بخفّة طائرَينِ أزرقَينِ كنّا نلوّنُ وحشةَ الطرقات . قلتُ لكِ وخمرُ الحبور يطفح على قلبي : اقتربي منّي أكثرَ لأجعل روحي قميصاً لعريِ هذا الكون , ابتسمتِ بنعومةٍ باهرةٍ وهمستِ فيّ : ما أعمقَ أسرارنا وما أخلدَ عناقنا الطويل عند حافة النهر .
أتأخذني حبيبي إلى النهر لأعمّدَ قلبي بدمع عينيك , أم لأكتشفَ سرّ أنوثتي بين تدفّق الماﺀ وعطش الشهوة في منفى يديك ؟ ..
أضع يدي بهدوﺀٍ على قوسِ خصرها , أبتكرُ كلاماً غامضَ التكوين والتجلّي : يا حبيبتي
أنتِ آلهتي التي أعبُدُ , حُبّكِ ديني وديدني وبرزخ نشوري وفنائي , أنتِ التباسُ الجمال بالرؤيا وانصهارُ الوعي بالجنون واغترابُ الروح بالجسدْ .
كنتُ أتصوّفُ بهالة روحها وأشطحُ , كنتُ أتعشّقُ بسماﺀات عينيها الكونيّتين حدّ التبخّر والفناﺀ .
فجأةً وبلا أيّ مقدمةٍ .. سَقَطَتْ على الأرض , سَقَطَتْ آلهة الجمال حبيبتي بكامل أنوثتها , سقطت كما تسقطُ غزالة عطشى في فخاخ السراب , لا أصدّق ما أرى : وجهها المرمريّ الشفّاف ارتطمَ بحافّة الرصيف , شيﺀ ما انكسرَ والدّمُ الكرزيّ يتدفّق من أنفها الصغير كتدفّق النهر , فستانها السماويّ تعفّر بالغبار وتمزّق من صرخة ذهولي , يا إلهي , كل ارتباك الكون دبّ في كياني كأني مفخخ بأطنانٍ من البارود .
حملتها بجنونٍ وركضتُ , ركضتُ بلا وعيٍ مثل ظبيٍ فتيّ يسابق الشعاع في براري البعيد ,ركضتُ بها إلى ما لستُ أعرفُ وكأنّ الجهاتَ تموّهت بالجهاتِ , بعد مسافةِ خوفٍ وتعبٍ وهذيانٍ وجدْتُنِي عند حافة النهر وحيداً , لم تكُ بين يديّ ,
لم أجد حبيبتيَ المغمى عليها بين يديّ
لم أجد سوى قلبي بين يديّ
قلبي الذي ينزفُ دماً كرزياً ويصبغ النهر بالأحمر .
حينها آمنتُ أنّ القلبَ أنثى .
القلبُ أنثى ...
*خلدون عماد رحمة
أتأخذني حبيبي إلى النهر لأعمّدَ قلبي بدمع عينيك , أم لأكتشفَ سرّ أنوثتي بين تدفّق الماﺀ وعطش الشهوة في منفى يديك ؟ ..
أضع يدي بهدوﺀٍ على قوسِ خصرها , أبتكرُ كلاماً غامضَ التكوين والتجلّي : يا حبيبتي
أنتِ آلهتي التي أعبُدُ , حُبّكِ ديني وديدني وبرزخ نشوري وفنائي , أنتِ التباسُ الجمال بالرؤيا وانصهارُ الوعي بالجنون واغترابُ الروح بالجسدْ .
كنتُ أتصوّفُ بهالة روحها وأشطحُ , كنتُ أتعشّقُ بسماﺀات عينيها الكونيّتين حدّ التبخّر والفناﺀ .
فجأةً وبلا أيّ مقدمةٍ .. سَقَطَتْ على الأرض , سَقَطَتْ آلهة الجمال حبيبتي بكامل أنوثتها , سقطت كما تسقطُ غزالة عطشى في فخاخ السراب , لا أصدّق ما أرى : وجهها المرمريّ الشفّاف ارتطمَ بحافّة الرصيف , شيﺀ ما انكسرَ والدّمُ الكرزيّ يتدفّق من أنفها الصغير كتدفّق النهر , فستانها السماويّ تعفّر بالغبار وتمزّق من صرخة ذهولي , يا إلهي , كل ارتباك الكون دبّ في كياني كأني مفخخ بأطنانٍ من البارود .
حملتها بجنونٍ وركضتُ , ركضتُ بلا وعيٍ مثل ظبيٍ فتيّ يسابق الشعاع في براري البعيد ,ركضتُ بها إلى ما لستُ أعرفُ وكأنّ الجهاتَ تموّهت بالجهاتِ , بعد مسافةِ خوفٍ وتعبٍ وهذيانٍ وجدْتُنِي عند حافة النهر وحيداً , لم تكُ بين يديّ ,
لم أجد حبيبتيَ المغمى عليها بين يديّ
لم أجد سوى قلبي بين يديّ
قلبي الذي ينزفُ دماً كرزياً ويصبغ النهر بالأحمر .
حينها آمنتُ أنّ القلبَ أنثى .
القلبُ أنثى ...
*خلدون عماد رحمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق