⏪⏬
عَطَاءٍ مِنْ اللَّهِ تَعَالَي للبشرية ، نَعَم مُنْذ نُزُول آدَمَ وَحَوَّاءَ ، يَعْتَقِدُون الظَّنّ بِسُوء الْقَدْر ، إنَّمَا فَلْيُعْلَم الْجَمِيعِ إنْ هُنَاكَ ترتيبات رَبَّانِيَّةٌ رَحِيمَه بالبشرية ، يتنمرون وينعتون بِالْقَدَر أَسْوَأ الْأَسْمَاء ، لَا يَعْلَمُونَ عَطَاءِ اللَّهِ لآدَمَ حَقَّهُ فِي الْحَيَاةِ كَامِل ، وَإِعْطَاء اللَّهُ الْحَقَّ لِحَوَّاء
كَامِل .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
(46) (فصلت)
قَدْر التَّوَاجُد بِالدُّنْيَا /
لِمَاذَا خلقني اللَّه ؟ ! كَلِمَة يَتَساءل بِهَا العَدِيدِ مِنَ فاقدين هَوِيِّه الدِّين .
خُلِقَت لِسَبَب وَهَدَف ، السَّبَبُ فِي إِسْعَاد الْآخَرِين ، مِنْ أَجْلِ الْمُقَدَّر وَالْمَكْتُوبُ فِي إقْدَارِ الْآخَرِين ، مِنْ أَجْلِ تَوْصِيل الرِّسَالَة ، مِنْ أَجْلِ إثْبَات هَوِيِّه إيمَانُك وَمِنْ أَجْلِ إتْمَام الْخِلافَةُ فِي الْأَرْضِ ، كُلُّ إنْسَانٍ هُوَ خَلِيف فِي الْأَرْضِ لِسَابِق ، يُحَقِّق الْعَدْل وَالْمُسَاوَاة ويوطد الْحَبّ الْإِنْسَانِيّ ، وَيُسْتَكْمَل حَيَاتِه مُسْتَرْسِلًا بِمَرَاحِل عُمْرَة الْمُتَغَيِّرَة .
أَنْت مَخْلُوقٌ مَسِير نَحْوِ مَا قَالَهُ اللَّهُ ، تَحْيَا بِأُصُولِ الدِّينِ وتعيش فِي رِحَابِ الشَّرِيعَة وَالْحَقّ ، وتتماشي عَلِيّ نَهْج الْإِسْلَام .
كُنْ مَعَ اللَّهِ تَواكَب مَسِيرَة نَفْسِك لِلِاخْتِيَار وتواكب تَخَيَّر عَقْلِك لِمَا سَيَكُون لَك بِهِ ، الْعِقَابَ أَوْ الصَّوَابُ ، لِمَا ستختارة بِعَقْلِك الرَّاهِن .
هَلْ أَنْتَ مَسِير /
حِين خُلِقَت أَصْبَحْت مَسِير فِي طَرِيقِ مَصْفُوف بِالْآخَرِين ، اللَّذَيْن لَهُم الْفَضْلِ فِي توجيهك مُنْذ إنْ خُلِقَتْ ، اللَّهُ أَوَّلًا ثُمَّ مِنْ انجبك عَلِيّ وَجْهِ الْأَرْضِ .
جَعَلَكَ اللَّهُ كَائِنٌ ضَعِيفٌ ، لَا حَوْلَ لَك وَلَا قُوَّةَ .
إنَّمَا أَنْتَ مُتَمَرِّس بِالْفِطْرَة ، مُتَعَلِّم بِالْفِطْرَة ، تُدْرِكُ مَا يُوحِي لَك أَنْ تَعَلُّمَهُ وتتنبة ، وتتعلم مِن المسخرون لَك فِي الْأَرْضِ ، العَائِلَة وَالْآخِرِين .
أَنْت مَسِير بِفَضْلِ اللَّهِ وَالْآخِرِين ، حِين خُلِقَت أَصْبَحْت مَسِير ، إلَيَّ أَنْ تَتَعَلَّمَ وَتَعِي وَتُفْهَم ، تَخْتَار بِمَا أَدْرَكَتْه وتستشعر بِمَا تعلمتة مَنْ أَجَازَهُ الصَّوَابِ أَوْ النُّفُور مِن الْخَطَّاء ، حِين تَنْفِرُ مِنْ الْخَطَّاء ، اعْلَمْ أَنَّك مُخَيَّرٌ .
إذَا هُنَاك مَرْحَلَة لِتَكُون مَسِير وَهُنَاك مَرْحَلَة لِتَكُون مُخَيَّرٌ إنَّمَا تَحْت الرَّقَّابَة الايلاهية والعائلية والاجْتِماعِيَّة الَّتِي مِنْهَا تَكُونُ فِي الْمَشْهَدِ الصَّحِيح ، أَو الْمَشْهَد الْخَاطِئ .
هَل مَاهِيَّة الدِّين لَها عَلاقَةٌ بِقَدْرِك ؟ !
إنَّ اللَّهَ وَهّاب دَائِمًا ، و عَسِي أَنْ تَكْرَهُوا شَيّ وَهُو خَيْرًا لَكُم .
لَا تَعْتَرِض إنَّمَا تَفَكَّر ، لِمَاذَا اوقفني اللَّهُ فِي هَذِهِ النُّقْطَة وَفِي هَذَا الطَّرِيقِ ، لِمَا قُيِّدَت عَنْ تَحْقِيقِ أَمَالِي وَعَنْ عَدَمِ إتْمَامِ تِلْكَ الزيجة مَثَلًا ، لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ عَمَلِي أَو تَشَابَكَت خَطَايَا بالعوائق .
حِين تتفكر رُبَّمَا لَمْ تُفْهَمْ ، إنَّمَا . . )
لَوْ رَأَيْتُمْ الْمُسْتَقْبَل لاخترتم الْوَاقِع .
يُصَلِّ بِنَا الْمَطَاف إلَيّ الْمَطَاف الْأَخِيرِ فِي دَقَائِقِ الْعُمْر ، نَضْحَك عَلِيّ ماسبق وَكُنَّا نَافِلَة بِقَدْر السُّوء .
إنَّمَا اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يُرَتِّب وَأَنْت تسعي ، هَل الْمَقْصُودَ أَنْ اللَّهَ يخصك بِمَعْرُوف الْعَطَاء وَأَنْت تسعي نَحْو الشِّمَال ، لَيْسَ هَذَا الْمَقْصُودُ .
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَي :
خَلَقَ الْإِنْسَانَ فِي كَبِدِ * صُورَة الْبَلَد .
لِمَاذَا يكابد الْإِنْسَان ؟ ! وَلاَ يَحْيَا بِسَلَام ، أَقُولُ لَك ، لِمَاذَا نَزَل أَدَام وَحَوَّاء عَلَيَّ الأَرْضُ .
تَقُول :
لِأَنَّهُمْ لَمْ يُطِيع كُلًّا مِنْهُمَا اللَّه .
أَقُولُ لَك ، إنَّ اللَّهَ رَفَق بِهِمَا وَأَنْزَلَهُم الدُّنْيَا ، ليعطيهما فِرْصَة الِاخْتِيَار إِلَيَّ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسِيرُوا نَحْوِهِ وَهُوَ الرُّجُوعُ لِلْجَنَّة مَرَّة أَخِّرِي .
مُنْذ الْخَلْق وَنَحْنُ فِي صِرَاع بَيْنَ الرِّضَا بعطايا اللَّه وَالتَّنَكُّر وَالذَّهَاب إلَيّ طَرِيق مُخَيَّرٌ .
كَيْف تَصْعَد عَلِيّ مشاكلك /
الْمُشْكِلَة فِي فِقْدَان الشَّرِيك بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ لَقَبُه ، هُنَاك عَوَائِق مِثْل زِيجَة بِهَا الْإِجْبَار ، بَعْض الْمَشَاكِل الْقَدَرِيَّة الَّتِي نُرِي أَنَّهَا نِقْمَة مِنْ اللَّهِ ، إنَّمَا الْحَقِيقَة ، هِي نِعْمَة لِمَاذَا ؟ !
لِأَنَّ اللَّهَ اصْطَفَاك وَأَحَبَّك ، وَقَد جَعَلَك تَقَع باحبولة قَاسِيَة .
هَل ستعترض ؟ ! هَل ستخرج مِن الْمِحْنَة وَتَتْرُك الشُّخُوص وتتناسي كُلِّ الْعَالَمِ السّي .
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يعطيكم الثَّوَابِ وَالْأَجْرِ عَلِيّ التَّحَمُّل ، يعطيكم الثَّوَابِ وَالْأَجْرِ وَيُرَتِّب لَك الْمُسْتَقْبَل الرائِع ، هَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ بعطايا اللَّه الْمُفَاجَأَة لِلْإِنْسَان الْمُتَحَمِّل الصَّبُور ، أُصِبْتَ أَنْ اللَّهَ لَا يَضِيعَ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا .
مَا بَالُك إنْ كَانَ الْعَمَلُ بَيْنَ الصُّعُوبَات الْمُقَدَّرَة ، الْإِيمَانِ مِنْ الرِّضَا وَالصُّعُود عَلِيّ سَلَّم الْمَصَاعِب .
الصُّعُود عَلِيّ سَلَّم الْمَصَاعِب /
اجْعَل ضَعْفَك سَلَمًا تَصْعَد عَلَيْهِ نَحْوُ الْمُسْتَقْبَل ، الَّذِي يُرَتِّبْه اللَّه ، أَنْتَ مُخَيَّرٌ فِي الِاخْتِيَارِ الْأَمْثَل ، يأخذك نَحْو التَّقْدِير الْإِلَهِيّ وَالْعَطَاء وَالْعَدْل وَرَدِّ الْحَقِّ ، أَمَّا يأخذك لعطايا نَفْسِك لِنَفْسِك لِأَنَّك مُخَيَّرٌ فِيمَا سَبَقَ ، أَنْتَ مِنْ اخْتَرْتَ نهايتك وَقُمْت بِالتَّرْتِيب بِلَا دِرَايَة أَوْ حُسْبَانِ ، النَّتِيجَة سَتَكُونُ مِنْ تعنتك ورفضك لِلْقَدْر .
عَلَيْكَ أَنْ تَمَثَّلَ فِي الرِّضَا ، عَدْلِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، إنَّ اللَّهَ عَادِلٌ وَيُعْطِي كُلُّ كَائِنٍ ذِي حَقِّه ، وَعِنْدَمَا يرصدك بِالمصَاعِب هُو يَنْعَم عَلَيْك ، خَصَّك بِمَا لَا يَخُصُّ بِهِ غَيْرُك ، أَنْت مُؤْمِنٌ إذَا عَلَيْكَ أَنْ تَتَحَمَّلَ ، فَهَذَا هُوَ عَيْنُ الْأَقْرَب إِلَيَّ اللَّهُ .
اصْعَد عَلِيّ سَلَّم الْمَصَاعِب ، الْمَصَاعِب هُم شُخُوص أَو مَوَاقِف أَو إقْدَار مُقَدَّرَةً مِنْ نَصِيبَك .
حَدَّد بِدَايَة مستقبلك ومارس التَّقَدُّم والتخطيط مَعَ مُرُورِ وَتَصَاعَد الْمَشَاكِل ، الْمَشَاكِل هِي صِرَاع يَخْرُجُ مِنْهَا جُنْدِيٍّ فِي النِّهَايَةِ ، تَغْلِب عَلِيّ الْعَدُوّ وَأَخِيرًا انْتَصَر بِعَطَاء اللَّه الرَّبَّانِيّ وَبِمَا خُطَّتِه بِعَقْلِه وَجَعَلَه فَكَرِه ، كَانَ يَعْمَلُ عَلَيَّ الْقُنُوطُ وَالتَّمَسُّك بِهَا ، كَا سَفِينَة أَخَذَتْه نَحْوَ بُرٍّ الْأَمَان .
الْعِبَادَة وَالثَّقَافَة أَيْضًا وَتَغْيِير الأيديولوجيا الْقَدِيمَة ، طَوْر نَفْسِك وَاسْتَغَلّ الفُرَص ، تَعْلَم وَإِقْرَاء وَأَخْرَجَ مِنْ طَاعَةِ الْعَالِم بِقَبُول قَدَّرَ اللَّهُ .
حَرَّر نَفْسِك بتطوير حَالَتِك النَّفْسِيَّة مِنْ سُوءِ نَفْس الْآخَرِين ، الْآخَرِين زَادَهُم الْمَرَض النَّفْسِيّ وَنَقَص الْإِيمَان وَالدِّين وَعَدَمُ الثِّقَةِ بِاَللَّه ، اجْعَلْهُم عِبْرَة لِتَسْتَقِيم .
رُبَّمَا جَعَلَهُمْ اللَّهُ سَبَبًا لِتَكُون شَيّ أَفْضَل ، أَن تنمرت لمشاكلك وَهَرَبَت مِنْ طَرِيقِ جَعَلَكَ اللَّهُ بِهِ لِتَكُونَ مَسِير ، وَقُرِرْت أَنْ تَكُونَ مُخَيَّرٌ ، اعْلَمْ أَنَّك صَاحِبُ نَتِيجَة الِاخْتِبَار وَمَا سيصب فِي مَاعُون أَنْت صَاحِبِه .
لَا تَجْعَلْ الشُّبُهَات بِقَلْبِك ، و الظَّنّ المستوحش ، عَدّ دَائِمًا لِكِتَابِ اللَّهِ ، يَقْطَع الشَّكّ بِالْيَقِين ، أَوْ نَظِيرُهَا الْفُتُوَّة بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ .
إذَا أَنْتَ صَانِعٌ مصيرك ، وَلَكِن بِأَمْرِ اللَّهِ وبطاعتك لِلَّه ، تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، أَن بِغَيْرِ يَدٍ اللَّهِ لَا تَتِمُّ الْأُمُور .
مَا عِلاقَة الْمُسْتَقْبَل بِالْحَاضِر ؟ !
الْمُسْتَقْبَل هُوَ نَتِيجَةُ مَا تَمَّ صَنَعَه بِالْحَاضِر ، تَعَلَّمْت وَكَانَت الطُّرُق مِلْؤُهَا الدِّين الثَّقَافَة وَالْعِلْم وَالْإِفَادَة وَالِاسْتِفَادَة ، أثابك اللَّه نَتِيجَة أَعْمَالِك الصَّالِحَة بِالْحَاضِر .
الْحَاضِرِ فِي أَسَاسِ يُقَامُ عَلَيْهِ الْمُسْتَقْبَل ، كَيْفَ تُسْتَحَقُّ الْمُسْتَقْبَل وَأَنْت بِلَا دَيْنٍ أَوْ هَوَائِهِ أَو ثَقَافَةٌ اوعلم اوتفكر عَقْلانِي .
غَيْرِ مَنْ نَفْسِك وَأَنْت تَعَارَك الْحَيَاة ، لَا تتساءل متي الْخُرُوجَ مِنْ الْمِحْنَة ، المحني سَبَبًا فِي تَهْذِيبِ حَالُك ، حَتَّي إلَيَّ أَنْ تَصِلَ ، تُرِي مَا رَتَّبَهُ اللَّهُ لَك .
يَقُول الْآخَرِين :
أَعْطَانِي اللَّهُ فِي الدُّنْيَا كَثِيرًا بَعْدَ مَحْنِي طَوِيلَة ، أَقُولُ لَهُمْ :
ليتكم مَا كَسَبْتُمْ مَا كُنْتُمْ لَه تَنْتَظِرُون .
الْعَطَاء الرَّبَّانِيّ بَعْدَ الْمَوْتِ أَفْضَل .
اللَّهُمَّ أَحْسِنْ الْخَاتِمَة .
الْمَشَاكِل النَّفْسِيَّة لِلْآخَرِين , سَلَمًا لِصُعُود نَحْو قِمَّة النَّجَاح /
دَائِمًا اللَّذَيْن مُصَابُهُم نُفُوسِهِم وفكرهم ، يَرَاهُم الْبَعْض نِقْمَة عَلِيّ الْبَشَرِيَّة الْبَاقِيَة ، إنَّمَا خَصَّهُمْ اللَّهُ بذالك لِيَكُونُوا نِعْمَة وَسَبَبٌ فِي حَيَاةِ الْآخَرِين ، لِدَفْعِهِم لِلْفِكْر وَالتَّقَدُّم نَحْو النَّجَاح وَالسَّعْي .
هَل الِاخْتِيَار ؟ ! يَكْسِر الْحَائِط الصَّدّ /
كُلِّ طَرِيقٍ لَا يَتْبَعُ نُصُوص اللَّه والتجاوب مِنْ الْمُجْتَمَعِ ، هُوَ طَرِيقُ خَاطِئٌ ، لَا إِخْطَاءٌ فِي سُوءِ الِاخْتِيَارِ ، اُسْتُفْتِي قَلْبُك أَوْ عَقْلِك ، وَإِنْ أَضَرَّ بِك اُسْتُفْتِي مَنْ لَهُمْ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ .
هَل البِيئَة الْأَصْلِ لَهَا عَلاقَةٌ بِقَدْر حَيَاتِك /
البِيئَة هِي الْمَدْرَسَةِ الَّتِي مِنْهَا تَخَلَّق كُلّ الْعَقَائِد
و الْعَادَات والتقاليد وَمِنْهَا مَا يدفعك نَحْو الشَّتَات أَوْ نَحْوِ الثَّبَات أَوْ نَحْوِ التَّمَرُّد ، أَوْ نَحْوِ تُقْبَل الْأَمْر وَالتَّعَامُل مَعَ الْحَيَاةِ بِحُكْمِه .
تَخْرُج الْأَسِرَّة مَنْ بَييّه مُعَيَّنَة وظروف مُعَيَّنَة وَتَجَارِب مُخْتَلِفَةٌ وَرُؤْيَة لمشاهد تنحت بالذاكرة .
عِنْدَمَا يَتِمّ الْعَمَل عَلِيّ التَّأْصِيل فِي صَمِيمِ التَّرْبِيَة ، أَنْت تَعاصَر الْمَشَاكِل النَّفْسِيَّة لِهَذَا الْأَب وَلِهَذِه الْأُمّ ، الَّتِي مِنْهَا تَنْبَعِث رَوَائِحُ طَيِّبَةٌ الْمُعَشَّر أَو رَوَائِح كَرِيهَة ، تَجْعَلُك تَنْفِر وتفر هَارِبًا إلَيّ وَاقِعٌ سَوِيّ ، إنَّمَا أَنْتَ أَيْضًا تُصَادِف بَعْضًا مِنْ أَمْثِلَةِ مَا سَبَقَ لِلْأَهْل .
الْقَرَار الَّذِي ستختارة هُو نَاتِجٌ محنتك وناتج إيمَانُك وَالتَّقْلِيل بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ ، أَوْ عَمَلٍ الْحُسْبَان لَه .
اُنْظُر نَحْو النِّهَايَات ، كُلُّهَا وَاحِدَةٍ لَا تَخْتَلِفُ أَبَدًا ، خَصَّنَا اللَّهُ بِحِكْمَتِه الَّتِي قَالَ بِهَا :
أَنْت تَذْهَب نَحْو طَرِيق مَسِير ، وَلَا رُجُوعَ مِنْهُ إلَّا نَحْوَ النِّهَايَةِ فِي الْمَطَافِ الْأَخِير .
-
*عَبِير صَفْوَت
عَطَاءٍ مِنْ اللَّهِ تَعَالَي للبشرية ، نَعَم مُنْذ نُزُول آدَمَ وَحَوَّاءَ ، يَعْتَقِدُون الظَّنّ بِسُوء الْقَدْر ، إنَّمَا فَلْيُعْلَم الْجَمِيعِ إنْ هُنَاكَ ترتيبات رَبَّانِيَّةٌ رَحِيمَه بالبشرية ، يتنمرون وينعتون بِالْقَدَر أَسْوَأ الْأَسْمَاء ، لَا يَعْلَمُونَ عَطَاءِ اللَّهِ لآدَمَ حَقَّهُ فِي الْحَيَاةِ كَامِل ، وَإِعْطَاء اللَّهُ الْحَقَّ لِحَوَّاء
كَامِل .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
(46) (فصلت)
قَدْر التَّوَاجُد بِالدُّنْيَا /
لِمَاذَا خلقني اللَّه ؟ ! كَلِمَة يَتَساءل بِهَا العَدِيدِ مِنَ فاقدين هَوِيِّه الدِّين .
خُلِقَت لِسَبَب وَهَدَف ، السَّبَبُ فِي إِسْعَاد الْآخَرِين ، مِنْ أَجْلِ الْمُقَدَّر وَالْمَكْتُوبُ فِي إقْدَارِ الْآخَرِين ، مِنْ أَجْلِ تَوْصِيل الرِّسَالَة ، مِنْ أَجْلِ إثْبَات هَوِيِّه إيمَانُك وَمِنْ أَجْلِ إتْمَام الْخِلافَةُ فِي الْأَرْضِ ، كُلُّ إنْسَانٍ هُوَ خَلِيف فِي الْأَرْضِ لِسَابِق ، يُحَقِّق الْعَدْل وَالْمُسَاوَاة ويوطد الْحَبّ الْإِنْسَانِيّ ، وَيُسْتَكْمَل حَيَاتِه مُسْتَرْسِلًا بِمَرَاحِل عُمْرَة الْمُتَغَيِّرَة .
أَنْت مَخْلُوقٌ مَسِير نَحْوِ مَا قَالَهُ اللَّهُ ، تَحْيَا بِأُصُولِ الدِّينِ وتعيش فِي رِحَابِ الشَّرِيعَة وَالْحَقّ ، وتتماشي عَلِيّ نَهْج الْإِسْلَام .
كُنْ مَعَ اللَّهِ تَواكَب مَسِيرَة نَفْسِك لِلِاخْتِيَار وتواكب تَخَيَّر عَقْلِك لِمَا سَيَكُون لَك بِهِ ، الْعِقَابَ أَوْ الصَّوَابُ ، لِمَا ستختارة بِعَقْلِك الرَّاهِن .
هَلْ أَنْتَ مَسِير /
حِين خُلِقَت أَصْبَحْت مَسِير فِي طَرِيقِ مَصْفُوف بِالْآخَرِين ، اللَّذَيْن لَهُم الْفَضْلِ فِي توجيهك مُنْذ إنْ خُلِقَتْ ، اللَّهُ أَوَّلًا ثُمَّ مِنْ انجبك عَلِيّ وَجْهِ الْأَرْضِ .
جَعَلَكَ اللَّهُ كَائِنٌ ضَعِيفٌ ، لَا حَوْلَ لَك وَلَا قُوَّةَ .
إنَّمَا أَنْتَ مُتَمَرِّس بِالْفِطْرَة ، مُتَعَلِّم بِالْفِطْرَة ، تُدْرِكُ مَا يُوحِي لَك أَنْ تَعَلُّمَهُ وتتنبة ، وتتعلم مِن المسخرون لَك فِي الْأَرْضِ ، العَائِلَة وَالْآخِرِين .
أَنْت مَسِير بِفَضْلِ اللَّهِ وَالْآخِرِين ، حِين خُلِقَت أَصْبَحْت مَسِير ، إلَيَّ أَنْ تَتَعَلَّمَ وَتَعِي وَتُفْهَم ، تَخْتَار بِمَا أَدْرَكَتْه وتستشعر بِمَا تعلمتة مَنْ أَجَازَهُ الصَّوَابِ أَوْ النُّفُور مِن الْخَطَّاء ، حِين تَنْفِرُ مِنْ الْخَطَّاء ، اعْلَمْ أَنَّك مُخَيَّرٌ .
إذَا هُنَاك مَرْحَلَة لِتَكُون مَسِير وَهُنَاك مَرْحَلَة لِتَكُون مُخَيَّرٌ إنَّمَا تَحْت الرَّقَّابَة الايلاهية والعائلية والاجْتِماعِيَّة الَّتِي مِنْهَا تَكُونُ فِي الْمَشْهَدِ الصَّحِيح ، أَو الْمَشْهَد الْخَاطِئ .
هَل مَاهِيَّة الدِّين لَها عَلاقَةٌ بِقَدْرِك ؟ !
إنَّ اللَّهَ وَهّاب دَائِمًا ، و عَسِي أَنْ تَكْرَهُوا شَيّ وَهُو خَيْرًا لَكُم .
لَا تَعْتَرِض إنَّمَا تَفَكَّر ، لِمَاذَا اوقفني اللَّهُ فِي هَذِهِ النُّقْطَة وَفِي هَذَا الطَّرِيقِ ، لِمَا قُيِّدَت عَنْ تَحْقِيقِ أَمَالِي وَعَنْ عَدَمِ إتْمَامِ تِلْكَ الزيجة مَثَلًا ، لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ عَمَلِي أَو تَشَابَكَت خَطَايَا بالعوائق .
حِين تتفكر رُبَّمَا لَمْ تُفْهَمْ ، إنَّمَا . . )
لَوْ رَأَيْتُمْ الْمُسْتَقْبَل لاخترتم الْوَاقِع .
يُصَلِّ بِنَا الْمَطَاف إلَيّ الْمَطَاف الْأَخِيرِ فِي دَقَائِقِ الْعُمْر ، نَضْحَك عَلِيّ ماسبق وَكُنَّا نَافِلَة بِقَدْر السُّوء .
إنَّمَا اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يُرَتِّب وَأَنْت تسعي ، هَل الْمَقْصُودَ أَنْ اللَّهَ يخصك بِمَعْرُوف الْعَطَاء وَأَنْت تسعي نَحْو الشِّمَال ، لَيْسَ هَذَا الْمَقْصُودُ .
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَي :
خَلَقَ الْإِنْسَانَ فِي كَبِدِ * صُورَة الْبَلَد .
لِمَاذَا يكابد الْإِنْسَان ؟ ! وَلاَ يَحْيَا بِسَلَام ، أَقُولُ لَك ، لِمَاذَا نَزَل أَدَام وَحَوَّاء عَلَيَّ الأَرْضُ .
تَقُول :
لِأَنَّهُمْ لَمْ يُطِيع كُلًّا مِنْهُمَا اللَّه .
أَقُولُ لَك ، إنَّ اللَّهَ رَفَق بِهِمَا وَأَنْزَلَهُم الدُّنْيَا ، ليعطيهما فِرْصَة الِاخْتِيَار إِلَيَّ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسِيرُوا نَحْوِهِ وَهُوَ الرُّجُوعُ لِلْجَنَّة مَرَّة أَخِّرِي .
مُنْذ الْخَلْق وَنَحْنُ فِي صِرَاع بَيْنَ الرِّضَا بعطايا اللَّه وَالتَّنَكُّر وَالذَّهَاب إلَيّ طَرِيق مُخَيَّرٌ .
كَيْف تَصْعَد عَلِيّ مشاكلك /
الْمُشْكِلَة فِي فِقْدَان الشَّرِيك بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ لَقَبُه ، هُنَاك عَوَائِق مِثْل زِيجَة بِهَا الْإِجْبَار ، بَعْض الْمَشَاكِل الْقَدَرِيَّة الَّتِي نُرِي أَنَّهَا نِقْمَة مِنْ اللَّهِ ، إنَّمَا الْحَقِيقَة ، هِي نِعْمَة لِمَاذَا ؟ !
لِأَنَّ اللَّهَ اصْطَفَاك وَأَحَبَّك ، وَقَد جَعَلَك تَقَع باحبولة قَاسِيَة .
هَل ستعترض ؟ ! هَل ستخرج مِن الْمِحْنَة وَتَتْرُك الشُّخُوص وتتناسي كُلِّ الْعَالَمِ السّي .
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يعطيكم الثَّوَابِ وَالْأَجْرِ عَلِيّ التَّحَمُّل ، يعطيكم الثَّوَابِ وَالْأَجْرِ وَيُرَتِّب لَك الْمُسْتَقْبَل الرائِع ، هَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ بعطايا اللَّه الْمُفَاجَأَة لِلْإِنْسَان الْمُتَحَمِّل الصَّبُور ، أُصِبْتَ أَنْ اللَّهَ لَا يَضِيعَ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا .
مَا بَالُك إنْ كَانَ الْعَمَلُ بَيْنَ الصُّعُوبَات الْمُقَدَّرَة ، الْإِيمَانِ مِنْ الرِّضَا وَالصُّعُود عَلِيّ سَلَّم الْمَصَاعِب .
الصُّعُود عَلِيّ سَلَّم الْمَصَاعِب /
اجْعَل ضَعْفَك سَلَمًا تَصْعَد عَلَيْهِ نَحْوُ الْمُسْتَقْبَل ، الَّذِي يُرَتِّبْه اللَّه ، أَنْتَ مُخَيَّرٌ فِي الِاخْتِيَارِ الْأَمْثَل ، يأخذك نَحْو التَّقْدِير الْإِلَهِيّ وَالْعَطَاء وَالْعَدْل وَرَدِّ الْحَقِّ ، أَمَّا يأخذك لعطايا نَفْسِك لِنَفْسِك لِأَنَّك مُخَيَّرٌ فِيمَا سَبَقَ ، أَنْتَ مِنْ اخْتَرْتَ نهايتك وَقُمْت بِالتَّرْتِيب بِلَا دِرَايَة أَوْ حُسْبَانِ ، النَّتِيجَة سَتَكُونُ مِنْ تعنتك ورفضك لِلْقَدْر .
عَلَيْكَ أَنْ تَمَثَّلَ فِي الرِّضَا ، عَدْلِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، إنَّ اللَّهَ عَادِلٌ وَيُعْطِي كُلُّ كَائِنٍ ذِي حَقِّه ، وَعِنْدَمَا يرصدك بِالمصَاعِب هُو يَنْعَم عَلَيْك ، خَصَّك بِمَا لَا يَخُصُّ بِهِ غَيْرُك ، أَنْت مُؤْمِنٌ إذَا عَلَيْكَ أَنْ تَتَحَمَّلَ ، فَهَذَا هُوَ عَيْنُ الْأَقْرَب إِلَيَّ اللَّهُ .
اصْعَد عَلِيّ سَلَّم الْمَصَاعِب ، الْمَصَاعِب هُم شُخُوص أَو مَوَاقِف أَو إقْدَار مُقَدَّرَةً مِنْ نَصِيبَك .
حَدَّد بِدَايَة مستقبلك ومارس التَّقَدُّم والتخطيط مَعَ مُرُورِ وَتَصَاعَد الْمَشَاكِل ، الْمَشَاكِل هِي صِرَاع يَخْرُجُ مِنْهَا جُنْدِيٍّ فِي النِّهَايَةِ ، تَغْلِب عَلِيّ الْعَدُوّ وَأَخِيرًا انْتَصَر بِعَطَاء اللَّه الرَّبَّانِيّ وَبِمَا خُطَّتِه بِعَقْلِه وَجَعَلَه فَكَرِه ، كَانَ يَعْمَلُ عَلَيَّ الْقُنُوطُ وَالتَّمَسُّك بِهَا ، كَا سَفِينَة أَخَذَتْه نَحْوَ بُرٍّ الْأَمَان .
الْعِبَادَة وَالثَّقَافَة أَيْضًا وَتَغْيِير الأيديولوجيا الْقَدِيمَة ، طَوْر نَفْسِك وَاسْتَغَلّ الفُرَص ، تَعْلَم وَإِقْرَاء وَأَخْرَجَ مِنْ طَاعَةِ الْعَالِم بِقَبُول قَدَّرَ اللَّهُ .
حَرَّر نَفْسِك بتطوير حَالَتِك النَّفْسِيَّة مِنْ سُوءِ نَفْس الْآخَرِين ، الْآخَرِين زَادَهُم الْمَرَض النَّفْسِيّ وَنَقَص الْإِيمَان وَالدِّين وَعَدَمُ الثِّقَةِ بِاَللَّه ، اجْعَلْهُم عِبْرَة لِتَسْتَقِيم .
رُبَّمَا جَعَلَهُمْ اللَّهُ سَبَبًا لِتَكُون شَيّ أَفْضَل ، أَن تنمرت لمشاكلك وَهَرَبَت مِنْ طَرِيقِ جَعَلَكَ اللَّهُ بِهِ لِتَكُونَ مَسِير ، وَقُرِرْت أَنْ تَكُونَ مُخَيَّرٌ ، اعْلَمْ أَنَّك صَاحِبُ نَتِيجَة الِاخْتِبَار وَمَا سيصب فِي مَاعُون أَنْت صَاحِبِه .
لَا تَجْعَلْ الشُّبُهَات بِقَلْبِك ، و الظَّنّ المستوحش ، عَدّ دَائِمًا لِكِتَابِ اللَّهِ ، يَقْطَع الشَّكّ بِالْيَقِين ، أَوْ نَظِيرُهَا الْفُتُوَّة بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ .
إذَا أَنْتَ صَانِعٌ مصيرك ، وَلَكِن بِأَمْرِ اللَّهِ وبطاعتك لِلَّه ، تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، أَن بِغَيْرِ يَدٍ اللَّهِ لَا تَتِمُّ الْأُمُور .
مَا عِلاقَة الْمُسْتَقْبَل بِالْحَاضِر ؟ !
الْمُسْتَقْبَل هُوَ نَتِيجَةُ مَا تَمَّ صَنَعَه بِالْحَاضِر ، تَعَلَّمْت وَكَانَت الطُّرُق مِلْؤُهَا الدِّين الثَّقَافَة وَالْعِلْم وَالْإِفَادَة وَالِاسْتِفَادَة ، أثابك اللَّه نَتِيجَة أَعْمَالِك الصَّالِحَة بِالْحَاضِر .
الْحَاضِرِ فِي أَسَاسِ يُقَامُ عَلَيْهِ الْمُسْتَقْبَل ، كَيْفَ تُسْتَحَقُّ الْمُسْتَقْبَل وَأَنْت بِلَا دَيْنٍ أَوْ هَوَائِهِ أَو ثَقَافَةٌ اوعلم اوتفكر عَقْلانِي .
غَيْرِ مَنْ نَفْسِك وَأَنْت تَعَارَك الْحَيَاة ، لَا تتساءل متي الْخُرُوجَ مِنْ الْمِحْنَة ، المحني سَبَبًا فِي تَهْذِيبِ حَالُك ، حَتَّي إلَيَّ أَنْ تَصِلَ ، تُرِي مَا رَتَّبَهُ اللَّهُ لَك .
يَقُول الْآخَرِين :
أَعْطَانِي اللَّهُ فِي الدُّنْيَا كَثِيرًا بَعْدَ مَحْنِي طَوِيلَة ، أَقُولُ لَهُمْ :
ليتكم مَا كَسَبْتُمْ مَا كُنْتُمْ لَه تَنْتَظِرُون .
الْعَطَاء الرَّبَّانِيّ بَعْدَ الْمَوْتِ أَفْضَل .
اللَّهُمَّ أَحْسِنْ الْخَاتِمَة .
الْمَشَاكِل النَّفْسِيَّة لِلْآخَرِين , سَلَمًا لِصُعُود نَحْو قِمَّة النَّجَاح /
دَائِمًا اللَّذَيْن مُصَابُهُم نُفُوسِهِم وفكرهم ، يَرَاهُم الْبَعْض نِقْمَة عَلِيّ الْبَشَرِيَّة الْبَاقِيَة ، إنَّمَا خَصَّهُمْ اللَّهُ بذالك لِيَكُونُوا نِعْمَة وَسَبَبٌ فِي حَيَاةِ الْآخَرِين ، لِدَفْعِهِم لِلْفِكْر وَالتَّقَدُّم نَحْو النَّجَاح وَالسَّعْي .
هَل الِاخْتِيَار ؟ ! يَكْسِر الْحَائِط الصَّدّ /
كُلِّ طَرِيقٍ لَا يَتْبَعُ نُصُوص اللَّه والتجاوب مِنْ الْمُجْتَمَعِ ، هُوَ طَرِيقُ خَاطِئٌ ، لَا إِخْطَاءٌ فِي سُوءِ الِاخْتِيَارِ ، اُسْتُفْتِي قَلْبُك أَوْ عَقْلِك ، وَإِنْ أَضَرَّ بِك اُسْتُفْتِي مَنْ لَهُمْ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ .
هَل البِيئَة الْأَصْلِ لَهَا عَلاقَةٌ بِقَدْر حَيَاتِك /
البِيئَة هِي الْمَدْرَسَةِ الَّتِي مِنْهَا تَخَلَّق كُلّ الْعَقَائِد
و الْعَادَات والتقاليد وَمِنْهَا مَا يدفعك نَحْو الشَّتَات أَوْ نَحْوِ الثَّبَات أَوْ نَحْوِ التَّمَرُّد ، أَوْ نَحْوِ تُقْبَل الْأَمْر وَالتَّعَامُل مَعَ الْحَيَاةِ بِحُكْمِه .
تَخْرُج الْأَسِرَّة مَنْ بَييّه مُعَيَّنَة وظروف مُعَيَّنَة وَتَجَارِب مُخْتَلِفَةٌ وَرُؤْيَة لمشاهد تنحت بالذاكرة .
عِنْدَمَا يَتِمّ الْعَمَل عَلِيّ التَّأْصِيل فِي صَمِيمِ التَّرْبِيَة ، أَنْت تَعاصَر الْمَشَاكِل النَّفْسِيَّة لِهَذَا الْأَب وَلِهَذِه الْأُمّ ، الَّتِي مِنْهَا تَنْبَعِث رَوَائِحُ طَيِّبَةٌ الْمُعَشَّر أَو رَوَائِح كَرِيهَة ، تَجْعَلُك تَنْفِر وتفر هَارِبًا إلَيّ وَاقِعٌ سَوِيّ ، إنَّمَا أَنْتَ أَيْضًا تُصَادِف بَعْضًا مِنْ أَمْثِلَةِ مَا سَبَقَ لِلْأَهْل .
الْقَرَار الَّذِي ستختارة هُو نَاتِجٌ محنتك وناتج إيمَانُك وَالتَّقْلِيل بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ ، أَوْ عَمَلٍ الْحُسْبَان لَه .
اُنْظُر نَحْو النِّهَايَات ، كُلُّهَا وَاحِدَةٍ لَا تَخْتَلِفُ أَبَدًا ، خَصَّنَا اللَّهُ بِحِكْمَتِه الَّتِي قَالَ بِهَا :
أَنْت تَذْهَب نَحْو طَرِيق مَسِير ، وَلَا رُجُوعَ مِنْهُ إلَّا نَحْوَ النِّهَايَةِ فِي الْمَطَافِ الْأَخِير .
-
*عَبِير صَفْوَت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق