كان الأطفالُ يستغربونَ خوفي من اللّعبِ معهم و شعرتُ وقتئذٍ أنّني لستُ مضطرّةً لأقدّمَ سبباً بل كلّ ما كان عليّ أنْ أفعله هو
ألّا أقعَ أرضاً
كما أنّني أخاف أنْ يقذفوني بالكرةِ
فمن أُولى اهتماماتي و منذ الصّغر
أن أحرسَ هشاشتي !
اِعتقدَ والداي أنّني أعاني مرضاً ما في القلب أو المفاصل لكَوني كنتُ بطيئةً في الحركة
أصرّوا على إجراء المزيد و المزيد من الفحوص الطّبيّةِ و أنا كنتُ مطيعةً لا أعترضُ على خوفهم لأنّني أعرف مسبقاً أنّني لو رفضتُ الذّهابَ إلى الطّبيب لتوجّبَ عليّ أن أبوحَ بالأسباب
بينما أنا لا أستطيع إخبارهم بأنّني فقط أخافُ الارتطامَ بحائطٍ ما أو بأيٍّ من أثاث المنزل ،
لا أستطيع إخبارهم مثلاً كم ترعبني فكرةُ السّقوطِ من على الدّرجِ
فأنا يجب -و بصمتٍ -أن أحرسَ هشاشتي !
كبرتُ و كبرَ معي حرصي على هشاشتي
و لطالما استطعتُ إخفاء أمرها عن الجّميع
فأنا أضحكُ و أتناولُ الطّعامَ بشهيّةٍ ، كما أنّني مجتهدةٌ في المدرسة ، لا يشتكي منّي أساتذتي ولا حتّى زملائي
كبرتُ قليلاً و أضفتُ عنصراً مهمّاً لإقناع الجّميع بأنّني على مايرام
فأنا دائمةُ الاعتناء بمظهري الخارجيّ
أسرّح شعري بشكلٍ جميلٍ و أضع مساحيقَ التّجميلِ على وجهي والجّميعُ يثني على مظهري إلى أنْ
وصلتُ - وفي لحظةٍ ما - إلى مفترقِ الطّرقِ
فأنا أمام خيارَين ... إمّا أنْ أبوحَ بما أنا عليه ليحملَ معي أحدهم هذا الثِقَل أو أعملَ عن قصدٍ على تحطيم ما يؤرّقني
فبتُّ أتقصّدُ الارتطامَ بكلّ ما يعترضُ طريقي
و لم يحدث
شيءٌ !
أوقعتُ نفسي من على الدّرج
و لم يحدث
شيءٌ !
سمحتُ لأطفالِِ يلعبونَ بالكرة بأنْ يقذفوني بها
و لم يحدث
شيءٌ !
إلى أنْ جاء ذلك اليوم الذي فيه سمعتُ صوتاً غريباً لم أعرف مصدره
صوتاً بدا و كأنّه يخرج من أعماقي
و أغرب مافي الأمر أنّه صوتٌ لم يميّزه أحدٌ سواي بالرّغم من وجودي ضمن مجموعةٍ من النّاس أنتَ ... أحدهم !
لم يصدر الصّوتُ إلّا عند التقاء عينيّ بعينَيكَ
و من يومها
عرفتُ أنّني لستُ أنا مَن كان يحرسُ هشاشتي
بل
أنتَ
ظلَلْتَ تحرسها إلى أنْ
ظهرتَ لتزيحها و ...
تتربّعَ مكانها !
ألّا أقعَ أرضاً
كما أنّني أخاف أنْ يقذفوني بالكرةِ
فمن أُولى اهتماماتي و منذ الصّغر
أن أحرسَ هشاشتي !
اِعتقدَ والداي أنّني أعاني مرضاً ما في القلب أو المفاصل لكَوني كنتُ بطيئةً في الحركة
أصرّوا على إجراء المزيد و المزيد من الفحوص الطّبيّةِ و أنا كنتُ مطيعةً لا أعترضُ على خوفهم لأنّني أعرف مسبقاً أنّني لو رفضتُ الذّهابَ إلى الطّبيب لتوجّبَ عليّ أن أبوحَ بالأسباب
بينما أنا لا أستطيع إخبارهم بأنّني فقط أخافُ الارتطامَ بحائطٍ ما أو بأيٍّ من أثاث المنزل ،
لا أستطيع إخبارهم مثلاً كم ترعبني فكرةُ السّقوطِ من على الدّرجِ
فأنا يجب -و بصمتٍ -أن أحرسَ هشاشتي !
كبرتُ و كبرَ معي حرصي على هشاشتي
و لطالما استطعتُ إخفاء أمرها عن الجّميع
فأنا أضحكُ و أتناولُ الطّعامَ بشهيّةٍ ، كما أنّني مجتهدةٌ في المدرسة ، لا يشتكي منّي أساتذتي ولا حتّى زملائي
كبرتُ قليلاً و أضفتُ عنصراً مهمّاً لإقناع الجّميع بأنّني على مايرام
فأنا دائمةُ الاعتناء بمظهري الخارجيّ
أسرّح شعري بشكلٍ جميلٍ و أضع مساحيقَ التّجميلِ على وجهي والجّميعُ يثني على مظهري إلى أنْ
وصلتُ - وفي لحظةٍ ما - إلى مفترقِ الطّرقِ
فأنا أمام خيارَين ... إمّا أنْ أبوحَ بما أنا عليه ليحملَ معي أحدهم هذا الثِقَل أو أعملَ عن قصدٍ على تحطيم ما يؤرّقني
فبتُّ أتقصّدُ الارتطامَ بكلّ ما يعترضُ طريقي
و لم يحدث
شيءٌ !
أوقعتُ نفسي من على الدّرج
و لم يحدث
شيءٌ !
سمحتُ لأطفالِِ يلعبونَ بالكرة بأنْ يقذفوني بها
و لم يحدث
شيءٌ !
إلى أنْ جاء ذلك اليوم الذي فيه سمعتُ صوتاً غريباً لم أعرف مصدره
صوتاً بدا و كأنّه يخرج من أعماقي
و أغرب مافي الأمر أنّه صوتٌ لم يميّزه أحدٌ سواي بالرّغم من وجودي ضمن مجموعةٍ من النّاس أنتَ ... أحدهم !
لم يصدر الصّوتُ إلّا عند التقاء عينيّ بعينَيكَ
و من يومها
عرفتُ أنّني لستُ أنا مَن كان يحرسُ هشاشتي
بل
أنتَ
ظلَلْتَ تحرسها إلى أنْ
ظهرتَ لتزيحها و ...
تتربّعَ مكانها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق