لم يزل أهل الله تعالى يكتبون في مذكراتهم عن بهجة الحب في سلوكهم الفردي و معراجهم الروحي.
وتجد ما يبثونه في صحفهم عن معنى الختم و الكتم و الستر و الإفشاء و الفيض و المدد والعلم و الفهم و السر و الكنه و الروح و غيرها من الكلمات.
من كتب عن هذه المعاني انتقل إلى ما لم يتعارف عليه أهل اللسان العربي ، متجاوزا حدود الاستعارة و الكناية و المجاز ، ومن المحدود على مستوى الحضرة و الوجود و المثال ، إلى اللا محدود في الأسلوب.
تكون الرمزية سيد الموقف.
والطي في الزمان و المكان هو المحتد للقلب و العقل معا.
ما تجده في ترجمان الأشواق للشيخ الأكبر ، والطواسين للحلاج ، وما في ثنايا أشعار مولانا جلال الدين الرومي ، وما نسجه في حلل بديعة ابن قسي رحمه الله تعالى ، ينحني له العقل و القلب ، وتجد يبنك وبينهم بونا شاسعا ، وحدودا و فرقا لايسع المرء إلا إجلالا و إكراما و تأدبا مع حضرة هؤلاء القوم قدس الله أسرارهم.
تظل الإشارة و الأيماء و البوح عما يخالج الروح من المعنى ظاهرا و باطنا يتدفق في فوضى و في نظام منذ بدء الحرف في ظاهره ، وماله معنى في الباطن ، وما يشع منه من الفيض.
كان التوحيد المعين الصافي الذي لا ينضب جائت به الرسالات إرشادا للخلق ، وكان البرهان القلبي و العلمي و العقلي سراجا لكل موحد.
لكن شهود التوحيد لايتأتى إلا بالإرشاد النبوي ، و التلقين القلبي ، عن طريق الذكر و المجاهدة و المعاينة و ما يبثه الولي المربي عن طريق التلقيح النوراني المباشر بالصحبة و المخاللة ومد اليد هو المفتاح.
لا يشع التوحيد إلا بإكثار الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم ، تكون الصحبة القلبية في كل يوم اتباعا و ا قتداءا وو لها باسم الحبيب صلى الله عليه وسلم ، لذ لك تجد ذ لك التعظيم و الحب و الإفراط في محبته صلى الله عليه وسلم و إجلالا لذاته النبوية.
نسال الله تعالى أن يرحمنا آمين.
بث الفؤاد شوقه في ليلة ....... يدنو رويدا في حنين راحلا .
نحو المرام شاكيا لعاشق ....... ذكرى حبيب بالسوى منازلا .
لسيره نحو المنا حنانه ....... لخاتم روى القلوب ناهلا .
من حضرة ذاك الرضا مدامة ...... صهبائها في مجلس مد للا .
حارت بوصف فالرجا في حسنه ........ رقراق شرب بالليال قائما .
يتلو سميا ناعيا حجابه ....... عند الشراب للكؤوس ناهما .
وحاضرا بعقله و صاحيا ....... سوى الجهات باتحاد ناعما .
يرى سليلا ناصرا متبوعه ... مقدما عند المسير راحما .
سال الهيام من معين مشرب ..... فواح عرف بالوصال حالما .
أفشى الفيوض فالحكيم ترمذ ا ...... جال المعاني للعلوم كاتما .
لكن كشوف أبرقت في ليلة ...... فزلزلت في سابحات أنجما .
فأبلجت لتزدهي في غيوبها ...... عند الحضور نائرات سلما .
محمد روى وحيد غربة ...... يرنو لباب في سرور مغنما .
يرقى لأنس منشدا صفوه ...... وغارقا في زاهرات بلسما .
ما غردت في أفقها طيوره ..... تشدو قصيدا للفخار مسلما .
وناصرت في عزمها قدومه ..... ترضى جليلا بالهجير ملهما .
ظلت بستر كاشفت بوادها ...... حار المحب بالسما مكرما .
يشكو لصاح قرحه مغالبا ...... تلك الرزايا بالعطاء مغرما .
مستبكيا حبيبه بناشئ ...... مستعبرا تلك الدموع نادما .
لتاليات ذكره بخفية ...... لسامع سر الطريق معلما .
منزها في خطوه موفقا ...... وسالكا سبيله مؤمنا .
يرى ضياءا شامخا بعزمه ...... لما سمت عند التلاقي محسنا .
جواهرا في عقده تفتقت ...... من جرحه تغري منيب قرننا .
بخاتم في خفية ستنجلي ...... غذا بلاءا ماكثا بحزننا .
فآصرت في صحبة أجيالنا ...... تبر الخلاص أبرقت بحسننا .
آمال عهد مشرق بغربنا ...... جال الزمان باكيا أتراحنا .
عزائم في كنههم تدفقت ..... مثل العصوف أغربت بشرقنا .
قالت بملء صوتها في حيرة ..... أين المحب هاجرت أفراحنا ؟.
في حبكم كنت الحزين والها ...... تصفو بليل هانئ آمالنا .
تصوفا طريقة ومسلكا ...... بحكمة هزت لبيبا وصلنا .
في أحمد عشت الشروق ذاكر ا ...... اسم المسجى يثربا لهافنا .
في وصفه حار القصيد مبكيا ...... وسانيا جروحه بذكرنا .
حكومة تسترت في غيهب ...... و أينعت بسره مظاهرا .
موفقا بأ سوة في مهيع ...... وغارقا في ذكره مهاجرا .
قالت لصاح مرتجى مديحه ...... عند التجلي كاشفا ستائرا .
إفشاء عهد مقتلي قريره ...... إبرام أمر ثاويا مناصرا .
إحرامه بمكة مسدد ..... و ناضحا بصدقه مشاعرا .
هزت مليكا ساجدا في موضع ..... بين السماء أرضنا مكبرا .
توحيد ربي في عميق كنهه ...... لبى نداءا بالعزيم ناصرا .
تجريده إرادة ليل الفنا ...... في سجدة تحجبت شعائرا .
نواشئ من لفحها للآ لئ ...... لطائف من قلبها منائرا .
لأنت دخري محمد شفاعة ...... يوم اللقاء بالسلام نائرا .
حيران فهم ناصبا موحد ا .... ليل هجر بالوصال غامرا .
ولم تزل في عشقكم مغرد ا ...... إيناس فتح راقيا مستغفرا .
لكم بقلبي منتقى محبة ...... تسربلت في تاليات أسحرا .
وفي قيام ذلة منافحا ........ عن سدة كانت بطونا ظاهرا .
في دولة الغيب المكين ستركم ...... أقطاب غرب كالرقيم سافرا .
وكلما كان الرجا في عفوكم ...... هل النسيم ناثرا أزاهرا .
عيناك صافت موقنات بالعلا ....... ترقى طباقا شاهدات كوثرا .
عين المراد رافلا في حلة ...... كشفا و شهدا باللواء أخضرا .
تنساب عطفا من لجين صافيا ...... عذب القراح راسيا بمثمرا .
في بهجة الحب ارتقى معراجه .... روح المريد بالسماء طائرا .
وفي الغرام مابدى عند البقا ....... غير البكا في حضرة مغرد ا .
قالت لتدنو عند السؤال مفصحا ...... عن مقة لاذت بصاح أمجدا .
ليلاء قرب مدنف ألحاظه ...... في ناشئ مستطيبا قاصدا .
ألم تكن مفردا و قائما ....... ترجو رحيما للرفاه زاهدا ؟.
وفي تراث موئل مودعا ...... دنيا عباد بالزهاد سائدا .
ترقى بأنس طارقا منازلا ..... في نازلات بالليال ساجدا .
منهاج شرع أشرقت أنواره ...... بين الربوع مثمرا مجاهدا .
في حبكم أطرقت أشواقها ...... تحضى بروح بالليال واهدا .
بدربكم كان الخشوع منة ...... دوت صداها بالعلا مجددا .
كواكب ذرية شرقية ....... زيتونة تباركت كفرقدا .
مشاهد في كشفها طلاسم ..... بين الضلوع و الغطاء شاهدا .
في مشهد نال النها مثابة ....... عهوده الوثقى بفتح مقعدا .
نعماء سر و بشرى موعد ...... آلاء رب بالفتوح موردا .
في بهجة الحب التجلي عانقت ..... در العبير ناثرا تجردا .
و أقبلت عند الوصال تنتشي ...... صهباء خمر بالكؤوس أوردا .
بذكره عند الهجير شوقه ...... مياس شوق كالرطيب جددا .
شربا وريا باصطلام هانئ ..... تدفقت مثل الهيام أفردا .
مجردا عن وهمه نال الضيا ..... هز ا لثقال ماجدا مفردا .
تنساب من ألحاظه موائد ...... فهومه مثل السناء عاليا .
قالت لقلب مرحبا عند الصفا ...... مرقاة سرب بالحناء سانيا .
جروحه من كدحه مجاهد ..... وسائرا عند الزؤام عاتيا .
ما أطربت تحنان عبد راحل ....... بخفية ينثال صبرا راسيا .
مقدما بين الرجال واحدا ....... في أرضه مفتاح علم زاهيا .
غوث و أقطاب بأرض غربنا ...... ميزان صفو بالأصيل حانيا .
ذكرا وموتا خاشعات عهده ..... يسري بجيل للمرام داعيا .
اختال صاحي مغرما بفجره ...... يشتاق طرا للنفير ساعيا .
فلم يجد غير المسير سائرا ....... مفردا بالقرب شربا صافيا .
و أعلنت عند الزحاف عزمها ..... و أرغمت عدوها لوائيا .
تصديق بشرى كانت حكيمها ..... عبر القرون رامزا شعاريا .
منهاج عدل محسنا بريقه ..... صدقا وعلما للرؤوم دانيا .
فجاء عند مغرب شروقه ..... عنقاء عتق بالقطوف باقيا .
صافى فأصفى ركبنا برحمة ...... مودة ، آل النبي ذاكيا .
عرف الغرام خالدا في جرمه ...... رحمى غياث آصرات شافيا .
أواصرا تجددت بقربة ...... دعائم مثل السنام صرحيا .
وحينما لاح الدجى مغاربا ....... جاء الهتاف معلنا أعلامه .
حار اللبيب ناعيا في موعد ....... زحف الدعاة رافعا لواءه .
فاشتد عزما مدركا قوافلا ....... أجيال نصر بالرشا فيضه .
دوت فأرخت بالمدى علوية ...... مسرى حبيب بالبقيع صحبه .
فكان عهدا مقبلا بعزة ....... نالت ضياءا بالسنا أطواقه .
في رونق جماله حوا ضرا ..... هزت شموعا صادعا ندائه .
في حبكم نال الفتى ياسيدي ...... وعدا مصيبا بالفنا تيجانه .
ونال في حيرة مراتبا ...... فاح الفؤاد شعله أفراحه .
ميزان عقل حاضرا مقاعدا ...... بين الشراب و الهجير ذكره.
كتبت يوم 12/13/14/من يناير 2017.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق