حينَ مررتُ منْ هُنا
كُنتُ في ولادتي الأولى
عُذريٌّ أنا أيُّها الربيع
شعريَ الأسودُ يُعانقُ ثغرَ الفجر
لمْ أكترثْ لما قالَ القمر
ورُبّما لمْ أع تمتمات منْ ضجر
ناقتي تحترِفُ السفر
وزلزِالٌ صغيرُ المُنحنى
مُتعرِجَ اللحنِ
يغفو بجانبي
يعتلي هُدُبي الطويل
بينما تركبُ الموجَ تلكَ الصغيرةْ
كنتُ أُحاوِلُ رَسْمَ لوحتي
أنسجُ على نواصيها
بقايا شتاتِ ضفيرتي
تمرّدتْ للتوِّ على لُغتي الضفيرةْ
أتى الخريفُ مُنْهَكاً
منْ سفرٍ وتجوالٍ بعيدِ الأمنياتْ
رمى جمْرَ حقيبتهِ
في جُعبتي ...
واستدارَ للنومِ منِ وجَعِ السفر
على ذاتِ الحصيرة ...
كانَ الربيعُ يبكي
تشظَّى كرصاصةٍ حَمقى
أطلقَها سيدي الناطور
سَمِعَ هسيساً في الأفق
فأعتنَق الخوفَ المُنتظر
تأبّطَ بُندقيةً مُعوجَّةَ القصَبةْ
ثُمَّ عادَ لسريرهِ المُعتادْ
حينَ مررتُ منْ هُنا
كانَ خريفي نائماً
والنجمُ يلهو بغيمةٍ بيضاء
اِنتحلَ صِفَةَ العاشقِ المجنون
قضى وِطْرّهُ مِنْها
ثُمَّ استقالْ ...
كما استقالَ منْ زمني المُحالْ
رَشقْتُ النهرَ ببعضِ ماءٍ
ضَجَّ بالضحكِ النهرْ
هلْ قُلْت شيئاً لا يُقالْ
يعزِفُ الفلاحُ بِفأسهِ
لحْنَ الغروبِ ... والغيابْ
لا تُكثرْ اليومَ العِتابْ
يصحو الخريفُ منْ سباتْ
واستدارَ مرّةً أُخرى
حينَ مررتُ منْ هنا
كانَ الخريفُ شيخاً
والشتاءُ يلحِتفُ الضبابْ
صَرخَ الفلاحُ بلحنٍ كالسرابْ
جاءَ للتوِّ المطرْ ... جاءَ للتوِّ المطرْ ...
--------
وليد.ع.العايش
2/4/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق