على الشّباك العالي كنتِ يا "مها"، تُراقبينَ الليلَ والطّرقات والنّاس القادرين عَلى المَشي، تُطلينَ كُلّما جاءَ أحدهم، تُديرين عينيكِ الغائرتين ويتضايقون، شُباكك المُضاء دوما، شاشتكِ الوحيدة على هذا العالم، العَالم القاسي، الذي سرقَ وردكِ وأنت ِ في رحم أمك، هيكلكِ العَظميّ الذي مشيتِ بهِ وكان يحملُ عبء قلبكِ، أحسستُ بوجعِ السكينِ حين خافَ منكِ طفلٌ في بيتنا وجرعتِ دمعتك، أحسستُ بثقلِ قدمك على يدكِ كلما حملتِها وتركتِ المقعدَ خلفك، أحسستُ بالوحش الذي أكل
أحشاءك، كفريسة ضعيغة كنتِ، روحك ظلت عنقودا نديا، أيتها الوحيدة، يا صاحبة الأحلام البدائية البسيطة، أحلام الإنسان المغلوب، كانت المسافة بيني وبينك قصيرة
لكنها دَرَجُ..
يَرحلُ الرّفاقُ تِباعاً، رفاقُ الوَجعِ والمعاناة
تَرحلُ الصديقاتُ
ترحلُ الجميلة الرابعة
وأظلُ أفلّ خيوط العُمر وأرثيكن
كم مات قلبي
أحشاءك، كفريسة ضعيغة كنتِ، روحك ظلت عنقودا نديا، أيتها الوحيدة، يا صاحبة الأحلام البدائية البسيطة، أحلام الإنسان المغلوب، كانت المسافة بيني وبينك قصيرة
لكنها دَرَجُ..
يَرحلُ الرّفاقُ تِباعاً، رفاقُ الوَجعِ والمعاناة
تَرحلُ الصديقاتُ
ترحلُ الجميلة الرابعة
وأظلُ أفلّ خيوط العُمر وأرثيكن
كم مات قلبي
*كرامة شعبان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق