اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ثلاث صور ...* طلعت مصطفى العواد

⏪⏬
انتظار المدير العام أشعل القلق. الكل يدقق في أوراقه، ليتوارى بعيدًا، تحاشيًا لسانه السليط إلاّ الأستاذ أحمد. لم ترقبه الأعين سألوا عنه وإذا به غائص أسفل قاع جبل الورق. لم يسمع سوى صوت يهمس أين هي؟ أين هي؟

قالوا: ماذا تريد؟ قال: ورقة مهمة.

أشار عليه أحدهم: عليك بالمخزن. وعند الذهاب إليه استقبلته رائحة تزكم الأنف. تزحزح خطوتين إلى الخلف، لكن حاجته الى الورقة زجت به داخله. العفن منشور هنا وهناك، أجولة كثيرة ملقاة بلا نظام، عقود من السنين تركت بصماتها عليها. لا شك أن البحث سيكون مضنيًا. بدأ بالجوال الأول ورقة ورقة، ولكن بلا فائدة... بالثاني.. بالثالث... لا ثمرة من هذا التعب. الغبار العفن سلب دافع بحثه عن الورقة, أحس بخدر رقيق، جلس ساندًا ظهره بجوال مازال قيد البحث. تساقطت عليه الأوراق المتهالكة، تاريخ قديم, كلما وقع نظره على واحدة منها عادت ذاكرته إلى الوراء. شريط الذكريات يمر أمام عينيه بانفعالات مختلفة، من حزن وفرح وضيق وانشراح وظلم وعدل. فجأة لمحت عيناه ثلاث صور صغيرة مرقت من ثقب في الجوال، ثلاثة تلاميذ كان أستاذًا لهم منذ ثلاثة عقود، انتبه قائلاً: يا لها من مفاجأة.

الصورة الأولى للحسيني. في منتصف العام الدراسي الثاني انقطع عن الدراسة. سأل عنه وجده ساحبًا لحمار روث الجاموسة متجهًا إلى الحقل، إنه يعمل أجيرًا لأحد الأغنياء. لكن ماالسبب؟ كان الحسيني الأول في دروس الحساب. كان عليه أن يبحث عن السبب، علم أن والده تضخمت بطنه. كبده الذي تليف لم يتركه إلا عظامًا نخرة. باتت والدته ساهرة تفكر كيف تدبر القوت لأطفالها. فلم تجد إلا الحسيني يعمل أجيرًا تاركًا المدرسة إلى الشقاء المبكر، قال لنفسه: تلميذ نابغة سيكون له شأن كيف يتحول إلى أجير سائق لحمار.

فاحتضن الحسيني وتكفل بتعليمه أما والدته فقد كلف زوجته تعليمها الحياكة.

الصورة الثانية للسقا. كان والده أصم أبكم. السقاية هي مهنته، لا يعيش إلا على فضلات كسر خبز, كان السقا يجلس في مقعده مكسور العين يواري نفسه بركن الفصل. ثيابه مزركشة برقع ملونة. تلاحقه سياط ألسنة أترابه. تغزه في خلاياه. ولم يكن أمامه إلا أن ينكب على كتبه هاربًا من كل شيء.

أما الصورة الثالثة، فقد رآها تحدق في وجهه وتموج كالبحر الهائج، تذكر صاحبها حامد وما فعله والده (سعادة البيه الكبير) عندما أعطاه خمسة من عشرة في الإملاء. انقلب نظام المدرسة. وعم الرعب الجميع

قال له أحدهم: ألم تخف على نفسك؟ قال الآخر: انتظر ما سيحدث لك

قال لهم: هذا مستواه.

قالوا: نعرف...ولكن أباه «بك» كبير.

قال في تصميم: لن أعدل الدرجة.

قالوا له: أنت محول للتحقيق.

الصور الثلاث مرصوصة واحدة تلو الأخرى عشرات السنين مرت, ترى أين هم الآن؟

الصمت يعم المكان. هدوء حذر لم يألف من قبل حفيف أقدام وأصوات متواترة, سعادة المدير العام يقف أمام المخزن وهو يتأمله، انتصب الأستاذ واقفًا. على جبينه حبات من العرق المترب, يمد كفه التي تحمل الصور الثلاث.

قال الأستاذ: أحمد.. من .. لا أصدق.

يقول له المدير العام: هل تذكرني يا أستاذ, أنا تلميذك السقا.
يقول الأستاذ: لا أصدق.. انظر هاهي صورتك في يدي وأنت تلميذ بالصف الثاني.

*طلعت مصطفى العواد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...