لو أنَّ أمور الشّعبِ بيدي لأتَّخَذْتُ لهُ طريق
الثورةِ والتمرُّدِ
فالأممُ لا تحيا
ولا تستمِرُّ بالتواصُلِ
إلاّ بالتغيير وَالتجدُّدِ
لوكانتِ المقاليدُ بيدي
لَأعلَنتُ إنتفاضة ً
على كلِّ فوضويٍّ ومُفسدِ
بألفِ ألفِ مُشيَّدِ
على كلِّ مُستاءٍ
يبكي كذِباً
ورياءاً على الغدِ
وحولي مُتذمِّرون
لسوءِ الظروفِ
– متى تختبِرْهُم
لا ترى منهُم
غير لئيمٍ حاقدٍ مُتبَلَّدِ
فما الإصلاحُ والتجديدُ
في بناءِ الحَجرِ قبلَ البَشرِ
أو في مظاهرٍ خليعةٍ
كأيِّ ثوبٍ ترتدي
ولكنهُ بالفكرِ الرَّصينِ
والتحضُّرِ الرَّزينِ
تُزيِّنُ الحياةَ
مثلَ الكوكبِ المُتوقِّدِ
وقد مشى الشعبُ
نحوالجمودِ والتخلُّفِ
والبلدُ خُسِفَ
بيدِ الجموحِ والتردُّدِ
زُرْ أيُّ مَنزلٍ في بلدي
لا تجِدُ غير الهمِّ
والشعوذةِ والدَّجلِ
من كلِّ جانبٍ ومَرقدِ
فلا ترى هذّي البيوتَ
سِوى مَحطةَ
أوهامٍ وخُرافاتٍ
تنتهي من حيث تبتدي
هم آستسلموا لأقدارِهم
فآستعبدتْهُم حظوظَهُم السَّوداءُ
من الضَّيمِ والعَمى والتبلّدِ
فالشَّعبُ أصبحَ الآنَ
بأمسِّ الحاجةِ
لإنتفاضةٍ كُبرى تُزيلُ
كل َّ أشأمٍ أربَدِ
فإمّا حياةٌ حُرّةٌ سعيدةٌ
تُليقُ بكرامةِ شَعبٍ طَموحٍ
ذي كيانٍ وسُؤدَدِ
وإمّا مَماتٌ
فلا طائِلَ من وراءِ
نهوضِ أمَّةٍ تقومُ
على هذا الأساسِ المُهدَّدِ
وما ذا ترجو من وطنٍ
( بأجِنْدَةِ دولِ الجِوارِ )
يُقادُ ويُحكَمُ
وبالمُعمَّمينَ الأنذالِ يَهتدي !؟
*رمزي عقراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق