اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المنهج النقدي عند أحمد ضيف من خلال كتاب مقدمة لدراسة بلاغة العرب بقلم د. لامية مراكشي

تقديم
امتاز النقد العربي القديم في العصرين الجاهلي والأموي بأنه ساذجا تأثريا يعتمد على الإحساس والذوق البسيط ، وبالرغم من أنه بدأ يرتقي نوعا ما في العصر العباسي ، وذلك لتعقد الحياة الاجتماعية والثقافية والفلسفية من خلال مناقشة علماء هذا العصر لمسائل البيان والبلاغة وخصائص الأساليب من خلال جودتها ورداءتها ، إلا أنه لم يصل إلى ما وصلت إليه الطروحات الحديثة للنقد التي أصبحت تهدف إلى الإفصاح عن
جوهره بوصفه المسؤول عن الكشف عن ملامح النضج الفني في النتاج الأدبي ، وإلى السمات المميزة لهذا النضج عبر التحليل الدقيق لعناصر ذلك النتاج ثم رسم الحكم العام عليه .

ولأهمية النقد الكبيرة في توجيه دفة الإبداع ساعدته على النمو والتقدم وإضاءة السبيل للمبدعين المبتدئين والكتاب الكبار على السواء وتعريفهم بآخر نظريات الإبداع والنقد ومدارسه وتصوراته الفنية والفلسفية والجمالية ، كثر عنه في هذه الأيام وتعددت الرؤى حوله واختلفت باختلاف ثقافات المنظرين وانحيازاتهم الإيديولوجية وميولهم العقائدية في الفكر الأدبي .
إلا أنها اتفقت في الأغلب الأعم على استبعاد مصطلح الناقد فصار مجرد قارئ يقارب الحقيقة النصية ويعيد إنتاج النص من جديد ، وأصبح يرتبط بالوصف والتفسير والتأويل والكشف ، ويخضع لمجموعة من الإجراءات والخطوات التي تتجسد في قراءة النص وتحليله شكلا ومضمونا إلى أن ترد في الأخير عملية التوجيه التي تسعى إلى تأطير المبدع وتدريبه وتوجيهه الوجهة الصحيحة من أجل الوصول إلى المبتغى المنشود وازدهرت المناهج النقدية وتنوعت اثر ذاك .

علي أحمد ضيف
علي أحمد ضيف
وقد خلف لنا أسلافنا من النقاد والأدباء في بحث الشعر والشعراء شيئا يمكن أن يدفعنا إلى القول بوجود نقد وتتأسس صفحات البحث الحالي باتخاذها من نموذج الناقد أحمد ضيف- 1880- 1945 - مرتكزا إرشاديا ، الذي وقع عند شرح الشعر وتفسيره وبيان معاني ألفاظه ودلالاتها ، ولم يكتف بذلك بل تعرض كذلك للنثر ورصد الفروقات الموجودة بينهما ،إضافة إلى معالجته لمختلف الآراء والتصورات النقدية والفكرية والعلمية السائدة في عصره ، كل ذلك عمل على طرحه في كتابه – مقدمة لدراسة بلاغة العرب -.

إن البحث عن مدى اتصال تراث النقاد العرب القدماء بالمنهج ، فليست هناك أبحاث مستقلة أو نصوص مستوعبة تعنى بالإجابة عليه فقلما وجد بين النقاد من يعنى بهم وبأعمالهم فكأنهم كانو ا يعيشون في تيه من الأدب والفن ، ليس له حدود مرسومة ولا مناهج موضوعة .

وبما أن نقادنا قد تركوا تراثا هائلا في باب شروح الشعر ، فيمكن أن تسمية هذا الطريق الذي سلكه أسلافنا منهجا ، لأنهم عملوا على قراءة الأعمال الإبداعية واتبعوا في ذلك طرقا واضحة قصد استكناه دلالاتها وبنياتها الشكلية والجمالية ، واعتمدوا التصور النظري والتحليل النصي التطبيقي إلى أن وصلوا إلى نتائج ملموسة . وهذا ما ينطبق على تعريف المنهج النقدي حديثا .
وبما أن الناقد أحمد ضيف من خلال بحثه في شؤون الأدب والبلاغة والنقد وسلوكه جل هذه السبل في دراسته النقدية ، إضافة إلى تسلحه بكلى الثقافتين العربية والغربية وامتلاكه لكلا آليتيهما النقدية ، فقد نستطيع القول أنه كان أكثر حداثة في تعامله مع المسائل التي عالجها في كتابه - مقدمة لدراسة بلاغة العرب – من غيره من النقاد المعاصرين له ، وتصور أنه التمس في هذه الدراسة منهجا نقديا في ذلك .
أول ما يطالعنا في هذا الكتاب هو عنايته بالأدب الذي عده ظاهرة اجتماعية قبل كل شيء ، وقد تأثر في كل ذلك بالناقد الفرنسي هيبوليت تين .
كما تعرض لمفهوم النقد ، فنجده يطابق بينه وبين السابق ، باعتباره أن الأدب صورة لشيء عرض جماليا تقرر حقيقة ما ، وبذلك فغايته تتفق وغاية النقد الذي يبحث حسب رأيه عن الدلالة الاجتماعية والسياقية قبل أي شيء .
من ثمة فأحمد ضيف يلتمس في دراسته المنهج الاجتماعي ، ولذلك نجده يضع له شروط ومقاييس تدل الناقد في تفسيره للنص الإبداعي .
ويبالغ أحمد ضيف في تثمين هذا المنهج ليجعل من النصوص الأدبية نصوصا محفوظة تحتاج دائما إلى التوثيق والحشو بالفهارس والملاحق و الصور .
لذلك فالناقد من منظوره لا يكون ناقدا أو دارسا أو باحثا إلا إذا امتلك مجموعة كبيرة من المعارف والخبرات القبلية لكي يستطيع النفاذ إلى مكنونات النصوص.

لقد استعان الناقد بعدة مناهج في العلوم التاريخية والاجتماعية والنفسية وتطبيقاتها في حقل الدراسة الأدبية وتبنى منهجا نقديا محددا في دراسته النقدية – مقدمة لدراسة بلاغة العرب - .
وقد بث آراءه النقدية بين ثنايا صفحات هذا الكتاب ؛ وأعطى لكل رأي وقضية حقها من الشرح والتفصيل والاستدلال ، وقد دعا إلى المناهج العلمية الحديثة باعتبارها الطريقة المثلى في البحث .
لقد تأثر أحمد ضيف بالمناهج العلمية الغربية وبرموزها في أفكارهم وتصوراتهم ؛ واتسم بالتوازن الفكري فأخذ ما يفيد وترك ما لايفيد .

يعد أحمد ضيف علما من أعلام النقد العربي في العصر الحديث نظرا لأعماله العلمية والأدبية والفكرية المتطورة ، وآرائه النقدية المتعددة في باب النقد ، وهذا يقتضي من الدارسين لأدبنا ونقدنا العربي بوجه عام مواكبة هذا التطور الملحوظ ، والإشادة بالمجهودات العظيمة التي بذلها في هذا الباب الشاسع في سبيل ترقية اللغة العربية بعد الصعوبات التي واجهتها في تلك الفترة بالتحديد .

إضافة إلى النهوض بالأدب والنقد العربي إلى المستوى المرغوب ، وكذا التطلع إلى وجه الجدة في حداثته الأدبية والنقدية على حد سواء .

ومن ثمة تمييز جدتها من زيفها واجترارها ، وبذلك التحقق في موضوعيته العلمية في دراسته النقدية ، في تلك الحقبة الزمنية التي تمثلت في القرن التاسع عشر ، والتي كانت تعج بنقاد عرب لا تتميز كتاباتهم النقدية إلا بإصدار الأحكام الذاتية المعتمدة أساسا على الذوق الخاص النابع من الأهواء والميولات النفسية في السواد الأعظم .
كما أن سبق هذه الشخصية لوضع الأسس المبدئية للنقد من خلال آرائه وأحكامه النقدية التي تدل على بصره بالأدب والنقد وإدراكه للذوق الأدبي .

إن أهم القضايا التي تناولها أحمد ضيف في كتابه – مقدمة لدراسة بلاغة العرب – لها أهمية في التوجيه الصحيح للأدب و النقد .
وقد سعى أحمد ضيف لتكريس أهداف في هذه الدراسة النقدية أهمها :

إثبات فكرة مفادها التطلع إلى تميز أحمد ضيف وحيله في محاولته التعامل مع التراث العربي بالمنهج العلمي الحديث ، بطريقة يسودها الهدوء والرزانة ، على خلاف معاصريه من النقاد ، كطه حسين مثلا الذي أراد الثورة على كل ما هو قديم من خلال تكريس آرائه النقدية التجديدية ، وبذلك السعي إلى الموازنة وترجيح الكفة للطريقة الناجعة في معالجة القضايا وإبداء الآراء .

ومن ثمة ضرورة إعادة تناول قضية ،كانت قد عولجت في القديم ، وخاض فيها النقاد والدارسون في الحديث ، ولا تزال إلى حد الآن محل نقاش بين الباحثين ؛ وهي قضية الأصالة التي ترى في التمسك بالتراث عنصرا إيجابيا لايمكن التخلي عنه ، وقضية المعاصرة التي تقوم على الانبهار لما يردده الآخرون .

* د. لامية مراكشي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...