" في الذكرى الحادية عشر لرحيله"
والدي
منذ رحيلك وأنا تائهة أبحث عنك في أركان الكون
أناديك أناجيك ، أحدثك أضحك لذكراك أبكي
أبي... هل تعلم شيء لم أخبرك عنه مسبقا
ما كنت أعلم أنك ستغادرني
ولو يكن باستطاعتي أن أخبرك
أتعلم يا أبي أن الأيام في تعداد الإنعكاس
والفصول انقلبت والألوان
والشمس فقدت الذاكرة
عندما كان يخيفني أصدقاء المدرسة من الموت وعذاب القبر ويوم الحساب كنت أضحك وأبتعد وأقول أنا سأختبىء في حضن والدي خلف والدي سوف يحميني من كل شيء
أبي قوي يعمل ليل نهار
أبي لا ينام
لا يأكل
لا يضحك في وجهي إلا صباح العيد
أبي سيمنع كل سوء يمكن أن يمسني
ولا يسمح لأحد أن يأخذني منه
أبي لا يحدثني مطلقا هو يوافق على طلباتي وأوامري
لم يحدث أن نظرت في عيناه الخضراوين أو ذكرت لي أمي أنهما خضراوتان
أنا نظرت فيهما مرة واحدة قبل وفاته بأيام وكانتا باللون الأصفر بل أقحمت نفسي بالنظر ..وقلت في نفسي التحديق في وجهه الشيخ الكبير صدقة فتشجعت ،عندها رأيت دموع والدي لأول مرة وهو يسرد لي قصصا عن أمه
هل تعلم أبي أنه منذ رحيلك لم أشعر بالفرح في رمضان والعيد
وأن العطف والحنان شق الأفق وغادر منسحبا ولم يعد حتى الآن
ألم أقل لك أن الفصول تبدلت والعقول تشنجت والقلوب تحجرت
رحلت والدي بغتة ..
لم تنتظرني لحظة لألقي عليك نظرة وداع في ثواني ما قبل عودتك للأعلى
تركتني للطرقات للآهات للوجع لعبث المارة
ذهبت وتركت رمضان ميراث وحصالة لوجعي
هل تعلم يا والدي أني وضعت الذكريات جميعها في أماكنها بلا حراك
فقط ذكرى واحدة بقيت في جيبي
أتذكر في مرضي وقلة حيلتي وأنت تدرك أنني أم بلا أم وأوصيتني أن أترك قفل الباب مفتوحا لك لأنك لا تريد إزعاجي بقرع الجرس وأنا نائمة
أراك الآن تجلس قرب السرير دون أن تزعجني تنتظرني حتى أفتح عيني وتقبل جبيني وتلقي عليي تحية الصباح
اعذرني أبي انت تعلم أنني لا أعلم مكان قبرك ولا شكله ولم أذهب له يوما و لا أستطيع
أنت تعلم
ها انا القي عليك تحية الصباح وأسرد لك قصص النهار وأشجان الليل
أبي " الأماكن كلها مشتاقة لك "
وأعلم أنك في رحاب الله ورحمته
نم قرير العين والدي .
والدي
منذ رحيلك وأنا تائهة أبحث عنك في أركان الكون
أناديك أناجيك ، أحدثك أضحك لذكراك أبكي
أبي... هل تعلم شيء لم أخبرك عنه مسبقا
ما كنت أعلم أنك ستغادرني
ولو يكن باستطاعتي أن أخبرك
أتعلم يا أبي أن الأيام في تعداد الإنعكاس
والفصول انقلبت والألوان
والشمس فقدت الذاكرة
عندما كان يخيفني أصدقاء المدرسة من الموت وعذاب القبر ويوم الحساب كنت أضحك وأبتعد وأقول أنا سأختبىء في حضن والدي خلف والدي سوف يحميني من كل شيء
أبي قوي يعمل ليل نهار
أبي لا ينام
لا يأكل
لا يضحك في وجهي إلا صباح العيد
أبي سيمنع كل سوء يمكن أن يمسني
ولا يسمح لأحد أن يأخذني منه
أبي لا يحدثني مطلقا هو يوافق على طلباتي وأوامري
لم يحدث أن نظرت في عيناه الخضراوين أو ذكرت لي أمي أنهما خضراوتان
أنا نظرت فيهما مرة واحدة قبل وفاته بأيام وكانتا باللون الأصفر بل أقحمت نفسي بالنظر ..وقلت في نفسي التحديق في وجهه الشيخ الكبير صدقة فتشجعت ،عندها رأيت دموع والدي لأول مرة وهو يسرد لي قصصا عن أمه
هل تعلم أبي أنه منذ رحيلك لم أشعر بالفرح في رمضان والعيد
وأن العطف والحنان شق الأفق وغادر منسحبا ولم يعد حتى الآن
ألم أقل لك أن الفصول تبدلت والعقول تشنجت والقلوب تحجرت
رحلت والدي بغتة ..
لم تنتظرني لحظة لألقي عليك نظرة وداع في ثواني ما قبل عودتك للأعلى
تركتني للطرقات للآهات للوجع لعبث المارة
ذهبت وتركت رمضان ميراث وحصالة لوجعي
هل تعلم يا والدي أني وضعت الذكريات جميعها في أماكنها بلا حراك
فقط ذكرى واحدة بقيت في جيبي
أتذكر في مرضي وقلة حيلتي وأنت تدرك أنني أم بلا أم وأوصيتني أن أترك قفل الباب مفتوحا لك لأنك لا تريد إزعاجي بقرع الجرس وأنا نائمة
أراك الآن تجلس قرب السرير دون أن تزعجني تنتظرني حتى أفتح عيني وتقبل جبيني وتلقي عليي تحية الصباح
اعذرني أبي انت تعلم أنني لا أعلم مكان قبرك ولا شكله ولم أذهب له يوما و لا أستطيع
أنت تعلم
ها انا القي عليك تحية الصباح وأسرد لك قصص النهار وأشجان الليل
أبي " الأماكن كلها مشتاقة لك "
وأعلم أنك في رحاب الله ورحمته
نم قرير العين والدي .
مريم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق