اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الاتجاه الرومانسي وانعكاسه في شعر غادة السمان من خلال ديوانها أشهد عكس الريح

*
   *لامية مراكشي 
أحبك لأنني عرفت معك شيئاً جديداً غريباً عني، اسمه الفرح ... كل الذين أحببتهم قبلك، صنعوا لي قفصاً وسوطاً ولجاماً، ومقصاً لأجنحتي، وكمامة لأغاني الغجرية في أعماقي... فصار الهوى معتقلاً والحوار محاكمة... وعلموني الحزن والقسوة واللامبالاة، والغدر والسخرية المصفرة ... معك . التقيت الشمس، صافحت الضحك، راقصت البراءة... وقدمت أوراق اعتمادي إلى الشروق... واكتشفت كم همسك الأزرق
جميل عند الفجر" تنبع دهشة قراءة غادة السمان من قدرة هذه الأديبة وجرأتها على التخيل وتركيب الصور الجميلة أو المفاجئة التي لا يتوقعها القارئ ! غير أن تلك الدهشة تنبع أيضاً من إصرار الكاتبة الدائم على إعلان الحب، بحيث يبدو إنتاجها الأدبي قصده حب واحده ودعوة متواصلة للفرح من الزمن الصعب .
غادة السمان
كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق عام1942 م لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه .

أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. من أعمالها مجموعة " الأعمال غير الكاملة ".

- زمن الحب الآخر 1978 - الجسد حقيبة سفر 1979 السباحة في بحيرة الشيطان 1979- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر 1979 - اعتقال لحظة هاربة 1979- مواطنة متلبسة بالقراءة 1979

- الرغيف ينبض كالقلب 1979- ع غ تتفرس 1980 - صفارة إنذار داخل رأسي 1980

- كتابات غير ملتزمة 1980 - الحب من الوريد إلى الوريد 1981- القبيلة تستجوب القتيلة 1981 - البحر يحاكم سمكة 1986- تسكع داخل جرح 1988 - محاكمة حب- أشهد عكس الريح .

ومن مجموعاتها القصصية - عيناك قدري 1962 - لا بحر في بيروت 1963 - ليل الغرباء 1967 - رحيل المرافئ القديمة 1973 - زمن الحب الآخر- القمر المربع.




تعدد غادة السمان ظاهرة أدبية فذة تخطت في شهرتها العالم العربي إلى تخوم العالمية ؛لأنها في أدبها عامة وفي شعرها خاصة قد ثارت على القيود التي تكبل الإنسان وتشل حركيته الاجتماعية والفكرية على حد سواء ، ولذلك أرست منهجا تقدميا ؛ تحرريا إنسانيا حضاريا يعيد للإنسان إنسانيته المستلبة ، ويكسبه حقيقة ليونته.
ومن يطالع شعر غادة السمان يجد أنها رائدة الرومانسية في الشعر العربي الحديث ، من خلال النبرات الرومانسية التي يتكرر صداها في كل قصيدة من قصائدها ، فهي تنظر لهذا الوجود بنظرة سوداوية ومثالية مطلقة للغاية.
وخاصة في ديوان أشهد عكس الريح الذي طغى عليه هاجس التجديد وحمل نوعا من التفرد والإبداع .

ولذا حاولت أن تبرز ما تضمنه هذا الديوان من نزعات رومانسية أرادت من خلالها كسرالسائد ومخالفة المألوف والتمرد عليه أملا في القضاء على ذلك الواقع المؤلم الذي يواجهها.

فأول نزعة تطالع القارئ أثناء القراءة المتسرعة لديوان غادة السمان هي الألم والحزن وقد افتتحت به ديوانها بقولها : أهدي هذا الكتاب إلى سيدي الألم ففي مرآته وحدها ، لمحت وجهي الحقيقي، وكدت أعرف نفسي ... فقد ساهم هذا الأخير في بناء موضوعات قصائدها ، فترى فيه بداية وانطلاقا للثورة على هذا الواقع .
لذلك تحاول أن تحمل من خلال موضوعاتها لواء الثورة ورفض النمط فتقف إلى جانب الرجل جنبا إلى جنب ؛ مشاركة إياه معاناة الوجود فتريد بذلك تغيير وجه المجتمع البائس فتثور عليه هي بدورها ، وتبرهن على أنها قادرة على تحمل هموم المجتمع والجيل القادم .
وقد اتخذت من هذه الثورة سبيلا لتحقيق سعادتها المبنية على الحب وحده ؛ ولذلك تسعى للمحافظة على هذه الشريعة الصحيحة التي تحلق على أجنحتها إلى عالم ما فوق المادة والطمع ؛ فتحاول الخروج من جحيم هذه الحرب المائلة بين شرائع الناس وعواطف القلب.
كما تتخذ من هذه الثورة سبيلا للتخلص من تلك الغربة القاتلة التي تحسها وتنعكس على شعرها ، وذلك بسبب اختلافها الفكري عن السائد ، واتخاذها موقفا لم ينل الرضا من طبقتها ومحيطها الاجتماعي الذي جعلها تشعر بانعزالية قاسية .

ولذا نجدها قد حاولت الفكاك من قيود طقوس المدينة فارة إلى فضاء الحرية والعفوية ؛ وهو فضاء الطبيعة ؛ المكان الأمثل الذي بإمكانه أن يواسيها ويخفف عليها قسوة الحياة .
فترسمتها وأضفت عليها معاني الوفاء والإخلاص وتكلمت بلسانها واستنطقت إحساسها الكمين ، وجعلتها مصدرا لاستلهام الحياة والحب.
ولم تكتف غادة السمان بالثورة على التقاليد والشرائع ؛ وإنما على كل قيد يلجم لسانها أو أفكارها ، فثارت على اللغة التقليدية ، وبدت أميرة التشبيه والاستعارات والخيال ، وعمق المعاني في هذا الديوان .
كما ثارت على الأوزان الخليلية ، وهذا ما يتجلى في قصائدها حيث حاولت الخروج على نظام القافية محاولة التجديد في شكل القصيدة العمودية والتمرد عليه انسجاما مع تغريدها في فضاء الحرية بلا قيد ولا سجون معلنة شعار الحرية .
كما أنها تبدو قوية الملكات ؛ فشعرها صورة لحياتها الخاصة ، ولحياة المجتمع الذي تعيش فيه بعامة ؛ وهو فوق ذلك صورة صادقة للنفس الخالصة التي تؤمن بالفن للفن لا لأغراض الحياة وحاجاتها ؛ فلم تكن تنظم الشعر لمجد أو لمال أو لرضا خليفة وإنما تنظمه لنفسها لترضي به وجدانها وذوقها . فتعطينا بذلك نسخة عن خلجات نفسها ومشاعرها فتحس كأنك تسمع جرسها وترى خطراتها لدقة حسها وصدق مخيلتها ؛ ففي قوة شعرها ما يسبي الأسماع ويلج القلوب بغير استئذان .
ومن يطالع ديوان غادة السمان يخرج بخلاصة أخرى لاتشوبها شائبة هي أن مجموع نصوصها تتحد في التحدث عن فلسفة النفس وتعذيبها في جـمل وعبارات شعرية تخرج بطبيعتها وكأنها التوقيع الموسيقي ، فيصعب بذلك على القارئ أن يفرق بين مقطوعات ديوانها .
ورغم نيل شخصية غادة السمان إعجاب النقاد ومؤرخو الأدب باعتبارها ثمرة من ثمرات الحضارة العربية الزاهية واعترافهم بريادتها فعلا في وضع الأسس المبدئية للرومانسية العربية من خلال شعرها الذي يدل على بصرها بالشعر وإدراكها للذوق الأدبي إلا أنه لم يحظ بالدراسات التي تعطي صورة واضحة عن كل من حياتها وخصوصيتها الشعرية ما يشفي الغليل ؛ وكل ما وصلنا عنها شذرات متفرقة لم تعبرعنها أوساطنا النقدية العربية كفاية .
وتعد سنوات الثمانينيات هي الفترة التي صنعت غادة السمان إلى درجة اعتبارها نفسها ؛ أن من لم يعايشها في تلك الفترة ، فلا يعرف عنها شيئا ، ولذلك أرادت أن تختار مجموعتها الشعرية الصادرة عام 1987 وهي ديوان أشهد عكس الريح لتعرف بنفسها بشكل موسوعي وملموس من خلال كتابتها الشعرية .
إن شعر غادة السمان فيه من شفافية رائعة وقد أتى في معظمه عاكسا موقف الشاعرة الوجودي من العالم الداخلي والخارجي على حد سواء.
فقد حاولت غادة أن تصور العالم بريشة الرسام الحاذق ، ودعتنا عبر أحاسيسها إلى عالم الحب والغرام ؛ تحكي قصصا تجلى فيها معنى الحب في أسمى درجاته وأرقى مدلولاته فكان ديوان أشهد عكس الريح نموذجا من هذه الكتابة .
إن هناك تواريخا ليس من حق البشرية أن تجهلها وهي التي تشير إلى أهم الأحداث والمسيرات العلمية وحياة العباقرة والأدباء ؛ ووجود غادة السمان في فترة من الفترات الأدبية ؛ ترك بصمة في حياة الأدب والشعر، فبرز اسمها ضمن العباقرة من الشعراء.
إن القراءة المتسرعة لديوان أشهد عكس الريح يجد أن الشاعرة قد تمحورت فيه حول الذات وتحركت بشكل مثير للانتباه في حقولها ، كما لم تهمل العالم الأوسع والقضايا الجدية .
إن هوية لغوية كتابة غادة السمان، تعتمد الهم الوجودي والسأم ، هذه الأفكار التي ترجع إلى مصادر فرنسية ؛ فالشاعرة متأثرة بكتابات سيمون دي بوفار وفرانسواز ساغان ، وكتابتها خليط من أفكار هؤلاء ؛ كما أنها قد تأثرت في فترة كتابتها لهذا الديوان بجملة من الأحداث ذات الوقع العنيف في حياتها العصيبة ، والذي ساهم إلى حد كبير في تكونها الروحي . 

وهذا يعني أن كتابتها لم تخرج عن نتاج الثقافة اللبنانية في هذه المرحلة التي كانت شديدة الاعتماد على تعميم النموذج والموضة في الأفكار والقيم والأنماط الأدبية ؛ كما أن نتاجها الإبداعي صادر عن تجربتها الشخصية وبيئتها الاجتماعية. 

إن تجربة الحب - التي تبدو مصاحبة للتجربة الأنثوية والتي نالت الحظ الأوفر من الديوان – تفرض نمطا من الكتابة ، يبدو في النهاية مرتبطا بإبداع يشكل الرومانس الجزء الأساس من تمثلاته وقد تمظهرت هذه التجربة في ديوان أشهد عكس الريح.

وقد كافأت غادة السمان في نظراتها الرومانسية بين واقع حالها ، والمشكلات العصية التي تواجهها.
إن شعرغادة السمان نال من الشهرة والتألق ما لم ينله أي شعر منذ سنوات الستينيات إلى غاية الثمانينيات في سوريا ، وذلك لما حمله شعرها من جديد للإبداع سواء من حيث المعنى أم من حيث المبنى ، ورغم الصعوبات التي واجهت الشاعرة سواء من الجانب الاجتماعي أم الثقافي ، إلا أنها ظلت واقفة بين أعلامها هامة شامخة في مجال الكتابة الشعرية العربية الحديثة . 

ويمكن القول إن هذا الديوان يشمل حيزا كبيرا من حقائق الواقع الاجتماعي والثقافي والأدبي للشاعرة . 

وبما أن للمرأة خصوصية في طبيعتها ومشاكلها وعواطفها ونظرتها للحياة فهي تكتسي في الغالب طابعا مختلفا عن الرجل ، فتلك هي المحصلة التي تشكل هوية الكتابة النسائية ، وقد خضعت في مرحلة من مراحل حياتها إلى تأثيرات اجتماعية وثقافية عامـة وخاصة ، ومن ثمة عرفتنا على نتاج حساسيتها وثقافتها .
إن الرومانسية الحديثة التي شهدها مطلع القرن العشرين في الأدب العربي ، لم يكن فقط انعكاسا أو تأثرا بالموجة الرومانسية الغربية ؛ بل أيضا بسبب تغيرات اجتماعية وفرت حرية للتعبيرعن العواطف الجديدة . 
كما أن شعور الكاتبة العربية بالوهن والخوف من تجربتها ومن عدم قدرتها على الصمود أمام تجارب الرجال وراء انكفاء وانسحاب العديد منهن من الساحة الأدبية جعلها تبرز تجربتها في سعيها لرد الاحباطات بكتابة أنثوية شجاعة ومنفتحة ومتحدية ، لم تهادن من خلالها في معركة كانت قد صممت على أن تربحها وتتفوق فيها على الرجال أنفسهم، وتجذب لنفسها شعبية لم تكن تحظى بها الشاعرة العربية سابقا. بالرغم من وجود أديبات سبقن غادة السمان كليلى بعلبكي وكوليست خوري وإبراز مدى تأثيرها فيما بعدها. 

بالإضافة إلى تلمس جرأتها في تجاوز المتعارفات الاجتماعية ، لذلك كان السعي لمعرفة ما أخذت كتابتها الإبداعية الشعرية من النقد جهدا يشهد له.
في الأخير ما عساي إلا أن أقول إنني مازلت في بداية البحث وما تلك سوى فاتحة أقدمها للقراء موضحة فيها بعض الجوانب البارزة في صورة شخصيتها العامة. وأرجو أن إكون قد وفقت فيما صبوت إليه. 

*لامية مراكشي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...