جزء من رواية "دروب تشرين "
عندما وقعت في الحب أول مرة كنت في الخامسة عشر حينما لفت انتباهي ابن جيراننا الذي يكبرني ب 6 أعوام لم أكن أعرف شيئا الا أني أحبه ولم يكن حينها أجهزة هاتف كانت الاتصالات والاخبار تصل بطرق كثيرة مثل أن يكتب لي موعد اللقاء على ورقه ويربطها في حصى ويليقيها بمكان أمام البيت كنا قد اتفقنا عليه مسبقا وعادة يكون اللقاء في حديقة عامة من يسبق ينتظر الآخر لحظات ، وفي أحدى المرات كتبت له موعد اللقاء ووضعت الورقة في منتصف كتاب أعطيت الكتاب لوالدته الأربعينية قلت لها هذا الكتاب لولدك قد طلبه مني ولكنها سرعان ما فتحت الكتاب واستلت الورقة ونظرت لي باشمئزاز هي تعلم أن ابنها لا يقرأ ترك المدرسة منذ كان في العاشرة من عمره لا أدري
أنا لم أفكر بهكذا أمر وقتها فقط أحببته لأن عيناه خضراوان جميلتان ولهفتي للقائه كانت أشبه بالتهام حبة أيس كريم في الحر وكنا نتحدث عن الرياضة أكثر من الحب ،
انتظاري لك حبيبي ولهفتي للقائك كانت أعنف من الحب نفسه ، فترة غيابك وقعت فريسة الاكتئاب الحاد كرهت فيها كل شيء كل الناس كل الأماكن ، الأكل الدراسة الكلام ، فقط كنت استمع للمعزوفات الحزينة التي سمعناها سويا مع دموعنا الحارقة في غمرة الاحتضان
أي كائن أنت ؟
أي رجل هز كياني وبعثر الثوابت الراسخة في عقلي؟
ان لا جدوى من الحب والارتباط واقتناء رجل بحوزتي أنت لست من البشر بل ملاك على هيئة انسان ،
انتظرت الصباح لم أغفو لحظة ليلتها عندما أخبرتني انك قادم في الغد شعرت ان الكون بحجمه بره وبحره لا يتسع للفرح في أوصالي ، ارتديت أجمل ثيابي وذهبت الى الجامعة مبكرا على غير عادتي لم أدخل قاعة المحاضرات بل مكثت في الخارج اتنقل بين الساحات و الكافتيريا لم أتحدث مع أحد ولم التفت بل لم أرى احد مطلقا وكأن هذا الصرح خال انا فقط لوحدي ..أنتظر لتحضر لأراك قادما من بعيد وأركض باتجاهك ولكن خطواتي تباطأت من اللوعة و لهيب الاشتياق
ياااه يا حبيبي كم اشتقت اليك دعني اقبلك احتضنك أمامهم
لا أرى إلا أنت انا الآن حرة حرة بك دعني أعانقك بشدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزء من رواية "دروب تشرين "
مريم /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق