تلمع مع شعيعات الشمس
أولى أيام الربيع
يداعبها الريح
ما عرف أن يكون عاصفة شتاء
أو نسيم صيف كسيح
هبت الريح بل عصفت
فبعثرت الكلام
وكسرت براعم الوريقات
كان أملها أن تنمو
أن تثمر
أن تظلل وقت الهجير
قتلت على حافة الولادة
قتلت بريح عاتية صفادة
مسكينة أنت يا وريقات التوت
خلقك الرب لتعيشي وتثمري
فكسرت،ورميت،وبعثرت
وذللت بوطأة الورى على الثرى
سقطت الوريقات !
ولكن الغصن عليه العشرات
قاومت الريح
قاومت القاتل المتلون
فوهبت الحياة
وهبت النماء وهبت العطاء
ستثمرين توتا أبيض
وتملأ ثمراتك الأرجاء
وأنت يا صانع الكلام
يا ماهرا..يا حالما..
يا صاحب البيان!!
فما أنا إلا ورقة من الوريقات
قاومت الريح والعقبات
كفاك تلوينا
كفاك ترصيعا
أريد إحساسا ينبع من حرفك
أريد موتا على شفتيك
أريد ضمة تكسر وثنية حبك
أريد حرية تبيد عبوديتك
في الوجدان
أريد قلبا نابضا ووجدانا مفعما
بالأمل والود والحنان
أريدك سحابا ممطرا يروي كل ظمإي لا جهاما
أريدك أن تعبد لي طريقا إلى قلبك
أريدك أن تقطع لي شرايينه
عرقا،عرقا
أريد أن تفنى لأعيش فيك
أريد أن تضمني فلا أراني ولا أراك
أريد أن أعشق ذاتي فيك
أريد أن أفنى في جسدك
أريد..وأريد.. وأريد
أريدك أنا .. وأنا فيك
أريد أن أصحو وأنام في إحساسك
أريدك كما أريد
فهل تستطيع أن تكونني وأكونك
يا صاحب البيان وصانع البديع؟؟!!
فاطمة السنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق