اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

السقوط إلى أعلى للكاتبة وسام أبو حلتم


ليس للغيابِ ماهيةٌ محددةٌ ولا ذاتٌ واضحةٌ، فنحنُ فقط من نعطيهِ ملامحَ الحزنِ والأسَى.

عند الغيابِ تتضخَّمُ التفاصيلُ الصغيرةُ وكأنَّ وجودَ مَنْ نحبُّ كفيلٌ بأن يعْصِمَنا عن صغائرِ الأشياءِ والسقوطِ إلى الأسفلِ.
من شلَّالِ الماءِ الذي كان يمارسُ هطولَهُ في غفلةٍ من حواسِّنا، نتساءلُ أيْنَ ذهبَ بخارُ المادةِ ونخوضُ جدلاً حول الإنتشارِ والتلاشِي
ينتهي إلى الإقرارِ بنتيجةٍ مقنعةٍ في معادلاتها لكنها محزنةٌ في واقعِها الذي يحيلُنَا إلى الإقرارِ بالعدَمِ.
مِن هناك ، إلى رغوةِ القهوةِ التي كانت تختفِي في سوادِها بغتَةً في لحظةِ شرودٍ، ثم نعاتبُ نادلَ المقْهَى على التقصيرِ، إلى هناك، حيثُ أصواتُ الأطفالِ، ضَحِكاتُهم وصُراخُهم، صوت التلفازِ المتسللِ من شقوقِ الجُدرانِ بعد الفجرِ، إلى أصواتِ الكنائسِ التي كانت تدقُّ مع آذانِ المدينةِ عصراً باستفزازٍ وشماتَةٍ .
في كل هذه الصورِ المتكررةِ، في ظلِّ منْ غابَ مِنْ أحبَّتِناَ، نكتشفُ أننا قد أهملنا مسؤولياتٍ كان من المفروضِ أن تكون أَوْلَى أَوْلوِيَاتِنا؛ نجاحاتُنا ومستقبَلُنا.
كان وجودُهم يجعلُنا نغتَنِم لحظاتِ سعادةٍ قد تختفي فجأةً ، نشغلُ تفكيرنا بهم، بالحضورِ كما الغيابِ، بالحديثِ الذي سنخوضُهُ معَهمْ، بترتيبِ الكلماتِ بين شَهَقَاتِ اللهفةِ وانقطاعِ النَّفَسِ في حضورِهِمْ.
كنا نأكلُ على عَجَلٍ وننامُ على غفلةٍ من النعاسِ، لنستيقظَ بعد هُنَيْهَةٍ من السباتِ الخاطفِ، لِننتظِرَهم من جديدٍ وهُم في غَيَاهِبِ انشغالاتهم وأولوياتِهم.
حينها فقط ستَعِي أنك في الغيابِ ستشتاقُ لصوتِكَ، لِضَحِكاتِك، وحتى التنهيداتُ والشَّهَقَاتُ التي كنتَ تزْفِرُ بها في لحظاتِ انتظارِك لهم تحولَتْ إلى صمتٍ مُطْبِقٍ.
غَدَوْتَ صنماً لم يعدْ الغيابُ يعذِّبُه و يشقُّ قلبَه أنْصَافاً أو يحيلُ روحَه إلى زجاجٍ مهشّمٍ.
في الغياب، قد تلامسُ نجومَ السماءِ بنجاحاتك وتحدِّيكَ ليأسِكَ، أو تغرقُ في قاعِ المستنقعِ لتصبحَ مجرّدَ جثةٍ متعفنةٍ لن يعيرَكَ أحدٌ اهتماماً.
في الغيابِ، ستسافرُ يومِيًّا لتهرُبَ من ذاكرتِك وذكرياتك لكنك ستجدُ نفسكَ تنظرُ إلى ساعةِ يدِكَ وشاشَةِ هاتفِك آلافَ المراتِ، أو ربما من نوافذِ أملٍ ضعيفٍ ولن تجدَ سِوَى عقاربِ الخيبةِ تلدغُ لهْفَتَكَ وشوقَكَ، والصمتُ الجارحُ لكبريائِكَ يسكُنكَ ويسكُنُ هاتِفَكَ ومقْعَدَ انتظارِكَ.
في الغياب، ستَتُوهُ ملامحك في أرْصِفةِ المدينةِ الباردةِ، وقد تحولْتَ مزارعاً يحرثُ طرقاتِها بفأسِ الوحدةِ ويَبذُرها ببذورِ الذاكرةِ الحزينةِ.
في الغياب، ستَهِيمُ فِي زِحامِ المقاهِي والأرصِفةِ، تتظاهرُ بالسعادةِ لكنها سُرْعانَ ما ستهربُ منكَ بمكْرٍ ودهاءٍ فتعَرِّي أَلَمَكَ وبؤْسَك لحظةَ خروجِك منها .
بعد الغيابِ و الغيابِ، سيموتُ الشّوقُ وتنتَحرُ اللّهفةُ بداخلِكَ بطعناتِ الخيباتِ وستُدَشِّنُ ذِكْرَاهُمْ ورسائِلَهم في جَنَائِزِ النسيان.
_____________
بقلم: وسام أبو حلتم

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...