مازلت ُّأحن إلى المستحيل
كلما رأيتك بذلك الحضور والبهاء
يومها مررت على عجل
في ذلك الدرب الطويل
أتفقّد غصناً هجر
قصفته الريح فانحنى بلا أحباب
ودّك الذي منح الطفولة والشباب
فيضَ اﻷمل
رسم تجذر في المقل
أخفيته في الذاكرة الرعناء
لم أنطق الوجع
لتبقى شريان النبض في الصدر
تسكنني سراً في أنايَّ بلا دليل
*********************
في حضرة العزاء
تبادلنا السلام على وجل
جمعنا القدر لنتقاسم الحزن والنظر
حلماً أحيا في قلبك نشوة اللقاء
أيقظك النسيم العليل
من غفوة في صحراء عجاجها الرمل
حين اغتلت شجر النخيل
******************
أحن إلى المستحيل
والمستحيل لن يعود
موت جلل
يقتل اﻷحلام ويأكل أعمار البشر
يسدل ستائر اﻷمس
على نوافذ العمر
كل شيء يقول: إني أسكنك
منذ الصغر
معاً كنا نلهو على رصيف المساء
حضورك ماء يمنحني الصبر
ﻷحيا وردة تعشق المطر
أريد أن أنسى فكيف السبيل؟
يراوغني طيفك على شرفات الفجر
فأركب اللجة العمياء
أتحدى أمواج البحر
حدسي يخبرني أن الحب لا يموت
يظل يناجي الخليل للخليل
********************
أعرف أنني أعابث القدر
فالمستحيل خنجر لئيم يطعن الظهر
حين يغفو الفقر على اﻷبواب
لغير الله ما اعتدت الانحناء
سأحزم النسيان تحت ضوء القمر
وأنحر الملل
وأعشق البديل
وأرتدي ثوب الرحيل
لتغدو حجرات القلب خلفك جوفاء
وأمشي مع الراحلين في موكب الحشر
يوم الحساب في وطن قتيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق