اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أتشتاق | قصة قصيرة ...*د نجوى غنيم – فلسطين المحتلة

 ⏪⏬
“على دلعونا تحتِ الرُّمّانـــي يامـــــا حبيبِ القلب لاقانـــــي
خوفي يا يما حبي ينسانــــي وسافر عالغربي وتركني هونا

تحتِ الرُّمًاني تحتِ الرُّمّاني حبيبِ القلــب هيــــــو استنّاني
دور عليّي، قلـــت هيّانــــي تعــــــــال لعندي يا بو لعيونــا
حبيبي أهداني حبّة رمّـــانِ وقل لي يا مدلل بللّه استنانــي
وأنا عا فراقك صرت مرضانِ كلو على شانك يا أسمر اللونا”
انساب صوت أمه الحنون يردّد الأغنية بينما هو قابع تحت اللحاف، فتح عينيه ورفع وجهه نحو السماء فرأى عبر النافذة هلالًا يتيمًا هائمًا في خضم السواد، وهبّت على وجهه نسمة الليل الباردة فخففت من لفح اللهيب الذي يجري تحت بشرته السمراء، بقي في الفراش متمددًا يتأمّل شقوق السقف المتشعبة في خطوط متكسّرة تلتقي وتتوارى وتتباعد، يتذكّر أيامًا قضاها تحت شجرة الرمان، أيامًا تعيش في قلبه ووجدانه، وتذكّر جلنار بنت الجيران التي لم يرها مذ هجروا من صفورية.. جلنار التي لا يعرف أين هي اليوم…
قديما قالوا:” كلّ الحوادث مبدأها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر، كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر”.. وهذا ما فعلته عينا جلنار اللامعتان، جلنار الصوت العميق الدافئ، القوام الفارع، الابتسامة الدائمة التي تطلقها في الهواء دون أن تخصّ بها أحدًا… سحرته بهدوء وجهها، وفتنته تلك السكينة والبراءة التي تعلو ملامحها، أضاعها، وهو منذ ضياعها أصبح مثل دم انسحب من جسد وخلّفه هامدًا.
قضى طيلة الليل يفكّر بحديث دار بين شقيقيه، كانا يتحدّثان عن مجموعات تدخل خفيّة إلى صفورية تقطف الرمان، يضعونه في أكياس أو صناديق ويأتون بها إلى الناصرة، كان الرمان نقطة ضعفه، لا بل كانت تلك الثمرة عشقه الأبديّ، منذ مدة لم ير ثمرة الرمان، وتراءت له بأزهارها البيضاء والحمراء الجميلة وجلدها القرمزيّ اللون يعلوها تاج مميّز، وتذكّر عصيرها الذي كان يشربه سائغًا لذيذًا، وأكلة دبس الرمان التي كانت تعدّها جدته وتصّر أن يتناولها حتى يسمن قليلًا ويحمّر وجهه، تذكّر كيف كان يفرط حباتها اللؤلؤيّة، وكيف أعدّت منها أخته “السنونية” عندما برز أول سن لابنها الصغير، وكيف كان جدّه يشرب عصيرها لتخفّف عنه آلام المفاصل.. ثمّ إنّ في داخله حنين يخنق الروح… فقد اشتاق… اشتاق لبساتين الرمان والتين والحمضيات، اشتاق لسهول صفورية الواسعة، لمياهها العذبة ، اشتاق لنبع القسطل، لقلعة ظاهر العمر، لرائحة ترابها، فكّر في كلّ ذلك واتخذ قرارًا…
-يما أنا رايح عصفورية.
وجاء صوتها حادًا: لا لن تذهب، لا أريد أن أفقدك، هذه مخاطرة كبيرة .
-يما، لا تخافي، سأحضر رمانًا فقط.
-“رمان! ولا بدك تدور على جلنار”؟
انتابه إحساس غامض، وتذكّر عرس الدم حين أمطرت السماء قبل أشهر نارًا وزجاجًا وحديدًا وأجسادًا ممزقة.
واستدرك قائلًا: لا، فقط سأحضر رمانًا.
-لن تذهب.
كانت أمه من تلك النساء اللواتي لا يتراجعن عن قراراتهن، عنيدة حتى والده كان يخشاها.
لكنّه هو أيضًا اتخذ قراره، سيذهب.
وقبل صلاة الصبح بساعة انسلّ من فراشه، أخذ شوالًا من المخزن، وخرج من البيت متوجهًا نحو بيت جدّه، وحده جدّه من سيفهمه ، ألم يكن يقول له: “الرمان بملي القلب ايمان”!
سار حتى وصل بيت جدّه وهو يستحضر الذكريات بكلّ ما فيها من حلاوة وآهات، ويستذكر أحاديث جدّه عن صفورية التي كان يكرّرها كشريط تسجيل لا يعرف الكلل أو الملل، كان الباب الحديديّ مغلقًا ولم يشأ أن يحدث صوتًا في الصباح الباكر فيوقظ الحي بأكمله، استدار ومشى مبتعدًا عن الدار، لكنّ شعورًا غريبًا انتابه فقفل عائدًا إلى منزل جدّه، سيرى جدّه قبل أن يذهب إلى صفورية، قفز عن الجدار ودخل عبر الحديقة، كان الشباك مفتوحًا ورائحة غريبة تنبعث منه، وغيمة سوداء من الدخان الخانق تملأ المكان، وركبه الفزع وصاح: جدّي!
وما هي إلاّ لحظات حتى كسر الباب، وقام بسحب جدّه إلى الخارج، تمسّك به جدّه، وأورق الحنان في تعابيره وتجمّع الشكر دمعًا في عينيه، تشنّجت أطرافه فبدا كأنّما كلّ طرف منها قد دقّ في الأرض بمسمار ، وكست وجهه صفرة كأنّ كلّ شيء فيه قد تخلى عنه حتى دماؤه، أمّا عيناه فكانتا مفتوحتين معلقتين في السماء، وأنفاسه تتهدّج في عنف، امتلأت الدار بالجيران يحاولون انقاذ المنزل من النيران، أخمدت النار ولكن في قلبه نار لم تخمد، وجاءت أمه على عجل لتطمئن على والدها، نظرت إليه نظرة ذات معنى ولم تتكلم.
خرج دون أن ينبس ببنت شفة، منصتًا لنبض روحه الهائمة، نظر إلى الأبنية الحجريّة الراسخة كالجبال، ودور البلدة العتيقة التي صمدت معالمها أمام الزمن، تابع سيره لتحتويه أروقتها الطويلة التي يفوح منها عبق القدم فتحمله إلى زمان الأساطير والحكايات الجميلة، سار في طرقها الضيقة الصاعدة إلى الأعلى. وبين ثنايا ذاكرته رأى آمالًا تتجدّد،حبًّا وشوقًا ونبضًا.

 *د نجوى غنيم
فلسطين المحتلة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...