⏪⏬
الليل مسافر لا يعرف الراحة مع هذا البرد القارس الذي يثير يقظة الرياح والثلج و الصقيع،
وحده يرتجف في قمة التلة ، دونما تفكير في إشعال نار تثلج صدره،
كيف يسمح للسخف أن ينال منه؟
رغم أن الصبر فقير....
من أين لعمر عسل قصيدة؟
هو لا يملك سوى هذه البندقية و بعض الرصاصات التي ينتظر منها أن تحافظ على شهامته في نقطة الحراسة البعيدة عن معنى الحياة،
حتى عواء الذئاب و حفيف الأوراق الساقطة مختف،
كل شيء في هذا السكون يحاول انتزاع ريقه،
إلا القمر الذي يتوسط السماء أشعل مدفأته و جعل من شوق عمر جمرا ،
يتحول تارة إلى قطع ماس تستمد بريقها من بؤبؤ وعد،
و تارة إلى يد قاسية تصفعه بشدة كلما ضاعف النوم رشوته لجفون بندقيته.
عمر: يضرب رأس البندقية ضاحكا والدخان يتصاعد من فمه الصائم عن الكلام ،
الكلام محظور ،
البكاء ممنوع،
الفرح يقف باستعداد للانقضاض،
السكر في أحضان حروف متلهفة للذوبان في لحن،
أيتها البندقية البائسة هذه قبلة حتى تنعشك، لاتشاغبي مرة أخرى، هذه آخر نوبة حراسة،
وعد تنتظر أن تمضي هذه الساعة لتشرق بثوب الزفاف.
* أحمد إسماعيل
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق