اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الصّعود إلى قمّة الرّجاء الصّالح


⏬   4 ـ المحطّة الرّابعة: الصّعود إلى قمّة الرّجاء الصّالح

غير بعيد عن مربض السيّارات والحافلات السياحيّة يستقبلنا ممرّ يصّاعد بنا إلى قمّة الرّجاء الصّالح حيثُ نُشرف على البحر ونعانق
السّماء. يا ربّ الكون، ما أروعك، ما أقدرك، ماأجملك... ! أيّ سحر هذا أنت نافثه بين عبادك؟ ! إنّ لغتي على ثرائها لتُقرّ بعجزها أمام هذه البدائع والرّوائع، فسبحان الّذي برى وصوّر ونحت !
الطّقس حارّ نسبيّا. بعض السوّاح قصدوا الشّاطئ للسّباحة وبعضهم أمّ الجبل الّذي على يسارنا. صخوره الصلدة تغري بالتسلّق، وخضرته النّضرة تدعونا إليها. هالني هذا الممرّ الجبليّ الّذي ينتهي عند قمّة الرّجاء الصّالح واستعسرتُ قطع هذه المسافة الطويلة صعودا على القدمين، بل وجدت هذا الأمر مستحيلا في هذا الطقس الحارّ، إلّا أنّ مرافقيَّ شجّعاني على المحاولة وحثّاني حثّا مستميتا، فقبلتُ خوض المغامرة ومنّيتُ نفسي بأن أقطع نصف المسافة أو حتّى ربعها. يكفيني شرفا أنّني حاولتُ ! وأنا أصّاعد الجبل بهمّة وتحدّ لشعوري بالعجز عن إدراك ما إليه أرنو، بدت لي القمّة قصيّة جدّا ولا أمل لي أبدا في الوصول إليها. إلّا أنّ التقائي صعودا ونزولا بسوّاح يكبرونني سنّا وأشدّ بدانة منّي أوقد حماسي وبعث في روحي جذوة التحدّي الّتي ما كانت لتفارقني في عزّ شبابي. أضحيتُ شابّة أنافس الصّاعدين ! أتعب وأتحامل على نفسي وأكتم لهاثي، بل أقفز الدّرج وأسابق الجميع... وما إن لاح لي مقعد خشبيّ على يميني حتّى أسرعتُ إليه وألقيتُ بنفسي فوقه وأنا ألهث كالكلب في يوم قائظ، وما عدتُ أستطيع الكلام أو التقدّم قيد أنملة ! كان الصّاعدون يمرّون بي فرادى وجمعا. قرأتُ في أعين بعضهم تشجيعا وحثّا على استكمال المسافة، وقرأتُ في عيون بعضهم رثاء لحالي وشفقة بيّنة عليّ. أمّا زوجي ـ وقد صمد أفضل منّي ـ فلم ينتبه لحالي إلّا بعد أن تجاوزني بمسافة، وما أن افتقدني حتّى ولّى الأدبار متحاملا على تعبه تحاملا بيّنا، وتبعه منير دليلنا. لم ينفع حثّهما لي على مواصلة الصّعود، فقد قرّرتُ أن أكتفي بهذا القدر، وأنتظر عودتهما على هذا المقعد؛ إذ لم يعدْ بمقدوري أن أتقدّم خطوة أخرى ! تركاني أستريح قليلا وهما يصدّعان رأسي إلحاحا وحملا على المثابرة... استأنفتُ الصّعود بقوى خائرة وعزيمة بدأت تتلاشى، فللجسد أحكامه الّتي لا سبيل إلى إنكارها أو تجاهلها. لم أكن قد قطعتُ من المسافة غير ثلثها تقريبا، ووجدتُ نفسي مرّة أخرى أرتمي لاهثة على مقعد مماثل، ما إن رأيته. وتبعني إليه زوجي ينفث تعبه في هدوء من لا يريد أن يسلّم بعجزه عن ارتياد الجبال. أمّا منير، الشّاب وابن كيب تاون فقد ظلّ ينتظرنا في صبر الدّليل الرّصين، بل دعانا إلى أن يلتقط لنا بعض الصور، مهوّنا علينا ما تبقّى من المسافة !
أرفع رأسي إلى القمّة الّتي علينا بلوغها، فأراها لا تزال بعيدة، فتخور قواي أكثر، ويزداد إيماني رسوخا بأنّي لن أستطيع الوصول إليها مهما حاولتُ وكابدتُ. أركن إلى المقعد وأسبح في جمال ما يحيط بي. من هنا أطلّت علينا مشاهد أجمل من الخيال الخلّاق الجامح وأبهى من الحلم الّذي لا يطاله الواقع. كنتُ مسحورة بما أبصر، أقلّب النّظر هنا وهناك، وأتملّى وجوه الصّاعدين والنّازلين. تنفتح لي وجوهُهم وخطواتُهُم كتبا أتهجّى ما رُسم عليها من تعب ووهن أو فرح وانتشاء بما جنوا من رحلتهم هذه. ومن وجه لوجه تنجم أسئلة ما كانت تخطر على بالي، وتبدأ في مراودتي عن نفسي، فأخجل من استسلامي وجميعهم يمنّون نفوسهم بالوصول إلى القمّة وإليها يحثّون الخطى. أتنفّس ملء رئتيّ وأحثّني على المثابرة، وأجدني أمسك بيد زوجي وأتابع الصّعود ! كنّا كلّما تقدّمنا ازدادت المدارج ارتفاعا، ولا شيء يخفّف وطأة الصّعود غير التسلّي بمختلف المناظر الطبيعيّة الخلّابة بأشجارها ونباتاتها وأرضها وسمائها وبحرها، مع توخّي الحذر، إذ تكفي عثرة واحدة لتتدحرج إلى حيث لا مستقرّ. نصعد، نصعد، نصعد... نلهث، نلهث... نتوقّف قليلا لاسترجاع الأنفاس، ونواصل. القمّة تدعونا، ها قد قطعنا ما انقطعت منه أنفاسنا. صرنا بعيدين جدّا عن مربض السيّارات، صرنا طيورا تروم الأعالي، صارت السّماء أقرب إلينا من الأرض، وصارت القمّة على مرمى لهاث فاستراحة فلهاث...
"العزم، العزم !" قال منير. حثثنا الخطى على امتداد المدارج الّتي كلّما صعدنا بعضها علا بعضُها الآخر. تشابكت أيدينا، وقد صحّ منّا العزم على بلوغ الراية المرفرفة على أعلى قمّة رأس الرّجاء الصالح Cape of Good Hope .
أخيرا، بلغناها وقد انقطعت منّا الأنفاس، وزاغت النظرات، وانحبس الكلام بالصّدور !
-----------------------
من كتاب "خربصات في أدب الرحلة"، ج2 الخاص بكيب تاون (جنوب إفريقيا.)

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...