⏪⏬
كتابان "عرب جيدون" و"جنود الظلال" للباحث في معهد ترومان في جامعة تل ابيب الدكتور هيلل كوهين، يتناول أكثر المواضيع أهمية في علاقة الدولة اليهودية مع مواطنيها العرب. الاسم الكامل للكتاب الأول "عرب جيدون -المخابرات الإسرائيلية والعرب في
إسرائيل: وكلاء ومشغلين، متعاونين ومتمردين، اهداف وأساليب". والكتاب الثاني "جنود الظلال" لم أستطيع ان انهي قراءته بسبب موضوعه الذي أدخلني بحالة قهر وعصبية من الحقائق التي يكشفها عن انخراط شخصيات عربية فلسطينية، وتجند الكثيرين في خدمة مشروع اقامة الدولة الصهيونية، والطلب، قبل قيام الدولة، من شخصيات فلسطينية مرموقة، من الدولة العثمانية وفيما بعد من الانتداب البريطاني ان يسمح بهجرة اليهود الى فلسطين وتملك اراضي. وتجند قوى عربية مختلفة من العرب بالقتال الى جانب يالجيش الإسرائيلي، أي ساهموا بحصتهم في تنفيذ نكبة الشعب الفلسطيني، نكبة أبناء شعبهم.
لا اريد التعرض لأسماء وشخصيات (وبعضها من عائلات مرموقة) وما هي افعالها ومن هي القوى التي ساهمت بالقتال ضد شعبها واستمعت وحدثني شخص عاصر تلك المرحلة عن معركة قرية الصفصاف الواقعة على زنار جبل الجرمق، حول كيف ساهمت قوات عربية مجندة لحساب الحركة الصهيونية بهزيمة المقاومة الصفصافية، عبر الخداع بانها قوات عربية جاءت لنجدة المقاومين في الصفصاف الذين صمدوا وصدوا هجمات عديدة للهاغانا، التي كان مركز قيادتها في صفد والتي تبعد اقل من نصف ساعة سفر بالسيارة، فجاءت قوة عسكرية عربية من جهة الجبال ظنها اهل الصفصاف نجدة لهم، فكانت النهاية للمقاومة الصفصافية، ونفذت المجزرة الرهيبة المشهورة والتي ذكرت بعدة مصادر، ضد اهل الصفصاف. وقد وقعت مجزرة الصفصاف في 29 أكتوبر 1948، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على قرية الصفصاف بدعم قوات مسلحة عربية تجندت لخدمتهم.
من التفاصيل المؤلمة للمجزرة -بحسب الوثائق- كما نشرت ذلك صحيفة هآرتس عام 2019 فإن عناصر الجيش الاسرائيلي قيدت 52 رجلا مع بعضهم بعضا، ووضعوهم في حفرة وأطلقوا النار عليهم، وكان 10 منهم لا يزالون ينازعون الموت، وتوسلت النساء وطلبن الرحمة، ووجدن حينها 6 جثث، ثم 61 جثة، كما كان هناك ثلاث حالات اغتصاب، إحداهن لفتاة عمرها 14 عاما، أطلقوا النار عليها وقتلوها، وقطعوا أصابع بعض الضحايا بسكين ليسرقوا الخواتم.
أهمية كتاب "عرب جيدون" هو البحث بأسلوب أكاديمي عبر وثائق رسمية، مسألة راهنة أكثر من أي وقت مضى، تتناول جهاز العلاقات المتوترة بين الدولة ومواطنيها العرب على قاعدة النزاع القائم. (ملاحظة: حسب قرار الكنيست الذي قدمه الليكود، واقرته الكنيست، العرب ليسوا مواطنين في الدولة، بل مقيمين وربما هذا أيضا قابل للتغيير).
ولا بد من سؤال: كيف يمكن أن يقسم مواطن قسم ولاء لدولة لا تعتبره مواطنا يستحق نفس الامتيازات ونفس الحقوق الأساسية لكل مواطن آخر، ويستحق على الأقل أن لا يعتبر منذ يوم ولادته شخصاً غير مرغوب فيه، وخطراً أمنياً، تمتهن كرامته بأشكال عديدة؟
يعتمد الكتاب على وثائق سرية للغاية للشاباك (جهاز الأمن)، لمكتب رئيس الحكومة ووحدات المخابرات والأقليات وشرطة إسرائيل. بعضها وثائق تنشر لأول مرة.
يكشف كتاب عرب جيدون الحكاية التي لم تروى بعد، حول اختراق اجهزة الأمن والمخابرات العميقة لداخل الجمهور العربي في البلاد.
منذ إقامة دولة إسرائيل، رأت المؤسسة الحاكمة بالجمهور العربي الذين تحولوا بين ليلة وضحاها الى مواطني الدولة، رأت بهم إمكانية ان يشكلوا طابورا خامسا، لذا الدولة طمعت بضم أراضيهم، ومحي وعيهم وتوجيه تصويتهم. ونشرت لاحقا أبحاث قيادات السلطة لمواصلة تهجير من تبقى من العرب.
يكشف الكتاب ان المخابرات الإسرائيلية وعملائها من العرب، كانوا أداة مركزية لتحقيق الأهداف المخططة بمكاتب السلطة، وقد جرى تشغيل بعضهم كجواسيس عبر الحدود، أي في الدول العربية، وأيضا جرى اعدادهم ليقوموا بأعمال تدمير، سرقة وقتل. والمتعاونون من أوساط قيادية ساعدوا على مصادرة الأراضي، وتجنيد الأصوات في الانتخابات، وقمع التنظيمات المعادية.
عمليا عبر عرض فضائح مثيرة يطرح الكتاب تاريخا بديلا للمجتمع العربي في إسرائيل، لم يكشف بكل تفاصيله القذرة حتى اليوم، وضمنه ما يتعلق بالعلاقات بين دولة اسرائيل نفسها والمواطنين العرب، إذا صح ان نسميهم مواطنين بعد إقرار قانون القومية العنصري.
في كتاب هيلل كوهن الثاني واسمه "جنود الظلال" يكشف مفاجأة من الوزن الثقيل باندماج عرب فلسطينيين بخدمة المشاريع الصهيونية المعادية لأبناء شعبهم. منهم شخصيات معروفة من عائلات معروفة، ومخاتير ورؤساء بلديات، نجحت الحركة الصهيونية منذ بداية نشاطها، أي قبل اقامة الدولة وقبل حرب 1948، بتجنيد أوساط عربية للقتال، والسمسرة على الأراضي لحسابها، وصحفيين نشروا بالصحافة ما يتمشى مع نهج الحركة الصهيونية.
د.هيلل كوهن، يكشف مدى تعاون العرب مع الحركة الصهيونية، في بيع الاراضي وفي التعاون وخدمة مخططات الصهيونية، بل وخدمة سياسة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا، هناك أسماء اتجاهل نشرها لأنا لم ترد بالكتاب (لشخصيات عربية من الحزب الشيوعي، ربما اسقطها الباحث قصدا او بضغط من فوق) واترك المهمة لمؤسسات رسمية لفضح التفاصيل المذهلة قبل وبعد اقامة الدولة، لدرجة ان البعض يقيم الدور العربي في انتصار الصهيونية عام 1948 بالدور الحاسم الذي ساهمت فيه فئات من العرب الفلسطينيين أيضا.
nabiloudeh@gmail.com
كتابان "عرب جيدون" و"جنود الظلال" للباحث في معهد ترومان في جامعة تل ابيب الدكتور هيلل كوهين، يتناول أكثر المواضيع أهمية في علاقة الدولة اليهودية مع مواطنيها العرب. الاسم الكامل للكتاب الأول "عرب جيدون -المخابرات الإسرائيلية والعرب في
إسرائيل: وكلاء ومشغلين، متعاونين ومتمردين، اهداف وأساليب". والكتاب الثاني "جنود الظلال" لم أستطيع ان انهي قراءته بسبب موضوعه الذي أدخلني بحالة قهر وعصبية من الحقائق التي يكشفها عن انخراط شخصيات عربية فلسطينية، وتجند الكثيرين في خدمة مشروع اقامة الدولة الصهيونية، والطلب، قبل قيام الدولة، من شخصيات فلسطينية مرموقة، من الدولة العثمانية وفيما بعد من الانتداب البريطاني ان يسمح بهجرة اليهود الى فلسطين وتملك اراضي. وتجند قوى عربية مختلفة من العرب بالقتال الى جانب يالجيش الإسرائيلي، أي ساهموا بحصتهم في تنفيذ نكبة الشعب الفلسطيني، نكبة أبناء شعبهم.
لا اريد التعرض لأسماء وشخصيات (وبعضها من عائلات مرموقة) وما هي افعالها ومن هي القوى التي ساهمت بالقتال ضد شعبها واستمعت وحدثني شخص عاصر تلك المرحلة عن معركة قرية الصفصاف الواقعة على زنار جبل الجرمق، حول كيف ساهمت قوات عربية مجندة لحساب الحركة الصهيونية بهزيمة المقاومة الصفصافية، عبر الخداع بانها قوات عربية جاءت لنجدة المقاومين في الصفصاف الذين صمدوا وصدوا هجمات عديدة للهاغانا، التي كان مركز قيادتها في صفد والتي تبعد اقل من نصف ساعة سفر بالسيارة، فجاءت قوة عسكرية عربية من جهة الجبال ظنها اهل الصفصاف نجدة لهم، فكانت النهاية للمقاومة الصفصافية، ونفذت المجزرة الرهيبة المشهورة والتي ذكرت بعدة مصادر، ضد اهل الصفصاف. وقد وقعت مجزرة الصفصاف في 29 أكتوبر 1948، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على قرية الصفصاف بدعم قوات مسلحة عربية تجندت لخدمتهم.
من التفاصيل المؤلمة للمجزرة -بحسب الوثائق- كما نشرت ذلك صحيفة هآرتس عام 2019 فإن عناصر الجيش الاسرائيلي قيدت 52 رجلا مع بعضهم بعضا، ووضعوهم في حفرة وأطلقوا النار عليهم، وكان 10 منهم لا يزالون ينازعون الموت، وتوسلت النساء وطلبن الرحمة، ووجدن حينها 6 جثث، ثم 61 جثة، كما كان هناك ثلاث حالات اغتصاب، إحداهن لفتاة عمرها 14 عاما، أطلقوا النار عليها وقتلوها، وقطعوا أصابع بعض الضحايا بسكين ليسرقوا الخواتم.
أهمية كتاب "عرب جيدون" هو البحث بأسلوب أكاديمي عبر وثائق رسمية، مسألة راهنة أكثر من أي وقت مضى، تتناول جهاز العلاقات المتوترة بين الدولة ومواطنيها العرب على قاعدة النزاع القائم. (ملاحظة: حسب قرار الكنيست الذي قدمه الليكود، واقرته الكنيست، العرب ليسوا مواطنين في الدولة، بل مقيمين وربما هذا أيضا قابل للتغيير).
ولا بد من سؤال: كيف يمكن أن يقسم مواطن قسم ولاء لدولة لا تعتبره مواطنا يستحق نفس الامتيازات ونفس الحقوق الأساسية لكل مواطن آخر، ويستحق على الأقل أن لا يعتبر منذ يوم ولادته شخصاً غير مرغوب فيه، وخطراً أمنياً، تمتهن كرامته بأشكال عديدة؟
يعتمد الكتاب على وثائق سرية للغاية للشاباك (جهاز الأمن)، لمكتب رئيس الحكومة ووحدات المخابرات والأقليات وشرطة إسرائيل. بعضها وثائق تنشر لأول مرة.
يكشف كتاب عرب جيدون الحكاية التي لم تروى بعد، حول اختراق اجهزة الأمن والمخابرات العميقة لداخل الجمهور العربي في البلاد.
منذ إقامة دولة إسرائيل، رأت المؤسسة الحاكمة بالجمهور العربي الذين تحولوا بين ليلة وضحاها الى مواطني الدولة، رأت بهم إمكانية ان يشكلوا طابورا خامسا، لذا الدولة طمعت بضم أراضيهم، ومحي وعيهم وتوجيه تصويتهم. ونشرت لاحقا أبحاث قيادات السلطة لمواصلة تهجير من تبقى من العرب.
يكشف الكتاب ان المخابرات الإسرائيلية وعملائها من العرب، كانوا أداة مركزية لتحقيق الأهداف المخططة بمكاتب السلطة، وقد جرى تشغيل بعضهم كجواسيس عبر الحدود، أي في الدول العربية، وأيضا جرى اعدادهم ليقوموا بأعمال تدمير، سرقة وقتل. والمتعاونون من أوساط قيادية ساعدوا على مصادرة الأراضي، وتجنيد الأصوات في الانتخابات، وقمع التنظيمات المعادية.
عمليا عبر عرض فضائح مثيرة يطرح الكتاب تاريخا بديلا للمجتمع العربي في إسرائيل، لم يكشف بكل تفاصيله القذرة حتى اليوم، وضمنه ما يتعلق بالعلاقات بين دولة اسرائيل نفسها والمواطنين العرب، إذا صح ان نسميهم مواطنين بعد إقرار قانون القومية العنصري.
في كتاب هيلل كوهن الثاني واسمه "جنود الظلال" يكشف مفاجأة من الوزن الثقيل باندماج عرب فلسطينيين بخدمة المشاريع الصهيونية المعادية لأبناء شعبهم. منهم شخصيات معروفة من عائلات معروفة، ومخاتير ورؤساء بلديات، نجحت الحركة الصهيونية منذ بداية نشاطها، أي قبل اقامة الدولة وقبل حرب 1948، بتجنيد أوساط عربية للقتال، والسمسرة على الأراضي لحسابها، وصحفيين نشروا بالصحافة ما يتمشى مع نهج الحركة الصهيونية.
د.هيلل كوهن، يكشف مدى تعاون العرب مع الحركة الصهيونية، في بيع الاراضي وفي التعاون وخدمة مخططات الصهيونية، بل وخدمة سياسة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا، هناك أسماء اتجاهل نشرها لأنا لم ترد بالكتاب (لشخصيات عربية من الحزب الشيوعي، ربما اسقطها الباحث قصدا او بضغط من فوق) واترك المهمة لمؤسسات رسمية لفضح التفاصيل المذهلة قبل وبعد اقامة الدولة، لدرجة ان البعض يقيم الدور العربي في انتصار الصهيونية عام 1948 بالدور الحاسم الذي ساهمت فيه فئات من العرب الفلسطينيين أيضا.
nabiloudeh@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق