في ديسمبر من عام 1983 زَجَّتْ بي تَقَلُّباتُ الحياةِ
إلى أن أقيمَ في منطقة (تل المنطح) بـ (الكرامة) في الأردن ، وقادني
التجوالُ بها ذاتَ يَومٍ إلى جَنَّةٍ حاليةٍ يداعبُ نسيمُها أوراقَها
الوارِفَة وتَتَأوَّبُ الطير شادِيَةً على أفنانها مُيَمِّمَةً شطرَعَينٍ
تومِضُ الشمسُ ضاحِكَةً فوقها من بعيد ، فكانت هذه القصيدة :
هَــــدْهَـــــدَ الكَـــونُ مُـقـلَـتَيـــهِ فَحيِّــي
طَلـعَةَ الفَجْـــرِ يا طُيــورَ الخَميــــــــلِ
والثُــمي الشَّــــمــسَ بالجَناحَيْــنِ إمَّـــا
دَغــدَغَ النُّــورُ رائِــقَ السَّـــلـسَـــبـيــلِ
واصدَحِي في الفَضَــــاءِ غَـيـرَ شَـوَاكٍ
جَوقَةَ الصَّيـــــدِ أو عُبــوسَ الهُـــجولِ
حَيــْـــثُ يَــمَّمْتِ مَنـهَـــــــــلٌ ومَسـاغٌ
ومَـــرَاحٌ وراءَ كُـــــــــــلِّ سَبــيـــــــلِ
دونَـــــكِ الزَّهْــــرَ مُرسِلاتٍ شَذاهـــــا
دونَـــــكِ الخِصْبَ في الرُّبــا والـحُقولِ
إنْ يَــــــكُ اليَـــــــومُ ماضِيًـا فَلِمـــــاذا
خِيفَةُ اليَــــومِ مِـنْ غَــــــدٍ مُســــتَحيــلِ
أو يَـــــكُ الغَيْــــــــبُ مُوجعًـا فَعـــلامَ
بَيـــعَــــةُ الأَيـــنِ لِلـــغَـدِ المَجهُــــــولِ
فاملَئي النَّــــفـــسَ غِبــطَةً وانْشِـــراحًا
وانْشلِي الذِّهـنَ مِنْ عَمَـــــاءِ الذُّهــــولِ
اشْـــدِ هَــــوْنًـا فَلَيسَ يا طَيـــرُ يَــرْوِي
غُلَّــــةَ القَلـــــبِ غَيـْــــرُ فَـنٍّ جَميـــــلِ
فُكِّــــي بالحَــــوْمِ والغِنَــــــاءِ إســارِي
مِقْـــوَلًا بــحَّ في لَهَــــــــأةِ كَـلــيـــــــلِ
إنَّمَــــأ العَيــْــــشُ مَـنـْــزعٌ وإسَـارُ الــ
ـــقَلـــبِ أقْسَـــــى مَطَـــارِحِ التَّكبيــــلِ
طَيـــرُ يَــــا طَيْــرُ لا عَدِمتُ خيَــــــالًا
مِنــْـــكِ في الرَّوْضِ والرُّبــا والسُّهولِ
يـَــــا بَنـَـــاتِ الأثيـــــرِ أنتُـــنَّ لَحْــــنٌ
سـاقَـــهُ الشَّـــوْقُ والهَـــــوَى لِلــمثـولِ
فـــأسِــفِّــي وحَلِّـــــقي واســــــتَــمِـيلي
مُوجَـــــعَ النَّــفْـسِ بالأسَى والـعَويـــــلِ
وانْثُــــري الـطَّـلَّ عَنْ رِياشِـكِ وارمي
بالجَنَــــاحَيْنِ في الهَــــــــواءِ الحَمــولِ
واتْبَــــــعِي خَفقَــــةَ الـشِّـــراعِ بِخَــفْـقٍ
مِنْ جَنَـــاحَيـْـــكِ فيــــهِ رَوْحُ العَلــــيلِ
واشرَبـِــي خَمــرَةَ الأصيـــــلِ وصُبِّـي
في حَنَــــايا الفُــــؤادِ معنَى الأصيــــلِ
فِيــــــهِ تَنـْـــداحُ دائِـــــــرَاتُ الأمانــي
كَــرُؤاهـــــــا علَى الغَديـــرِ الصَّقيــــلِ
مِـلءُ سَـــمْعي ومِحْـجَــري وجَنَـــــانِي
ولَــهَــــــاتِي ورُوعِــــــيَ المَتــبـــــولِ
(محمد رشاد محمود)
هَــــدْهَـــــدَ الكَـــونُ مُـقـلَـتَيـــهِ فَحيِّــي
طَلـعَةَ الفَجْـــرِ يا طُيــورَ الخَميــــــــلِ
والثُــمي الشَّــــمــسَ بالجَناحَيْــنِ إمَّـــا
دَغــدَغَ النُّــورُ رائِــقَ السَّـــلـسَـــبـيــلِ
واصدَحِي في الفَضَــــاءِ غَـيـرَ شَـوَاكٍ
جَوقَةَ الصَّيـــــدِ أو عُبــوسَ الهُـــجولِ
حَيــْـــثُ يَــمَّمْتِ مَنـهَـــــــــلٌ ومَسـاغٌ
ومَـــرَاحٌ وراءَ كُـــــــــــلِّ سَبــيـــــــلِ
دونَـــــكِ الزَّهْــــرَ مُرسِلاتٍ شَذاهـــــا
دونَـــــكِ الخِصْبَ في الرُّبــا والـحُقولِ
إنْ يَــــــكُ اليَـــــــومُ ماضِيًـا فَلِمـــــاذا
خِيفَةُ اليَــــومِ مِـنْ غَــــــدٍ مُســــتَحيــلِ
أو يَـــــكُ الغَيْــــــــبُ مُوجعًـا فَعـــلامَ
بَيـــعَــــةُ الأَيـــنِ لِلـــغَـدِ المَجهُــــــولِ
فاملَئي النَّــــفـــسَ غِبــطَةً وانْشِـــراحًا
وانْشلِي الذِّهـنَ مِنْ عَمَـــــاءِ الذُّهــــولِ
اشْـــدِ هَــــوْنًـا فَلَيسَ يا طَيـــرُ يَــرْوِي
غُلَّــــةَ القَلـــــبِ غَيـْــــرُ فَـنٍّ جَميـــــلِ
فُكِّــــي بالحَــــوْمِ والغِنَــــــاءِ إســارِي
مِقْـــوَلًا بــحَّ في لَهَــــــــأةِ كَـلــيـــــــلِ
إنَّمَــــأ العَيــْــــشُ مَـنـْــزعٌ وإسَـارُ الــ
ـــقَلـــبِ أقْسَـــــى مَطَـــارِحِ التَّكبيــــلِ
طَيـــرُ يَــــا طَيْــرُ لا عَدِمتُ خيَــــــالًا
مِنــْـــكِ في الرَّوْضِ والرُّبــا والسُّهولِ
يـَــــا بَنـَـــاتِ الأثيـــــرِ أنتُـــنَّ لَحْــــنٌ
سـاقَـــهُ الشَّـــوْقُ والهَـــــوَى لِلــمثـولِ
فـــأسِــفِّــي وحَلِّـــــقي واســــــتَــمِـيلي
مُوجَـــــعَ النَّــفْـسِ بالأسَى والـعَويـــــلِ
وانْثُــــري الـطَّـلَّ عَنْ رِياشِـكِ وارمي
بالجَنَــــاحَيْنِ في الهَــــــــواءِ الحَمــولِ
واتْبَــــــعِي خَفقَــــةَ الـشِّـــراعِ بِخَــفْـقٍ
مِنْ جَنَـــاحَيـْـــكِ فيــــهِ رَوْحُ العَلــــيلِ
واشرَبـِــي خَمــرَةَ الأصيـــــلِ وصُبِّـي
في حَنَــــايا الفُــــؤادِ معنَى الأصيــــلِ
فِيــــــهِ تَنـْـــداحُ دائِـــــــرَاتُ الأمانــي
كَــرُؤاهـــــــا علَى الغَديـــرِ الصَّقيــــلِ
مِـلءُ سَـــمْعي ومِحْـجَــري وجَنَـــــانِي
ولَــهَــــــاتِي ورُوعِــــــيَ المَتــبـــــولِ
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق