقد حمل محاولة جميلة لإشراك لغة الرياضيات ولغة علم الاجتماع في التأسيس لنص (ققج) ناجح، والحقيقة المؤسفة هو الميل الكاسح في نصوص المسابقة لاستخدامات مفرطة للرمزية دون اكتراث ببقية العناصر المهمة في إيصال فكرة ابتغاها الكاتب وأعتقد أن هذا الأمر جعل غالبية أعضاء لجنة التقييم يميلون للنصوص الواضحة ماجعل المحصلة العامة للتقييم ترفع بعض النصوص الضعيفة (إلى حد ما)، ولو كانت الأمور تؤخذ بالأهواء على ما استسهل به البعض إطلاق الاتهامات (غير المقبولة) فإنني شخصياً سعيت بنص الصديق العزيز (صاحب النص) إلى موقع الصدارة. وكما قال الصديق الدكتور محمد فنحن هنا لا نعامل النصوص بمشيئات تقييمية يلقيها البعض جذاف ومن أراد الحكم عليه امتلاك أدوات النقد والابتعاد عن ظاهرة الناقد المتطفل كما أفصح فراي صاحب تشريح النقد.. إن حديثي عن النصّ المظلوم إنما أشار لثلاث ظلّام له.. أولهما وأهمهما هو الكاتب ذاته، الذي لم يحسن حبكة السرد لاستقطابنا إلى عالمه التأويلي، وثانيهما المتحمسون من خارج المنطق التأويلي الذي تمليه شروط الربط الدلالي، ولا أخشى التأكيد بمفهومي الخاص لهذا الجنس الأدبي أن لجنة التحكيم لم تمنحه حقّه المستحق، وليس في هذا الإفصاح عيباً ما دمنا نتعامل مع عدد كبير من النصوص الترميزية، وما سجلته هنا هو وجهة نظر خاصّة أملتها رغبة الصديق العزيز (صاحب النص) في طلبه إبداء الرأي.. محبتي للجميع.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...