اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

هَكذا أجبتُ حَبيبتي ...*مُهنّد ع صقّور

⏪⏬
ذاتَ لِقاءٍ حَميميّ مَعهَا .., ومَا أكثرُ لِقاءاتِنا .., قالتْ لي والغُصّةُ تَخنقها : لَقدْ كَتبتَني كثيراً ., وَلطَالَمَا اهتَممتَ بي وخبّأتني عنِ الغيرِ ., لا بلْ وكنتَ تغارُ عليّ حتى مِنْ نفسكَ .., وكثيراً مَا كنتُ وجهَ خيرٍ عليكَ جرّاءَ ظفرِكَ بِالعَديدِ مِنَ الجَوائِزِ " المَعنويّةِ أو المَاديّةِ "
ولَكِنْ ما يُثيرُ حَفيظتي هو سؤالٌ يَعتلِجُ في داخلي منذُ زمنٍ وكُلّما هَممتُ بطرحهِ عليكَ ينتابني شعورٌ بالخوفِ والخجل منكَ ومِنّي .., ولكِنّي لم أعد أطقْ صبراً فاسمع سؤالي وقلْ بعدهُ ما شِئت .., هلْ تكتُبني فقط مِنْ أجلِ جائزةٍ أو لَقبٍ ما .؟ أم تكتبني لقاءَ وعدٍ بشيءٍ أو إرضاءً لأحدٍ مَا .؟ أم أنّك تكتُبني فقط لأنّك تُحبّني .؟!! وهلْ حدثَ مرّةً وسَرقَني أحدُ ما مِنكَ .؟ نزلَ سؤالها عليّ كالصّاعِقةِ .., شردتُ قليلاً .., تملّكني الذّهولُ وغادرتُ نفسي لِبُرهةٍ .., مَا كانَ ليخطرَ ببالي سؤالَها هذا .., ومَا كنتُ لأتوقّعهُ منها وهي التي تعرفني جيداً .., عدتُ لنفسي وقلتُ لها : إذا إليكِ الجواب :

يُضحِكني جداً هؤلاء الذينَ يَشتغلونَ مَعَ الموجةِ ونقيضِها حسبَ المصلحةِ، دونَ مَوقفٍ ثابتٍ أو بقيةِ حياء. ويُضحِكني حدّ السّخريةِ أولئكَ الذينَ يُقايضونَ جيّدهم برديءِ غيرهم , ويُساوِمونَ على الفِطرَةِ والموهِبةِ بالصّنعَةِ والكِلفة ., ويَدفعني إلى الرّغبةِ بالإقياءِ أولئكِ الذين يُخضِعونَ قُبحهم لِعملياتِ تجميلٍ تُزيدهم قُبحاً ودَمامةً .., وَيدخلني في نوباتٍ من الهيستريا أولئكَ الواهمون المُدّعون الذين يخرجون علينا بهرطقاتٍ وطلسماتٍ يزعمونَ أنّها شِعراً ونَثرَاً .., ويُحبطني أولئكَ الذين يطرحونَ أسئلةً حمقاءَ فقط مِنْ أجل الأسئلة .

ومُخطئٌ أيّما خطأٍ ذاك الذي يظنّ أنّ القَصيدةَ صُورَةٌ فوتوغرافيةٌ عَنِ الواقعِ أو نُسخةٌ منهُ ., وتافِهٌ مَلعونٌ مَنْ يعتبرها سُلعَةً تُباعُ وتُشترى يُدلّلُ عليها مُنتظِراً مَنْ يدفعُ أكثر .., وواهِمٌ مَنْ يحسبُ أنّها وُلِدتْ مِنَ الفراغِ ., بَلْ هي صورةٌ حيّةٌ نَاطِقةٌ ., ومُستقلةٌ لهَا عالمُها الذي يصنَعهُ الانزياحُ اللغويّ ., .فَمَثلاً قد يكتبُ الشّاعِرُ قصيدةً يُخاطِبُ بِها امرأةً في الحُلمِ أوِ الخَيالِ دونَ أنْ يُحيلها إلى امرأةٍ حقيقية. ولكنّ القصيدةَ الأكثرُ تأثيراً هِي التي تكونُ جذورُها مُرتبطةً بالواقعِ ومُنزاحةً عنهُ لغوياً بكُلّ تأكيد " .., هكذا أكتبكِ ولهذا أغارُ عليكِ حتى مني ., ولِأجلِ أنْ أُسكِنكِ الزّمان وفقط أقبضُ على جمرِ دفقكِ ., ولظى انبعاثكِ .., ولِأجلِ أنْ تمنحيني الجائزةَ الأغلى والأحلى لم أبغِ بكِ أيّ شيءٍ آخر .., أكتبكِ لِتمنَحيني أسميَ الأحبّ " شاعر " ولا شيء آخر ., هَذِهِ هي أنتِ / قصيدتي / وإلّا فالنّتيجةُ لَغوٌ وهراءٌ ., ومِنْ ثُمّ لا شيء ..,

حَسبُ " التي" فيهَا اختَزلتُ " اللّاتي
 وَلَها أقرّ أمَامَكُم بالآتي :

قصّرتُ رُغمَ البَذلِ في إيفَائِها
 إذْ لم يَكُنْ في مَا بَذلتُ حَياتي

حَاولتُ في جَهدِ المُقِلّ وَخانَني
عَزمي وَلَم تَفِ حَقّها قُدرَاتي

فجَعلتُها ربّاً إليهِ تَعبّدي
 وَتوسّلي وَتلِاوتي وَصَلاتي

وليأتِ إذْ يأتي غَدي بجهنمٍ
 فاليوم عِندي جَنّة الجَنّاتِ ؟

عِندها فقط يحقّ لي أنْ أصرخَ شاعِرَاً قائلاً :

لَا يُشبِهَني ذلكَ النّهرُ الذي يَحمِلُ أخطاءَهُ إلى البَحر .., ولَا يشبِهني ذلكَ الشّاعِرُ المُثقَلُ بِالجَوائِزِ والألقَابِ .., لَا يُشبهني ذلِكَ الذي يَدّعي أنّهُ أنَا .., لَكِنّهُ يشبِهني ذلِكَ الذي ليسَ كَمِثلِهِ شيء .؟!!

إذاً عِندَمَا تَكونُ الجَوائِزُ المَادّيّةُ , والألقَابُ المَعنويَةُ حَقيقيّةٌ ولِجهةِ مَانِحيها وَممنوحيها ., تكونُ بلا شكّ أوسِمةً حقيقيّةً تدعوا إلى البَهجَةِ والفَخرِ - وهذا بالطّبعِ مِنْ بَابِ لُزومِ النّتيجة لِلمُقدّمة – ومِنْ بَابِ مَنْ أدّى مَا عليهِ استحقّ مَالُهُ – أمّا عِندَما تكونُ نَاتِجةً عن اتّفاقاتٍ مُسبَقَةٍ , أو مُؤامَرَاتٍ على الأدبِ والأُدبَاءِ تَهدفُ إلى حِرمَانِ مَنْ يستحقّ وإعطاءِ مَنْ لا يَستحِق كما هو الحالُ عِندَنا تُصبِحُ قُيوداً وسلاسِلاً تُشبِهُ تلكَ الموجودَةِ في رِقابِ الكِلابِ والعَبيد .

ويُصبِحُ الحصولُ عليها إقرَاراً بِالخطأِ ., مُبَاركَةً بِالفسَادِ وَدَعمَاً لِلخَرابِ ., واستخفَافاً بالجمهورِ المُثقّفِ ., واحتِقَاراً لِلعقولِ ونَسفاً لجوهرِ الأدبِ ., وصلبَاً لروحِ الثّقافةِ ., وحَرقَاً لهيكلِ الضّادِ المُقدّسِ ., وهذا مَا يَحصلُ الآنَ في وَاقِعِنا المُذري ., وحياتِنا الثّقافيةِ العقيمة , بِدءاً مِنْ جوائِزِ المُسَابَقاتِ الأدبيّةِ لِلهُواةِ إلى جَائِزةِ نوبل التي أصبحتْ تُمنحُ لِلمُجرمينَ والإرهابيين تحتَ ذرائعَ واهيةٍ ., واعتباراتٍ سياسيّةٍ ., وتَحقيقِ توازناتٍ دوليّةٍ لا علاقَة لها بالأدبِ ولا بالثّقَافةِ بل كُلّ علاقتها بِقلّةِ الأدبِ وانعِدامِ الحِسّ بالمسؤوليّةِ تِجاهَ شرفِ الأدبِ والأُدباء .!

إذاً حِينَ تَبوّأ الأوغادُ الجَهلَةُ ., والهُبلانُ السّذّجُ مواقِعَ القرارِ ., وعُروشَ الأدبِ خرّبوا مَعانِي الجوائِزَ والألقاب ., وفرّغوا الكلمات مِنْ مَعانِيها ., وأساءوا لِقُدسيّةِ الرّتبِ العالية _ شاعِر المليون – على سبيلِ المِثال

اسمعيني جيدَاً :

عِندَمَا يُمنَحُ " أوباما " رئيس الولاياتِ المُتحِدّة جائِزةَ " نوبّل" للسّلام ., فهذا يعني أنّ على كُلّ الأدباءِ والمُثقّفين الذينَ يحترمونَ أنفسهم أولاً والأدبَ ثَانِياً أن يشتركوا في قراءةِ الفاتِحةِ على الحقيقةِ والأدبِ والحقّ ., وأنْ يُؤبّنوا السّلامَ والحُبّ والأمَلَ في حفلٍ جنائِزيّ سَاخِر .؟!

وعِندَمَا يُمنَحُ " فُلانٌ مَا " جَائِزةَ / المعريّ لِلشّعر /., وهو لا يَعرِفُ شيئاً عنِ المعريّ وبِالكادِ يحفظُ بِضعةَ أبياتٍ لهُ فَهّذا يَعني أنّ على كُلّ مَنْ يَدّعي أنّهُ شاعرٌ ومسؤولٌ عن أداءِ رِسالتهِ أنْ ينتفِضَ ثائِراً رافِضَاً لِذلك ., مُستنكِراً هذا الاستخفاف والازدراء بالمعريّ أولاً .., وبالشّعرِ ثانياً .

وعِندَمَا تُمنَحُ " فُلانَةٌ " جَائِزةَ / الخَنساءِ / وتُتوّجُ أميرةً لِشُعراءِ وشواعِرِ عصرِها وهِي بِالكَادِ تسمعُ بِالخنساءِ هذا إذا لم تظنّها مُستحضراً مِنْ مُستحضراتِ التّجميلِ العصريّة

هذهِ هي مِحنةُ الشّعر بِشكلٍ خاصٍ والأدبَ بشكلٍ عام.., وهذهِ هي الكارثة الكُبرى التي ألمّتْ بهِ .., ربّما ذهبَ ولن يعود .., إنّ ما نُشاهِدهُ ونقرأهُ عبرَ الكثيرِ مِنَ الصّحفِ والمواقعِ الإلكترونية لمُحزنٌ ومُخجلٌ جداً مِن ناحية .., ومُضحكٌ مِنْ ناحيةٍ أخرى .., كما أنّ أغلبَ ما يُنشر وَيُطبعُ يبعثُ على القشعريرةِ لا بل ويدفعُ على الإقياءِ أحياناً ..., لماذا هذا التّهافت المَحمومُ على نشرِ خزعبلاتٍ وتُرّهاتٍ وإظهارِها على أنّها شِعر ..؟ وتعويمِ أصحابِها على أنّهم فُرسانُ " مربد " .؟ ولماذا هذا التكالبُ المفضوحُ مِنْ قبلِ بعض مَن يدّعونَ بأنّهم نقّاد وكتّاب ومثقفون على نصوصٍ لا تستحقُ حتى مجرّد الوقوفِ أمامها ..؟ ولماذا هذا الاستخدام العبثي والعشوائي لكثيرٍ مِنْ أدواتِ النّقد وفنّياتهِ في نصوصٍ هي أبعدُ ما تكونُ عن هذهِ الأدوات والتقنيات لا بل لا تحتويها هذهِ النّصوصُ لا مِنْ قريبٍ ولا بعيد ..؟ فهل باتتْ مِهنة النّاقد أن يتلاعبَ بكلماته ومفرداتهِ ساخراً مِنْ عقول القرّاءِ مِن جهة .., ومُحمّلاً النّص أشياء لا توجد فيه بل لم تخطر حتى ببال الشّاعرِ نفسهِ ..؟ وهل أضحتْ مُهمة النّقد تلميعَ الباهتِ , وإجراء عمليات تجميلٍ لكثيرٍ مِنَ النّصوصِ الرّاعفةِ قُبحاً ورتابةً وجموداً .؟ وهل حشدُ الكثير مِنَ المُصطلحات والمفاهيم والمُفردات بهذا الشكل الفوضوي يدلّ على أصالةِ النّص الشّعري مِنْ جهة .., وحصافة النّاقد مِنْ جهةٍ أخرى ..؟!!

بِالنّسبةِ لي لم أكُنْ يوماً مِنَ الأيّامِ مشغولاً بالحصولِ على جَائِزةٍ أو لقبٍ ., ولَن أكون ., فلقبُ شاعِر أو أسمُ شاعِر هو أهمّ مَا أبتغيهِ ويشغلني ., وأرجو أنْ أُدرِكَ اللحظة التي تُؤهّلُني لِحملِ أسمِ شَاعِر

ولَنْ أكونَ مُبالِغاً أو مُخطِئاً إذا مَا قُلتُ أنّ مَا نبتغيهِ ونركضَ وراءهُ ليسَ لَنا مِنهُ إلّا عُبوديتنا لَهُ ., وأنّ الذي يسعى إلينا هو لنا وبالتّالي سنكونُ لهُ أسياداً ., والفرقُ كبيرٌ جداً بينَ السّيادةِ والعُبوديّةِ .!

فالشّاعرُ الحقيقيّ لا يَطمحُ لِأكثر مِنْ أنْ يكونَ حُرّا .,! وأنا لا أشعرُ أنّني بِحاجةٍ إلى أيّ لقبٍ أو جَائِزةٍ يَمنحني إيّاها مُدّعٍ يخالُ نفسهُ قيّماً على الأدبِ ., ووصياً على الثّقافةِ .., مُتوهّمٌ أنّ لا كلامَ يعلو كلامهُ ., ولا رأيَ إلّا رأيه .., وقولهُ القولُ الفصلِ الذي لا يأتيهِ الباطِلُ مِنْ بينِ يديهِ ولا مِنْ خلفه . فالألقابُ والجَوائِزُ لا تُضيفُ إليّ شيئاً ., وغيابُها لا يُنقِصُ مِنّي شيئا ., كانت وما زالت وستبقى خارجَ اهتمامي .!

أمّا فيما يَتعلّقُ بِسؤالكِ / الفخ هل حدثَ وسرقكِ أحدٌ منّي وانتحل شخصيّتي وزيّلكِ باسمهِ .؟

فأقولُ لكِ أيّتها الحَبيبةُ / المَعشوقَةُ إنّ الجَمالَ مُغرٍ جذّابٌ آسِرٌ .., غاوٍ فتّانٌ يدعو أحياناً لِفقدانِ السّيطرةِ على النّفس ., وارتكابِ الخطيئةِ وعلى الملأ .., لقد أعادني سؤالكِ هذا إلى روايةِ " سَاعي بريد نيرودا " حيثُ استوقفتني هُناكَ عِبارةُ السيّد " ماريو خيمينث " / الشّعرُ ليسَ مُلكَ مَنْ يكتبهُ وإنّما مُلكُ مَنْ يَستخدِمهُ/

هَذهِ العبارةُ ذكَّرتني بكثيرٍ مِنَ الشّعراءِ الذينَ أخبروني أنّهم استخدَموا شِعري لِمُغازلةِ حبيباتهِم .., ورثاءِ أعزّائِهم .., ومدحِ رموزَهُم دونَ أنْ ينسبوا الشّعرَ لي، فقلتُ لهم إنَّ شِعري مَنذورٌ لوجهِ اللهِ وخلقهِ .. حَلالٌ عليكُم ومُبَارَكٌ لكُم !

هَذهِ هي حِكايتي مَعكِ .., وهذا حالي أثناءَ كِتَابَتي لكِ .., وهذهِ قِصّةُ عِشقي المجنون لكِ أيّتها الأميرةُ الحبيبة .., فهلْ أُلامُ أو أُعذلُ ..؟ اكتُمي ما قلتهُ لكِ .., ولا تُحدّثي بِهِ أحدا .

*مُهنّد ع صقّور
سوريا - جبلة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...