اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رواية "حرب الكلب الثانية " لـ ابراهيم نصرالله… بين اوديسا وغرنيكا

نادية عصام حرحش
استقبلت خبر جائزة البوكر لهذا العام ببرود شديد، نظرت الى كتب إبراهيم نصرالله المجمعة على أحد رفوف مكتبتي وقلت في نفسي: “كان الأولى أن تبذلي جهدا أكثر في محاولة إتمام ما لديك من كتب مجمعة”. كنت بالطبع أفكر بمكان للكتاب الفائز في مجموعتي، فالكتب تتزاحم على الرفوف، وتلك التي أحاول قراءتها وأتركها لأوقات قادمة تكثر .

جائزة البوكر السابقة التي حصل فيها عمل كاتب فلسطيني على
البوكر ،شكلت احباطا حقيقيا بالنسبة لي، جعلني أعزف عن انتظار ما يأتي من قوائم مرشحة ، وصرت بالحقيقة أحزن من فكرة وصول عمل ما الى البوكر.
وقلت في نفسي:” عمل آخر ، سيتم فرضه على عقولنا للقراءة والتهليل له، ونحدد من خلاله قيمة الابداع والادب، ونخط ذائقة عامة جديدة تفرض علينا التوجه في القراءة والكتابة نحو أسلوب وفحوى متراكمة باهتة لواقع تشوهه حقيقة يتم زجنا اليها.”
الا ان هناك التزام ما ، لا أعرف ماذا اسميه ، ربما يصبح حسي الوطني في هذا الشأن صبيانيا بعض الشيء ،فأجد نفسي في وظيفة مكرسة لدعم الفلسطيني، ايا كان. حصل على الجائزة ..فلنصفق وندعم ونفتخر….
             نادية عصام حرحش

هرولت لشراء الكتاب، وبدأت تصفحه بحذر وبلا اهتمام حقيقي. أنا قارئة “شريرة” في هذا المجال. مهووسة بعض الشيء (او الكثير) ،والقراءة بالنسبة لي عالم منفصل ادخل اليه من بوابة مختلفة ،انفصل فيها عن العالم وادخل في عالم ،اوزع فيه القواعد واطلق الاحكام وابدأ علاقات مع كتاب وشخصيات الى حد التماهي او العداوة.
أخذني العشرات من الصفحات لأترك انطباعي المسبق عن العمل، واعترف مجددا، ان حكمي على الكاتب ليس له اي سبب او مبرر ، هناك فقط ما لا يشد ذائقتك في القراءة في بعض الاساليب او اللغة ، بكل بساطة تختلف عن ذوقك العام ، فقد تكون هذه الاعمال عظيمة وتعجب الاغلبية بانبهار. وحظ ابراهيم نصرالله هكذا معي. فلو كان هذا الكتاب في قراءة عادية ، لتركته بعد الصفحة العاشرة ، وفي قراءة اعتبرها استثنائية كهذه كنت سأتركه بالصفحة الخمسين. عند القراءة اصبح انتقائية لدرجة مرعبة ، فما سيدخل كياني من كلمات يجب ان يدخل بعناية شديدةـ هوس رسمي ـ كنت اقرأ الصفحات الاولى محاولة ان يشدني الكتاب ، اخذني الى “العربي الاخير” لواسيني الاعرج ، ولم يكن مصادفة ، لأنني كنت أقرأها قبل أسابيع قليلة. ولكن هناك في ذائقتي ما يأخذني الى اعمال اورويل وماركيز وكافكا بصورة مباشرة ، ولا اعرف لماذا تتربع امامي اغلفة كتبهم عندما ابدأ بقراءات محددة. استغربت لوهلة تربع العربي الاخير امام المشهد الاورولي في صفحات الكتاب. وبتهكم قلت في نفسي: لا بد انها الموضة اليوم… و”العربي الاخير” يبدو اكثر اثارة في صفحاته المئة الاولى بكثير. بدأت بإطلاق الاحكام من خلال مقارنات متهكمة بين الكتابين وقلت ان ما يميز الاثنين هو محدودية الخيال. أعجب بخيال واسيني الذي يعبر بين الكتب المهمة ، ولكن هناك ما يوقفه في مكان لا يصل الى اورويل او كافكا . ابراهيم نصرالله ، كان عديم الخيال بالنسبة لي. شعرت وكأنني اشاهد فيلما عربيا مبني على سيناريوهات مركبة بممثلين بالكاد يعرفون التمثيل .
الا انني كنت قد دفعت ثمن التذكرة ، ولقد اغلقت بوابات العرض فكنت مضطرة للاستمرار بالمشاهدة…..القراءة.
بعد الصفحة الستين ، استسلم تهكمي ، وغادرت الحبكة من “العربي الاخير” . بكل تأكيد انها مصادفة ، ولكن أنصح بقراءة “العربي الاخير” لمن يريد ان يستمتع برحلة “حرب الكلب الثانية”.
تناثر العربي الاخير تحت ركام الزمن لأشعر بنفسي وكأنني احلق على ركب هومر و”الأوديسة”، ثم أتوه في سماوات دانتيه و”كوميديته الالهية” ،ويمر امامي ماركيز مع غانياته وتختلط الاوبئة ب”حب في زمن الكوليرا” وتتدارك الاحداث في تيه “مئة عام من العزلة”.
فنان مجنون يحمل ريشة ويخلط فيها الألوان وتخرج ملهاة تلهث بها كما يلهث الكلب في الحروب المبرمة باسمه.
حرب الكلب الثانية ، ملهاة إنسانية تأخذك الى أفق غير مرئية ، تخشاها وتهاب سطوتها على افقك المحمي بما تظنه من أوهام. مواجهة مرعبة مع واقع نتحول فيه الى اشباه، فأعداء. تحول من قبلية نتجمع تحت اسمها الى استنساخ لما نهواه او يستحسنه احدهم فيتحول الى عدو لدود. مرآة ينظر فيها المرء الى نفسه فلا يعرف ان كان هو الاصل ام النسخة.
لوحة فنية بملهاة أدبية ، بيكاسو في اعمال متداخلة ،تشكل جدارية أبدع فيها ابراهيم نصرالله ، “المرأة الناحبة” ،”العري، الاوراق الخضراء” ، “فتاة أمام المرآة” ، ” رأس امرأة” وعمل تلو العمل في وجوه بيكاسو العجيبة ،لتنتهي بجدارية “غرنيكا” …..
ما قدمه ابراهيم نصرالله في حرب الكلب الثانية لوحة أدبية …تستحق الاحتفاء .
وما قدمه من خيال يختلط فيه الواقع أكد لي ان خيالي بلا شك محدود…او بالاحري معدم.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...