الرواية الصادرة عن دار أكيول التركية للنشر والتوزيع، بالتعاون مع مبادرة راوينا الأردنية تتحدث من خلال ذاكرة مهاجر معمر يعيش في مدينة الزرقاء، وتتأرجح أحداثها بين الفرح والألم وبين الماضي والحاضر، ليتعرف القارئ على بلاد الشيشان، وعاداتهم، وتقاليدهم، الأساطير والحكايات الشعبية، والأمثال، إضافة إلى الأبطال الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون عنها.
وأوضحت أن الرواية التي استغرقت كتابتها خمس سنوات، واعتمدت على الكثير من المصادر التاريخية الموثقة، تنتقل بالقارئ إلى أمكنة مختلفة من الشيشان، إلى تركيا، إلى بلدان أخرى من بلاد الشام، كما تتقاطع الرواية، وتتعاطف في فصل من فصولها مع القضية الفلسطينية.
من جهته، أعتبر الباحث في القضايا الشيشانية الدكتور أمين شمس الدين داسي ان الوجه التاريخي للرواية الأدبية التاريخية؛ مادة قيمة تضيف لمكتبة الأدب الأردني والعربي والعالمي حيث أنها تدور حول هجرة الشيشان من بلادهم في شمال القوقاز إلى أراضي الدولة العثمانية آنذاك، وانتهاء في إمارة شرق الأردن في أواخر القرن التاسع عشر، وتصف الهجرة، وحال المهاجرين قبلها، وفي أثنائها، وبعدها، والمآسي والأهوال التي عاشوها، بأسلوب شيق وجذاب، عميق المعاني.
وبين في تقديمه للرواية انه رغم الأحداث المريرة التي مرت بها الشيشان تاريخيا إلا أن أهلها صمدوا، وتحملوا، وصبروا، وبنوا جمهوريتهم من جديد، وحصلوا على حكم ذاتي واسع، ساهم جميع افراده في تطويره وازدهاره، حتى غدت عاصمة جمهورية الشيشان واحدة من أجمل مدن القوقاز.
ووصف عضو رابطة الكتاب، والناقد محمد المشايخ الكاتبة الشيشاني بأنها حارسة الذاكرة الشيشانية، لحرصها على تاريخها، وبحثها الدائم عن الأصالة، والينابيع الأولى له، فهي الوحيدة التي تحدثت بصراحة مطلقة عن المرأة الشيشانية من خلال رواية عن الشتات الشيشاني حيث توضح للعالم كيف أن أهل الشيشان يحبون الحياة، كما يحبون وطنهم، وأرضهم.
* صحيفة الغد الأردني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق