ومرّت سنابك عاماً آخر على وجوهنا، فيه من الوجع أقساه ومن الفرح أحلاه، أيا قلبي السقيم كم من أمنيات خيّبتك؟ وقدسُ الأحلام يطير فيّ كل حين آلاف الليالي واستحضر الغيمات لأمطر التفاؤل فوق الأيام المتوالية، كحبات المطر هي، سريعة، متعاقبة، لا نهنئ بقطف جناها حتى تلوذ بنا الملمّات.ذات عيد دار في أفواه الخراف سؤال: ألا تخشى النحر بعد حين؟ أجاب أحدها: وما الضير قد خَبِرت الصيف وحرّه والخريف ورحيله الحكيم وكذا الشتاء وقرّه الكليم، وآخر شيء أزهو وازدهي بأحمالٍ من شأنها استمرارية وجودي.
سوى أني - وكذا بنو آدم - لا نفتئ نزرع الآمال في الأيام ونفترش الساحات بانتظار الزهر وحين يأتي الأوان ونحرث الأحلام البيضاء، واأسفاه، كمّ يخيب الظن بالمقبل؟
على أطلال الأيام المنصرمة فقدنا ساعات فرح، وحطام ماضٍ بهيج لنكسب للدهور القادمة جبال وجع؛ آهٍ عليكِ يا أنفسنا الوديعة، آهٍ من أسابيع وشهور لا تجيد غير التهام أفراحنا وأعمارنا على حدٍ سواء بما في ذلك ذوات ذواتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق