اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

طَرَقَات | هُدى محمد وجيه الجلاّب


ثلاث طرقات سريعة
تجعلني ألتفّ بمنشفة صغيرة وأهرع كي أفتحَ
الباب الخارجي
لا أحد كمَا يبدو في الحارة الضيقة في هذا الوقت
المُتأخر مِن الليل
أشعرُ بتيار هواء بارد يلامسُ أطراف جسدي
وتسيطرُ الأنفلونزا اللئيمة
لا تنفع الزهورات الشاميّة ولا أكواب الليمون مع الماء
والسكر ولا حبوب البنادول
في المطبخ الضيّق وأنا أغلي الشاي الأخضر

أشعرُ كأنّ أحدهم وراءَ كتفي اليسرى أستدير بلهفة
لا أجد أيّ مخلوق
أدخلُ غرفةَ الجلوس التي باتتْ مَخدعي في الوقت ذاته
حيث أنّني هجرت غرفة نومي منذ سنين ولا أدري السبب
أستغربُ ما يحصل معي أشعرُ بلهاث يقترب وأنفاس باردة
أتجاهل وأخشى أنْ أخبرَ أحدهم ويظنّ أنني أطفقُ المشي
على درب جنون
أحاولُ أنْ أستدرجَ أشياء قريبة إلى نفسي
أبدأ بقراءة رواية كتبتها منذ سنين خلت قصر الجان عنوانها
بعد عدّة سطور مُرتجفة ثمّة شيء قال لي أنّني أغوصُ أكثر
في لجّة أهربُ مِنها
أتذكّر صديقتي ماري
حدثتني ذات مرّة عن طنين في أذنيها وذهبت إلى طبيب نفسي
ليخبرها أنْ تطلع مِن الأمر وتبتعد عن الوحدة وتخرج
إلى السوق مثلاً
سألتها ماذا بعد
قالت ضاحكة راحَ الطنين يا غالية وبقيت عادة التسوق
وهذا يخرب بيتي لأنّني لا أجمع المال هذه الأيام أصرف وأصرف
وأضطر إلى الدين مِن بعض صديقاتي
- لا يا عزيزتي أنتِ مًخطئة لا تحلمي بالمال مِنّي أنا على الحديدة
تضحك مِن كلامي وبساطة الرد الصريح وصدق يحتل مساحات صافية
سافرت ماري إلى أمريكا مع زوجها وأولادها
منذ بداية الحرب كأنّ الأيّام تجعلنا ننسى
كيف استطاعت أنْ تنساني
أحاولُ أنْ أستعيدَ نبضَ الحاضر على الرغم أنّه يحملُ الكثيرَ
مِن ألوان المُعاناة وصوت قذيفة يجعلني أعود مُرغمة
يا الله الصوت قريب الله يحمي الجميع
الضربة الأميركية كانت كافية لزرع الكثير من الحزن
في القلوب غداً عيد الشعنينة أخشى أنْ تنهالَ القذائف
على باب توما لا سمح الله لا أدري لماذا يحصل ذلك
أتمنّى أنْ يمرّ عيدهم بسلام وفرح
حرام والله ما يحدث على هذه الأرض الطيّبة
أحاول النوم ويرجع الهاجس
ثمّة مَن يُرافقني حتى خفق القلب مَن تراه يكون
تطول ليلتي كالعادة وعبث يجول وهواجس تتطاول
لتنال مِن أعصابي
أين أذهب مِن تلك الرأس ومِن سيل الأفكار الجهنميّة
صوت رصاصة بعيدة وعبق خوف
أتخيّل أمّي على سجادة الصلاة وسط هذا السَحَر
تصلي قيام الليل وتتهاطل دعواتها للجميع
ترتاح نفسي قليلاُ
تأتي رسالة مِن صديقتي في ألمانية
أعود إلى وقت طلبت مِنّي مرافقتها وألحت كي أسافر معها
أخبرتها أنّني لن أترك الأرض التي دُفن فيها أبي
سأموتُ في دمشق يا غالية وحده ترابها الزكي يستطيع
أنْ يحتويني
يدعني أهدأ كي لا تهيم روحي في الكون مُعذبة
كثيراً سمعتُ عن أرواح لا تصعد إلى السماء
بل تبقى غاضبة
الطرقات السريعة تعود تعانقُ صخبي مِن جديد
لكن ليس على الباب هذه المرّة
تموج في دهاليز رأسي ليقشعر كامل جسدي
أحاولُ الهربَ مِن تلك الحالة إلى قفصِ حلم يُنسيني
لكن أين يختبئ النوم
هيهات أنْ أغمضَ وتلك المُخيّلة العفريتة تحكمني
على الأخص مع الظروف الصعبة التي تُزيد الاضطراب
وتبعد عن السَكِينة
أشعرُ بالخزي والبلاد تسيرُ على درب لئيمة
كيف للكراهية أنْ تنتشر كالوباء مَن أوصلنا إلى هُنا
على صوت رصاص نصحو بعد غفوة قصيرة
ما القضيّة
وعينا على قضية فلسطين والعدو واحد هو إسرائيل
كثر الأعداء حولنا وقضايا جديدة مجهولة
ألف رواية ورواية بين الخلق تدور
يواصلُ الخداع والتضليل لنتوه حتى عن الجغرافية
والتاريخ والدين وأنفاسنا المُتهالكة المُتقطعة
أصوات بين الأرض والسماء وكثيرون ينتابهم الحذر
الصبر يكاد أن يخرج عن عقاله
كلّ لحظة تروح تترك خلفها حسرات وصفحات تُغرق الوقت
في ضياع
أروح أرمقُ أثاثَ الغرفةِ الشاحبة
السرير المُنفرد وغطاء الصوف البُني
نافذة على يميني مُغلقة مع ستائر طويلة خضراء
وتحتَ قدمي طاولة الكمبيوتر القديم لتنضيد ما يخطر
على بالي مِن مُواويل وأناهيد
على يساري طاولة صغيرة مُتخمة بدفاتر وكتب
وأوراق مُستنفرة مُتطوعة لنسج ما أريد
قصص حولي تطوف وأغنيات وطيف جميل
يا للغرابة كنت في ربيع مضى أحلمُ بكوخ صغير
وسط غابة خضراءوبموقد خشب وأريكة عريضة
وطاولة عليها كوب واحد
يشرب معي رجل يسكن ضلوعي ولمْ يطأ أرض واقعي
المكسور
أصفف شَعري أمام مرآة تخبرني أنّني لازلت جميلة
وبأنّه يليق بي الفستان الأحمر المشغول بخرزات زمرديّة
أجهزُ الطعامَ وأضعُ شمعة صغيرة و وردة جوريّة
وصحن واحد لنأكل منه معاً بلا ملاعق ولا مناديل بيضاء
جميلة هي الحياة فاتنة رافلة بالفرح في مخيلتنا التي خلقها اه
وما أبشعها على أرض تتدمر يخربها الحقد الأسود
إلى درجة الغثيان يأخذني عذاب
أحدقُ بالسقف أراه يُشبه الكثير مِن الناس يُراقب فقط
وهو بكامل بلادته يحجزُ نظرات النجوم
ومُداعبة النسمات القادمة
أعيدُ ترتيبَ الفصول في ثنايا رأس مُتعبة
أفتقدُ ألوان الربيع الفتيّ
وزقزقة عصافير ولا تفتأ تحاصرني أعاصير شتاء
يتسلل الصقيع إلى روحي
كانَ هُناك العديد مِن الفرص وضاعت وسط ازدحام
وأصفاد عتيقة
أغمض عينيّ أسمع الطرقات الثلاث
أتحايل على نفسي وأدندن تحتَ غطاء الظلام
أستدرج الأغاني القريبة إلى روحي
ولحن سمعته وأطرب أوصالي
أصرفُ انتباهي إلى ركن بعيد ويخطر على بالي
عيد الغد وتتفجر أعماق بين خوف وأماني
أطفال صغار وبراعم زهور و وريقات
تركن جانبي تغرق بدموع وإصرار يسأل
عن صباح
هواء يدفع الباب فترتجف ورقة بين يديّ
وأنهض كي أنضدَ ما صنعت تلك الليلة الطويلة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...