اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

كونديرا يسطو على قصة إميل حبيبي

⏪⏬
لفت انتباهي التشابه بين احدى قصص سداسية الايام الستة لاميل حبيبي، ورواية الجهل لميلان كونديرا فكان هذا المقال الذي نشر في مجلة قاب قوسين الالكترونية:
من بين أعمال إميل حبيبي المتعددة، تكتسب المتتالية القصصية "سُداسية الأيام الستة"، التي عدّها بعض النقاد رواية، أهمية استثنائية في مسيرته الإبداعية. وكان حبيبي نشرها مسلسلة في مجلة "الجديد" الحيفاوية وكان يوقع بكنيته "أبو سلام". حبيبي المنهمك آنذاك بالعمل السياسي، فوجىء كما يبدو باهتمام العالم العربي بهذه السداسية، ما جعله يأخذ حرفة الأدب (حسب التعبير الأثير لديه)، على محمل الجد، فصدرت "السداسية" في طبعات متعددة، وأصبحت أحد أهم الأعمال الإبداعية عن الهزيمة العربية الثانية المدوية، التي يصطلح عليها بالنكسة. وكانت فاتحة كُتبه المنشورة.

وفي فترة لاحقة، طغت شهرة "لمتشائل" على "السداسية"، لكن بالنسبة لكثيرين من متابعي أدب حبيبي، فإنهم يعتبرونها من أجمل أعماله، وهي تعرض لوحات عن نماذج فلسطينية بعد حرب حزيران، تُعبر عن نوازع إنسانية عامة.
قصص "السداسية" مُتفردة، بأسلوبها ولغتها وموضوعاتها، وتبرز من بينها قصة أشد فرادة وهي التي حملت عنوان "وأخيرا نوّر اللوز".يتناول فيها جانباً من سيرة شخص رمز له بـ الأستاذ "م" ولعله قصد، بهذا التنكير الإشارة إلى حالة "عامة".
يذهب الأستاذ "م"، بعد احتلال الضفة الغربية في حزيران 1967، ليزور الأماكن التي حُرم منها، ويصل ما انقطع مع الأصدقاء الذين عرفهم، بعد عشرين عاماً من النكبة. يتذكر وهو يتفقد الأماكن بشكل تفصيلي، أن صديقا له أحب امرأة، وأنه نسي مَنّ هو هذا الشخص، بطل قصة الحب الرومانسية التي أنهتها النكبة (عام 1948 )، فأصبح الحبيب في مكان، والحبيبة في مكان أخر.
نسي الأستاذ "م" أنّه مَنّ كان بطل قصة الحب الرومانسية تلك، ورغم أنّه زار بيت حبيبته، ورأى غصن اللوز الذي أعطاه إياها ذكرى لحبهما، إلا أنّه لم يذكرها ولم يتذكر سبب احتفاظها بالغصن عشرين عاما.
إذا لم تكنّ النكبات والحروب هي مَنّ تغيرنا، وتسطو على ذاكرتنا، فمن بإمكانه أن يفعل ذلك بكل هذه السطوة.
النسيان غير العضوي، الذي يحدث بفعل قوة غير ملموسة، باطشة، تمسخ الذاكرة، هي الثيمة التي عالجها حبيبي، في قصته التي تحمل أبعادا إنسانية رحبة.
بعد أعوام من نشر حببي لسداسيته عام 1967م، يأتي الروائي ميلان كونديرا، الكاتب التشيكي-الفرنسي، المنفي في فرنسا، الشيوعي المنشق، ، ليكتب روايته "الجهل" وهي عن عودة بطليها في إجازة إلى تشيكوسلوفاكيا بعد سقوط النظام الشيوعي عام 1989، إثر هجرتهما منها بعد ربيع براغ، الذي أجهضته الدبابات السوفيتية.
يلتقي الاثنان مصادفة في المطار، تتذكر المرأة حبيبها السابق، بينما نسي هو قصة الحب الجامحة التي عاشها يوماً ما معها، قبل الاختيار الطوعي للمنفى.
يلتقي الاثنان في غرفة فندق في بلدهما الذي عادا إليه، لكنها عودة مبتسرة، ناقصة، ومختلة، ورغم التقائهما في ممارسة حميمة، إلا أنها لم تفلح في إيقاظ ذكريات الرجل، بينما تصاب المرأة بصدمة عندما تدرك أن شريكها لا يذكرها أبدا، ولم يعرفها.
التشابه واضح في عملي حبيبي وكونديرا، أهمها بالطبع ثيمة النسيان المشتركة بفعل عامل غير محسوس، والتي التقطها حبيبي فكتب إحدى أجمل قصصه، أما كونديرا فنسج عليها رواية، تُرجمت إلى لغات عدة، ولقيت اهتماماً واسع النطاق حول العالم.
ويمكن لدارسي الأدب المقارن أن يعثروا على تشابهات أخرى في العملين:
* بطل حبيبي الذي بقيّ في أرضه تحت حكم دولة إسرائيل، يُعاني الخوف والغربة في وطنه، يعود ليتفقد ما فقده بسبب الحرب، بعد عشرين عاما من الاقتلاع، لكنها عودة تحت ظل الاحتلال الذي توسع وانتصر، وتمدد ليشمل فلسطين الانتدابية. أما لدى كونديرا فإن بطليه اللذين كوّنا حياتيهما في المنفى، وأصبحا ينتميان إليه، بشكل غير مكتمل، يعانيان من الخوف والغربة، ويعودان بعد عشرين عاماً إلى تشيكوسلوفاكيا الجديدة، الرأسمالية، التي تغيرت في أيام، في عودة أيضا ناقصة. فتبدو غير الوطن الذي تركاه.
* في قصة حبيبي، البطل هو مَنّ ينسى قصة الحب، في حين تحتفظ المرأة بذاكرتها، وتُدهش من نسيان حبيبها. وفي رواية كونديرا، الرجل هو مَنّ يصاب بالنسيان أيضاً، والمرأة هي التي تتذكر، تُدهش وتُصدم.
* عمد كونديرا، الى تضمين روايته فقرات عن عوليس وعودته إلى مسقط رأسه ايثاكا. ويتطرق إلى أعمال أدبية أخرى لها علاقة بالعودة، العودة الرمزية، والفعلية.
حبيبي أيضا ضَمّن قصته القصيرة، إحالات لأعمال كلاسيكية مثل "قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز، و"أحدب نوتردام" لفكتور هيجو.
*في رواية كونديرا، تحرص المرأة، وهي تختار المنفى، أن تحتفظ بمنفضة سجائر، تُذكرها بلحظات جمعتها مع حبيبها، وعندما تريها له، يبقي عصياً على التذكر، وفي قصة حبيبي، تحتفظ الحبيبة بغصن اللوز، الذي ينساه تماماً الأستاذ "م".
كتب حبيبي قصته وهو في ذروة انتمائه الأرثوذكسي للشيوعية، وكتب كونديرا روايته وهو معادٍ للشيوعية، ومع ذلك فان التشابه بين العملين يلفت النظر، وليس معلوماً إذا كان كونديرا قد استفاد فعلا من قصة حبيبي، التي ترجمت إلى الفرنسية (كما يذكر مؤلفها في الطبعة السابعة التي صدرت عام 1985، في حيفا).
ربما المسألة تتعلق بتوارد خواطر بين كاتبين كبيرين، أو لعلها أكثر من ذلك، ما قد يثير اهتمام باحث في الأدب المقارن فيكشف لنا المزيد.
-
*أسامة العيسة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...