في ذلك المساء الأسود ، خرجت ( شتوى) من بيتها تحت جنح الظلام ،تركت خلفها
كل شيء ينطق بالمكان ،وبقايا ذكريات كانت تكتنز بالأسرار الخفية .
ابتلعها الليل وذابت مع طفلها مثل فص ملح في الطوفان ،كان الطريق الذي سلكته
إلى بلاد الغربة ، يعج بالمهاجرين الذين يودون العبور إلى خارج حدود الوطن عن
طريق البحر، ذلك النهار، هاتفتها أختها التي سبقتها إلى الهجرة ، قالت تحثها على اللحاقبها بعد أن علمت بموت زوجها في أتون الحرب الدائرة :
_ لاتنظري إلى الخلف (يا وليدة)، انظري إلى الأمام، إلى مستقبل طفلك الذي سيكبر غدا،
لذلك، لم يراودها أي شك بحسن نية أختها، قالت تتمتم مع نفسها وهي ترفع سقف أحلامها
التي غدت أعلى من رأسها:
_لابأس إن قست الحرب على قلبي !! فطريق الجنة يمر من خروم الصبر وشفاه الجراح،
حين رست الباخرة المغادرة على شاطئ البحر، كثر الصراخ والعويل، أمواج آدمية اندفعت
تنشر أشرعة الرحيل ، وراحت تتحكم بأشرعتها لنجاح مشاريعها المستقبلية ،إلا ذلك الصغير
الذي تاقت روحه المتعطشة لرؤية البحر ، أغراه تلاطم الموج ، فضل الطريق وتاه عن يد أمه
وسط الزحام .
كل شيء ينطق بالمكان ،وبقايا ذكريات كانت تكتنز بالأسرار الخفية .
ابتلعها الليل وذابت مع طفلها مثل فص ملح في الطوفان ،كان الطريق الذي سلكته
إلى بلاد الغربة ، يعج بالمهاجرين الذين يودون العبور إلى خارج حدود الوطن عن
طريق البحر، ذلك النهار، هاتفتها أختها التي سبقتها إلى الهجرة ، قالت تحثها على اللحاقبها بعد أن علمت بموت زوجها في أتون الحرب الدائرة :
_ لاتنظري إلى الخلف (يا وليدة)، انظري إلى الأمام، إلى مستقبل طفلك الذي سيكبر غدا،
لذلك، لم يراودها أي شك بحسن نية أختها، قالت تتمتم مع نفسها وهي ترفع سقف أحلامها
التي غدت أعلى من رأسها:
_لابأس إن قست الحرب على قلبي !! فطريق الجنة يمر من خروم الصبر وشفاه الجراح،
حين رست الباخرة المغادرة على شاطئ البحر، كثر الصراخ والعويل، أمواج آدمية اندفعت
تنشر أشرعة الرحيل ، وراحت تتحكم بأشرعتها لنجاح مشاريعها المستقبلية ،إلا ذلك الصغير
الذي تاقت روحه المتعطشة لرؤية البحر ، أغراه تلاطم الموج ، فضل الطريق وتاه عن يد أمه
وسط الزحام .
*ناديا ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق