أيَا قَلبُ كِم قَد أَحرَقَتْكَ مَوَاجِعُ سَلَوتَ وَ لَم تَسْلُ بِعَينٍ مَدَامِعُ
فُؤَادٌ هَوَى فِي قَعرِ وَادٍ مِنَ الهَوَى قَرَارُه غَارَ ، و القَرَارُ مِنهُ ضَائِعُ
فتاةٌ هواها دَبَّ وسْط الحشا ناراً كما دَبَّ طاعونٌ ، يعمُّ و يوجِع
لَئِنْ كَانَ حُبَّاً قَد تَوَانَتْ سِهَامُهُ عَنِ النَّظرَةِ الأُولَى ، فَهُنَّ التَّوَابِعُ
تَدَاعَينَ طَرْقَاً لِلفُؤادِ تَتَابُعَاً. تَصَدَّى وَ صَدَّ ، ثُمَّ غَدَا لا يُمَانِعُ
كَسَيلٍ هَمَى مِن جَانِبِ السَّدِّ دَافِقٌ. أَمَاتَ وَ أَحيَى ، فَهُوَ ضَرٌّ و نَافِعُ
فَإِن كُنتَ لا تَدري فَحُبُّكَ قَد طَغَا. وَ إِن كُنتَ تَدري فَالدَّليلُ لَقَاطِعُ
أُحِبُّكَ حَتَّى أَن غَدَوتَ لِنَاظِرِي. بَصَرَاً وَ لِلآذَانِ مِنِّي مَسَامِعُ
حَكَمتَ فَلَم تَعدِلْ وَ بُؤتَ بِذَنْبي ، لَو. عَدَلتَ فَإِنِّي فِيكَ بَرٌّ وَ طَائِعُ
أَنَا عِشتُ لا أَرضَى خُضُوعَاً وَ ذِلَّةً. تَبَدَّلَ بَعدَ الحُبِّ فِيَّ طَبَائِعُ
فَكَم مَرَّةً أَقسَمتُ أَنِّي هَجَرتُها وَ عَاوَدتُ أَرجُوها وِصَالاً وَ أَخضَعُ
فَلَا بِالوِصَالِ أَسعَفَتْني تَكَرُّمَاً. وَ لا أنَّنِي عَنها بِبُعدٍ أُتَابِعُ
تَمَاهَت مَعَايِيرُ الجَمَال بِشَخصِهَا فَسَيّانَ عِندِي ، بَينَهُنَّ تَطَاوُعُ
حُرُوفُ اسمِهَا زَينُ الحُرُوفِ ، عُمُومَها. وَ قَدٌّ هُوَ القَدُّ ، جَميلٌ مُرَفَّعُ
وَ مَا حُسنُ عَينٍ فاقَ حُسْنَ عَينِها. و لا عَذبُ صَوتٍ، أو بَريقٌ سَاطِعُ
تَجَمَّلَ فِيهَا الحُبُّ حَتَّى تَماهَيَا. فأَيقُونَةُ الحُبِّ ، رَمزٌ مُضارِعُ
"كيُوبيدُ " إغريقٍ تَجَلَّى بِرَسمِها. و "أَيروسُ " رومَانٍ ، لَهَا لا يُنازِعُ
أَعاجيبُ ذي الدُّنيا استَحَالَ عَديدُها. وَ لِلمُستَحيلَاتِ الثَّلَاثِ تُرَبِّعُ
*د. طارق حسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر الطويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق