يبدو أن المنابر أصبحت كبقعة ضوء، تميل إلى الشهرة لملء أوقات الفراغ وذلك لانعزال وغياب بعض الأدباء عن الساحة الثقافية، والقائمون على هذه المنابر غير مدركين أن هذه المنابر لا تليق إلا بالأديب الذي أغرق نفسه في التمحيص والبحث والدراسة ليقدّم أفضل ما عنده من نصوص ومواد أدبية علمية سامية أساسها رسالة هادفة جادّة تسهم في نشر التوعية لأبناء المجتمع ولاسيما في هذه الظروف العصيبة التي تمرُّ بها البلاد من تضليل يراد منه زعزعة أمن الوطن واستقراره.
المنابر تطبل وتزمر وتعج بالمواهب الشبابية المبتدئة تحت ما يسمى (تشجيع الأقلام الواعدة) أكثر من الأدباء الكبار الذين طال غيابهم عن ارتقاء المنبر وما عدنا نشهد حضورهم كما عهدناه سابقاً بكثافة ، فحين تشبّ الحروب يسارع الأديب ليقف وقفة سيف أمام منبره يشهد له جمهوره بأداء دوره وإيصال رسالته الخالدة كالشعراء العمالقة قديماً ، فدورهم كان بارزاً وأساسياً في تماسك أمن البلاد خلال الحرب، أقلامهم سلاحهم الوحيد في مجابهة كل باطل ، أما اليوم فقد ابتعد الأديب عن المنبر بسبب تزاحم (المواهب الشبابية) الذين ظهروا وبكثافة بارتقائهم المنابر في المراكز الثقافية التي أصبحت لكل من هبّ ودبّ ، وهؤلاء ينقصهم الكثير من العلم لصقل مواهبهم الأدبية ، كذلك الأمر الظهور المفاجئ لبعض الأشخاص في أعمار متأخرة يلقون محاضرة عبارة عن نسخ ولصق ،أو قصيدة على حد تعبيرهم وماهي إلا سرد منظوم ...
المنبر مسؤولية ووعي ووجود وثقافة ، في العصور السابقة ثمة عدد من عمالقة الشعر العربي قديماً وحديثاً رفضوا اعتلاء المنابر معللين ذلك بالرهبة ، من أمثال الشريف الرضي والكميت وأبي تمام وحديثاً أحمد شوقي الذي كان يرفض أن يلقي قصيدته وقصيدة غيره ، فكان ينيب عنه لإلقاء أشعاره علي الجارم ومحمد توفيق دياب وتيسير ظبيان ....
المنبر أمانة ومنارة إنسانية وعلم ، فلم تنشأ تلك المنابر لتكون لأي مشارك "كعابر سبيل" يعتلي المنبر لمجرد أنه كتب خاطرة أو قصة مستوحاة من واقعه ينقصها الكثير من التشويق ،ناهيك عن الضعف في الحوار.
كان هناك حلقات تدريبية في المدارس تنتقي المواهب الأدبية وتقوم على صقل الموهبة .
فليكن ظهور المبتدئين بداية في المدارس والمعاهد والجامعات قبل اعتلاء المنابر العامة
رويدكم ...رويدكم للمشاركة واعتلاء المنابر ،اجعلوا هذه الموهبة بذرة ! اغرسوها بمحبتكم وعطائكم وإخلاصكم للكلمة ، اسقوها بمناهل الجدِّ والمثابرة ، قدّموا لها كل رعاية واهتمام من حصاد نوركم لتصبح بعد عدة سنوات ليست بكثيرة شجرة شامخة يانعة وبذلك يكون ثمار نتاجكم ولادة جديدة لحضارة راقية جميلة تنطلق من المنبر.
*رزان القرواني
المنابر تطبل وتزمر وتعج بالمواهب الشبابية المبتدئة تحت ما يسمى (تشجيع الأقلام الواعدة) أكثر من الأدباء الكبار الذين طال غيابهم عن ارتقاء المنبر وما عدنا نشهد حضورهم كما عهدناه سابقاً بكثافة ، فحين تشبّ الحروب يسارع الأديب ليقف وقفة سيف أمام منبره يشهد له جمهوره بأداء دوره وإيصال رسالته الخالدة كالشعراء العمالقة قديماً ، فدورهم كان بارزاً وأساسياً في تماسك أمن البلاد خلال الحرب، أقلامهم سلاحهم الوحيد في مجابهة كل باطل ، أما اليوم فقد ابتعد الأديب عن المنبر بسبب تزاحم (المواهب الشبابية) الذين ظهروا وبكثافة بارتقائهم المنابر في المراكز الثقافية التي أصبحت لكل من هبّ ودبّ ، وهؤلاء ينقصهم الكثير من العلم لصقل مواهبهم الأدبية ، كذلك الأمر الظهور المفاجئ لبعض الأشخاص في أعمار متأخرة يلقون محاضرة عبارة عن نسخ ولصق ،أو قصيدة على حد تعبيرهم وماهي إلا سرد منظوم ...
المنبر مسؤولية ووعي ووجود وثقافة ، في العصور السابقة ثمة عدد من عمالقة الشعر العربي قديماً وحديثاً رفضوا اعتلاء المنابر معللين ذلك بالرهبة ، من أمثال الشريف الرضي والكميت وأبي تمام وحديثاً أحمد شوقي الذي كان يرفض أن يلقي قصيدته وقصيدة غيره ، فكان ينيب عنه لإلقاء أشعاره علي الجارم ومحمد توفيق دياب وتيسير ظبيان ....
المنبر أمانة ومنارة إنسانية وعلم ، فلم تنشأ تلك المنابر لتكون لأي مشارك "كعابر سبيل" يعتلي المنبر لمجرد أنه كتب خاطرة أو قصة مستوحاة من واقعه ينقصها الكثير من التشويق ،ناهيك عن الضعف في الحوار.
كان هناك حلقات تدريبية في المدارس تنتقي المواهب الأدبية وتقوم على صقل الموهبة .
فليكن ظهور المبتدئين بداية في المدارس والمعاهد والجامعات قبل اعتلاء المنابر العامة
رويدكم ...رويدكم للمشاركة واعتلاء المنابر ،اجعلوا هذه الموهبة بذرة ! اغرسوها بمحبتكم وعطائكم وإخلاصكم للكلمة ، اسقوها بمناهل الجدِّ والمثابرة ، قدّموا لها كل رعاية واهتمام من حصاد نوركم لتصبح بعد عدة سنوات ليست بكثيرة شجرة شامخة يانعة وبذلك يكون ثمار نتاجكم ولادة جديدة لحضارة راقية جميلة تنطلق من المنبر.
*رزان القرواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق